"السعوديون الذين قتلوا صحفيا بطريقة فظيعة، يجب ألا يتدخلوا في ما يحدث في سوريا"، بتلك الكلمات عقب سفير نظام "بشار الأسد" لدى مجلس الأمن، "بشار الجعفري"، على كلمة نظيره السعودي الذي قال إن لدى بلاده إرادة لمساعدة الشعب السوري.

ويشير السفير السوري بوضوح إلى الاتهامات، التي تدعمها دلائل قوية، بتورط السلطات السعودية في قتل الصحفي البارز، "جمال خاشقجي"، لدى مراجعته قنصلية المملكة بإسطنبول، قبل أكثر من أسبوعين.

وبدأت المشادة في ختام جلسة حول سوريا؛ فبعد مداخلة للسفير السعودي في الأمم المتحدة "عبدالله المعلمي"، طلب "الجعفري" الرد، حسب "فرانس برس".

وفي رده، هاجم "الجعفري" النظام السعودي، قائلا: "السفير السعودي تحدث عن وجود إرادة لدى نظام بلاده لمساعدة الشعب السوري، متجاهلا أن هذا النظام هو المسؤول الأول عن نشر الإرهاب في سوريا والعراق ولبنان والأردن ومصر وليبيا وأفغانستان ونيجيريا وجنوب شرق آسيا".

وأضاف أن "السعوديين الذين قتلوا صحفيا بطريقة فظيعة، يجب ألا يتدخلوا في ما يحدث في سوريا"، في موقف دفع السفير السعودي إلى طلب الرد.

وقال "المعلمي" في رده إنه لا يتوجب على "النظام السوري وممثليه أن يعظوا، كما فعل السفير السوري، هو يتحدث عن اختفاء صحفي، في وقت هناك مئات الصحفيين الذين اختفوا في سوريا، وانتهى بهم الأمر في السجون".

ولم تكن قضية اختفاء "خاشقجي" أثارت قبل الآن أي مواجهات في مجلس الأمن. ولم يطلب أي من أعضاء مجلس الأمن الـ15 حتى الآن عقد اجتماع حول مسألة اختفاء أو مقتل صحفيين في العالم.

واختفى "خاشقجي" إثر دخوله، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، القنصلية السعودية في إسطنبول لاستخراج وثيقة خاصة به، وأثارت قضية اختفائه ردود أفعال عالمية واسعة.

وقالت مصادر إعلامية تركية إن "خاشقجي" لم يغادر القنصلية منذ ذلك الوقت، وجرى قتله داخلها.

لكن السعودية تزعم أن الرجل غادر القنصلية عقب إنهاء معاملته، دون أن تقدم دليلا على ذلك.