نضوب سيل الهجرة اليهودية يضرب ركيزة أساسية للصهيونية

الاثنين 8 أكتوبر 2018 07:10 ص

 

الباحث جورج كرزم، وهو أسير محرر ومن الرعيل المؤسس للحركة الوطنية، صدر له مؤخرا كتاب "الهجرة المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين"، عن "دار الرعاة" و"دار الجسور" في العاصمة الأردنية عمان.

يقول الباحث جورج كرزم في مقدمة كتابه "الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين" الذي صدر مؤخرا، إن الهجرة اليهودية المعاكسة طالما أشغلت بال الأوساط الحكومية والأمنية الإسرائيلية، لما تشكله من إشكالية وجودية نظرا لصغر حجم السكان اليهود في إسرائيل نسبيا، والتكوين الكولونيالي الإثني اليهودي للأخيرة باعتبارها دولة "هجرة" واستيطان استعماريين يشكل استمرار تدفق المستعمرين إليها ضرورة وجودية لا غنى عنها لتسمين "الدولة اليهودية" بالعنصر البشري.

ويرى كرزم في دراسته أن عوامل الطرد الديمغرافي من إسرائيل تعاظمت، فأصبحت أعلى من عوامل الجذب إليها، وأن الدوافع الأمنية عامة، وتحديدا الهواجس الأمنية للعديد من اليهود الإسرائيليين، وانعدام الشعور بأمنهم الشخصي في عمق جبهتهم الداخلية، تشكل القوة الدافعة للهجرات اليهودية المعاكسة، أكثر من العوامل الاقتصادية المتمثلة في الضائقة المعيشية والوضع الاقتصادي.

وتعالج الدراسة التراجع الكببر في "الهجرة" اليهودية إلى فلسطين، وتواصل ّ الهجرة المعاكسة، التي تتوقع تفاقمها أكثر فأكثر مع تدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية، وتصاعد المقاومة العربية ضد الاحتلال، إضافة إلى التكاثر الطبيعي الكبير في أوساط الفلسطينيين الذي سيؤدي إلى هبوط كبير متواصل في نسبة اليهود في فلسطين التاريخية.

ويناقش الكاتب ظاهرة حيازة أعداد كبرة من الإسرائيليين اليهود جوازات سفر أجنبية، والاندفاع المتزايد لآخرين كثيرين لحيازة جوازات سفر أجنبية إضافية، بالتوازي مع التطمينات الأميركية للإسرائيليين بأن الحكومة الأميركية ستستصدر، عند الضرورة، جوازات أميركية للإسرائيليين اليهود الراغبين في ذلك، كما يقول.

ووضع الكاتب يده على نقطة الضعف المركزية في المجتمع الإسرائيلي، كما يعتقد، والمتمثلة في العنصر البشري الذي يعد بالمنظور الإسرائيلي عنصرا أمنيا من الدرجة الأولى، وبخاصة أن "الدولة اليهودية"، كدولة "هجرة" واستيطان كولونيالي، لم يكتمل بناؤها بعد من الناحيتين الديمغرافية والجيوسياسية، وهي تخطط إستراتيجيا لاستجلاب المزيد من مئات آلاف اليهود.

ويخلص كرزم إلى نتيجة مفادها أنه إذا استمر ارتفاع معدلات "الهجرة" المعاكسة، مع ازدياد عملية الاستنزاف البشري والاقتصادي في المجتمع الصهيوني وامتداده لفترة طويلة، كما يقول، فسيؤدي ذللك إلى تفاقم عوامل الانهيار الداخلي لبنية دولة إسرائيل.

المصدر | عرب48

  كلمات مفتاحية

هجرة يهودية فلسطين مشكلة ديمغرافية إسرائيل هجرة معاكسة نضوب ديمغرافي انهيار داخلي استيطان «دولة يهودية» محمد كوثراني