استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أحداث المنطقة وغياب الوعي

الاثنين 6 أبريل 2015 03:04 ص

عبر الكاتب المعروف عبد الرحمن الراشد عن عدم الإلمام الكامل بالآثار المترتبة على الاتفاق بين إيران والدول الغربية (5+1)، ومعرفة تأثيراته وانعكاساته على المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الحكم عليه إن كان سيؤدي لوضع أكثر استقرارا أو اضطرابا، فذلك يحتاج إلى مزيد من الوقت والقراءة المتأنية والشاملة. 

ما يجري في المنطقة من أحداث متسارعة تجعل معظم التحليلات والآراء السياسية عرضة للمساءلة، وغير قادرة على إعطاء رؤية متماسكة وواضحة حول هذه الأحداث بشكل عام. وأكبر دليل على ذلك هو تغير المواقف وتبدل التحالفات بين دول المنطقة أو بينها، وبين الجماعات والحركات السياسية بصورة غير معهودة. 

فالمدة الزمنية الفاصلة بين العداوة والصداقة، أو صنع التحالفات وتفكيكها، لا تتجاوز الأشهر المعدودة في عديد من الحالات، إذ سرعان ما تتغير اللعبة وتتحول العداوة إلى صداقة أو العكس، ويكون حليف الأمس الذي كان يمد بكل أشكال الدعم، عدو اليوم الذي يحارب لإقصائه وإبادته. 

في ظل هذه السيولة السياسية المتواصلة، والأحداث الكبيرة والجسيمة، وانعدام الرؤية الواضحة، يغيب الوعي وتنعدم المعرفة، وتنشأ التكهنات والإشاعات بما يشبه الخرافات، وتزيد حدة الاستقطاب ليس على أساس المعرفة والتحليل الموضوعي، بل تكون نابعة من الجهل وردود الأفعال الآنية. 

سبب كل ذلك يعود إلى غياب مراكز الأبحاث والدراسات المستقلة، وجهات صناعة السياسات القومية والوطنية التي تساهم في دراسة وتحليل الأحداث والتطورات، وترسم اتجهات محددة لمختلف الاحتمالات الممكنة، وتضع أيضا تصورات لخطط عمل لكل مسار وسيناريو محتمل. 

قليلة هي الدراسات الموضوعية المتاحة بين أيدي المهتمين لمعرفة ما يدور فعلا، والتوقعات المستقبلية، كما هي قليلة الخبرات البحثية الموضوعية، التي يمكن أن تساهم في تقديم مادة علمية حوارية، حول ما يجري بصورة موضوعية وواعية. 

حتى الحوارات السياسية المتلفزة تفتقد إلى الموضوعية والتحليل المنطقي، وتسير في اتجاه التأييد المطلق لموقف معين، وتنتهي في حال اختلاف وجهات النظر بين المتحاورين إلى فتنة وقذف وشجار. 

هذه الأجواء لا تفسح المجال أمام التفكير والتحليل العقلاني المتزن، الذي ينظر إلى القضايا من مختلف الأبعاد، ويحللها بصورة موضوعية لتحديد مجالات القوة والضعف، وللحد من حالة المواقف الانفعالية المتسرعة، التي تبدو نهائية لبرهة، لكنها ما تلبث أن تتغير. 

إن من أسباب عجزنا وفشلنا المتواصل أمام مختلف الأزمات الخانقة التي تحيط بنا، وتستنزف إمكاناتنا وقدراتنا كمجتمعات عربية، هو انعدام الرؤية المستقبلية المبنية على البحث والدراسة والمعرفة الشاملة، وعلى فهم الفرص والتحديات المحيطة واستغلالها بأفضل صورة ممكنة. 

إننا في كثير من الأحيان نجهل أبسط المعلومات الحقيقية عما يدور حولنا، ونستقبل كل ما يرد إلينا ونتداوله دون أدنى تمحيص أو تدقيق، بل إننا أحيانا لا نعطي أنفسنا فرصة لفهم الحقائق، ونكابر على ما لدينا من معلومات حتى لو لم تكن صائبة أو دقيقة. 

في ظل وعي ناقص كهذا، وغياب مصادر التوعية المستقلة والموضوعية، وتدفق أهوج للشائعات، ستظل مجتمعاتنا – بما في ذلك النخب المثقفة - حائرة فيما يجري وغير قادرة على تحديد المسارات المستقبلية السليمة.

 

* جعفر الشايب كاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف

  كلمات مفتاحية

السيولة السياسية الأحداث الجسيمة انعدام الرؤية الوعي المعرفة التكهنات الإشاعات حدة الاستقطاب التحليل الموضوعي الجهل ردود الأفعال