قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن العاصفة الإعلامية التي أثارتها قضية مقتل الكاتب السعودي "جمال خاشقجي" تهدد المستقبل السياسي لولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

وأكدت الصحيفة، في تقرير لها، أن المخرج المطروح بأن "خاشقجي" قتل بالخطأ أثناء استجوابه، ضعيف، ولن يخرج "بن سلمان" من الورطة، إذ سيجد نفسه دائما يتحمل مسؤولية هذه الجريمة الساذجة التي نفذها مجموعة من الهواة على ما يبدو.

ولم تستبعد "لوموند" أن ينتهي هذا الفشل الكبير إلى عزل "بن سلمان" عن ولاية العهد إذا كان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يريد ذلك.

وطرح التقرير، أسماء عدة لخلافته في المنصب، مثل "محمد بن نايف" و"متعب بن عبدالله" و"أحمد بن عبدالعزيز".

وأثارت التسريبات التي نشرتها الصحافة التركية حول الطريقة البشعة التي قتل بها "خاشقجي" وتقطيع جثته على وقع الموسيقى؛ استياء عارما في مختلف أنحاء العالم ووصلت للحزب الجمهوري الأمريكي الذي ظل حتى وقت قريب يدعم "بن سلمان".

وصرح السيناتور "ليندسي غراهام" قائلا: "مثل هذه التصرفات مدمرة وكارثية ولا يمكن أن تحدث دون علم ولي العهد محمد بن سلمان.. إنه شخص سام ولا يمكن أن يصبح قائدا على الصعيد العالمي".

كما نقلت الصحيفة الفرنسية عن الأكاديمي "نبيل موليت"، قوله إن "عملية اختفاء جمال خاشقجي، عليها بشكل قطعي بصمات بن سلمان بحكم التركيبة الحالية للنظام السياسي السعودي إذ أن ولي العهد هو القائد الفعلي الذي يعطي الأوامر".

واعتبرت "لوموند" أن تراجع شخصيات ذات وزن في عالم المال والأعمال عن قرار المشاركة في منتدى "دافوس الصحراء" بالرياض الأسبوع المقبل، يُشكل ضربة قَوية لـ"بن سلمان".

وللمرة الأولى منذ أكثر من أسبوعين تقر السعودية رسميا مساء الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمقتل "خاشقجي" في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، فيما صدر قرار ملكي بإعفاء عدد من المسؤولين من مناصبهم.

ويتوقع أن يزيد الاعتراف السعودي بالجريمة من وطأة الضغوط على الرياض لتسليم المتورطين للقضاء التركي، والكشف عن مكان جثة "خاشقجي".