تغطية الجزيرة لقضية خاشقجي.. ورقة ضغط لكشف كذب الادعاءات

الأحد 21 أكتوبر 2018 11:10 ص

في إشادة لدور شبكة "الجزيرة" الإخبارية، خلال تغطيتها لقضية إخفاء وقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، أعاد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تداول تسجيل صوتي لأمير قطر الوالد الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني"، وهو يتحدث فيه عن قناة "الجزيرة" ودورها في كشف الحقائق.

ووفقا للمقطع المتداول، قال الشيخ "حمد" متحدثا عن "الجزيرة": "كانت الجزيرة وما تزال شاهد حق لا يدلس ولسان صدق لا يجامل"، وأضاف قائلا: "حرمت الجزيرة القتلة من التستر على القتل وحرمت الفشلة من التستر على الفشل، وانحازت للحقيقة والإنسان".

ولعبت شبكة "الجزيرة" الإخبارية دورا هاما في كشف كذب ادعاءات المملكة العربية السعودية حول عدم مسؤوليتها عن مقتل "خاشقجي"، بعد أن فندت كافة الروايات التي روجت لها السعودية عبر مسؤوليها ووسائل إعلامها حول القضية.

وجدير بالذكر أنه مع تزايد الضغوط الإعلامية والدولية اضطرت السعودية إلى تقديم رواية رسمية مرتبكة ومحرجة لمقتل الإعلامي والكاتب المعروف "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية الرياض في مدينة إسطنبول التركية، بعد 18 يوما من الإنكار، زاعمة أنه لقي مصرعة ذاك اليوم نتيجة شجار وقع بالقنصلية.

وكذّبت الرواية الرسمية، التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فجر السبت، ما أعلنه ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وشقيقه "خالد" السفير السعودي لدى واشنطن، والقنصلية السعودية في إسطنبول، والداخلية السعودية؛ بأن "خاشقجي" دخل القنصلية وأنهى معاملة خاصة به ومن ثم غادرها حيا.

وتبنت السلطة السعودية وإعلامها تلك الرواية في بداية القضية، دون تقديم أي دليل على خروج الصحفي، بزعم أن كاميرات المراقبة لم تكن تعمل في ذلك اليوم.

وكان ولي العهد السعودي قد صرح لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية أن "خاشقجي" خرج من القنصلية بعد دقائق أو نحو ساعة من إنجاز معاملة له.

وقال حينها: "مستعد للسماح لتركيا بتفتيش قنصلية السعودية، وليس لدينا ما نخفيه".

من جانبه، نفى وزير الداخلية السعودي الأمير "عبدالعزيز بن سعود بن نايف"، الأنباء التي كانت تتحدث عن مقتل "خاشقجي"، وقال: "ما تم تداوله بوجود أوامر بقتله هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة".

ورغم التأكيد والإصرار على نفي رواية مقتل "خاشقجي" من قبل الجهات السعودية الرسمية وإعلامها، شكك الكثيرون بالرواية السعودية وقالوا إنها غير مترابطة وتثير الشكوك في الكثير من جزئياتها، خاصة بعد قرارات إقالة كبار المسؤولين السعوديين، على رأسهم نائب رئيس الاستخبارات العسكرية "أحمد عسيري"، والمستشار في الديوان الملكي "سعود القحطاني"، إلى جانب عدد من المسؤولين العسكريين.

وبحسب ما أعلنته الرياض رسميا؛ فإن "خاشقجي" قد قُتل داخل القنصلية السعودية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، إثر "شجار" مع شخص داخل القنصلية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله إن مناقشات الشخص الذي ذهب لمقابلة "خاشقجي" تطورت بشكل سلبي، ما أدى إلى حدوث شجار، مشيرا إلى أنه بعد وفاته إثر العراك مع المشتبه بهم تمت محاولة التكتم على ما حدث والتغطية عليه.

ولم تكشف السعودية عن مصير جثة "جمال خاشقجي"، لا سيما أن السلطات التركية ما زالت تبحث عنها، ولم تعثر عليها داخل القنصلية.

وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين فرضت حصارا وعقوبات اقتصادية على قطر، وأرسلت قائمة تضم 13 مطلبا طالبت الدوحة بتلبيتها لحل الأزمة.

وتتهم البلدان الأربعة الحكومة القطرية بتمويل الإرهاب وتشجيع التشدد وعدم الاستقرار في المنطقة، وهي اتهامات تشدد الدوحة على نفيها.

شددت الوثيقة على ضرورة إغلاق شبكة الجزيرة والقنوات التابعة لها، وتعد قناة "الجزيرة" التي تبث أيضا باللغة الإنجليزية، من أكثر القنوات انتشارا بين القنوات الفضائية العربية.

وتتهم السعودية وحليفاتها في الخليج ومصر منذ زمن طويل الشبكة بتوفير منصة للحركات الإسلامية وتشجيع معارضتها. وهي مزاعم تنفيها الشبكة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية جمال خاشقجي تركيا الجزيرة قطر تحقيق جريمة