"معرفش حاجة (لا أعرف شيئا) عنها لأني ما كنتش اتولدت (لم أولد) أساسا ".. توالت إجابات صادمة من المصريين عند سؤالهم ما الذي يعرفونه عن حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، وذلك على الرغم من تدريسها في مناهج المدارس التعليم الأساسي ويعد الاحتفال بها طقسا سنويا وذكراها إجازة رسمية في البلاد.

وتحتفل مصر، السبت، بالذكرى 45 لحرب 6 أكتوبر، وألقى الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" كلمة بتلك المناسبة تحاشى فيها ذكر كلمة (إسرائيل)، أو العدو، أو حتى احتلال سيناء.

ونشرت وسائل إعلام مصرية مقاطع فيديو صادمة من الشارع المصري تضمنت سؤالا مباشرا للمارة (معظمهم شباب صغير السن) حول ما يعرفونه عن حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول، لكن قليلا من بينهم أجاب بمعلومات محددة وإجابات دقيقة.

ولم تخل إجابات البعض من الطرافة، في معرض ردهم على أسئلة بسيطة حول الحرب، ففي ردها على محررة صحيفة "البوابة" المصرية، قالت إحدى الفتيات إنها لو عاصرت الحرب لدعمت الجيش المصري بالسيوف، لتسألها المحررة عن سبب ذلك لتجيبها مؤكدة أن حرب أكتوبر كانت بالسيوف والخيول والعجلات الحربية.

شاب آخر، أكد أنه لا يعرف عن حرب أكتوبر/تشرين الأول شيئا لأنه لم يكن قد ولد بعد حينها، ولم ير شيئا من أحداثها.

وفي رد ثالث، قال أحدهم إن كل ما يعرفه عن حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول أنها "كانت في شهر أكتوبر"، وبعد الإلحاح عليه عما إذا كان يعرف شيئا آخر قال إنها كانت في رمضان.

"هوا احنا كسبنا"؟

مقطع فيديو آخر صوره شاب مصري داخل جامعة القاهرة، رد خلاله شاب مستهزئا بأنه لا يعرف عن حرب أكتوبر/تشرين الأول أي شيء لأنه لا يذاكر هذه الأشياء التافهة.

أما نتائج الحرب، فقد جاوبه أحدهم بأنها تمثلت في أن مصر كسبت، و(إسرائيل) خسرت، ثم سكت متشككا لثوان قبل أن يعود متسائلا للمذيع: "هوا احنا كسبنا؟!".

سبب الحرب كان محل خلاف واسع بين المجيبين على الأسئلة، حتى أولئك الذين ذكروا احتلال سيناء كسبب للحرب أعقبوها بعبارات التشكك من قبيل: على ما أظن أو تقريبا، أو على ما أعتقد.

انتصرنا على الإرهاب

ولم تخجل إحداهن من تأكيد أنها لا تملك أي معلومة عن حرب أكتوبر، حتى إنها لا تعرف من العدو الذي واجهته مصر.

العدو الذي واجهته مصر كان هو "الإرهاب" في رأي شاب كشف من وجهة نظره، أن الجيش المصري انتصر في تلك الحرب على الإرهاب.

وفي تفسيره لمحرر "اليوم السابع" سبب عدم معرفته أي شيء عن الحرب رغم تدريسها في المناهج المدرسية، قال طالب جامعي إنه "لم يحضر درس حرب أكتوبر حتى بالمدرسة"، ولم يتذكر حتى تاريخ قيام الحرب وهو المعروف بـ6 أكتوبر، ثم أخطأ فى اسم رئيس مصر وقتها حيث كان يظن أن "محمد حسنى مبارك" هو رئيس الجمهورية.

ويقول مراقبون إن أحد أسباب عدم معرفة الشباب والجيل الجديد بتفاصيل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 هو حالة التقارب والمودة الكبيرة التي يعيشها النظام المصري الحالي مع (إسرائيل)، ما يجعل المعلومات وأهمية الحرب مشوشة في أذهان الجيل الجديد وهو يرى مودة كبيرة تجاه أعداء الأمس.