أدار وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لولي العهد السعودي، وكان العقل المدبر لاعتقال المئات من نخبة السعودية، واعتقل رئيس الوزراء اللبناني، ووفقا لمصدرين استخباريين لوكالة "رويترز"، فقد أدار عملية القتل الوحشي للصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول عبر إصدار أوامر للقتلة عبر "سكايب".

إنه "سعود القحطاني"، أحد كبار مساعدي ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، وأحد الأشخاص الذين تحاول الرياض أن تحمله مسؤولية الغضب الدولي الناجم عن  مقتل "خاشقجي".

كان "القحطاني"، حاضرا، في مقتل "خاشقجي" مثلما تواجد دائما في لحظات أخرى مهمة في إدارة "محمد بن سلمان"، ولكن هذه المرة حضور افتراضي عبر الإنترنت.

وبحسب مصدر عربي رفيع المستوي، لديه إمكانية الوصول إلى معلومات استخباراتية، ولديه علاقات بأعضاء الديوان الملكي بالسعودي، فقد تابع "القحطاني" ما يجري بغرفة القنصلية عبر "سكايب".

وفى غضون ذلك بدأ "القحطاني" بتوجيه الشتائم لـ"خاشقجي"، ووفقا للمصادر العربية والتركية، رد "خاشقجي" الإهانة، لكنه لم يكن على قدم المساواة مع فرقة القتل التي ضمت رجال أمن واستخبارات كبارا بعضهم لديه صلة بالديوان الملكي.

ونقل مصدر استخباراتي تركي إنه خلال العملية، وجه "القحطاني" رجاله بالتخلص من "خاشقجي"، قائلا: "أحضروا لي رأس الكلب"،  لكن ليس من الواضح ما إذا كان "القحطاني" قد تابع عبر "سكايب" عملية القتل كاملة، والتي وصفتها المصدر العربي رفيع المستوى أنها فاشلة وعقيمة.

المصدران التركي والعربي يشيران إلى أن التسجيل الصوتي لمكالمة "سعود القحطاني" عبر "سكايب" موجود عند الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ويرفض إعطاءه للأمريكيين.

وقالت وسائل إعلام سعودية، يوم السبت، إن الملك أقال "القحطاني" و4 مسؤولين آخرين؛ بسبب عملية القتل التي نفذها فريق اغتيال سعودي مكون من 15 رجلا.

ووفقا لعدة مصادر لديها صلات بالديوان الملكي تقول "رويترز"، إنه سيكون الصعب على المسؤولين السعوديين رسم الأمر أن "القحطاني" هو العقل المدبر لقتل "خاشقجي"، بدون أن تثار أسئلة حول تورط ولي العهد.

وقال أحد المصادر الذي لديه صلة بالديوان الملكي للوكالة: لن تؤدي هذه الحادثة إلى الإطاحة بولي العهد، ولكنها ضربت صورته، وهو الأمر الذي سوف يستغرق وقتا طويلا من أجل إصلاحه،  إذا حدث ذلك.

ووفقا للوكالة فإنه لتجنب تداعيات مقتل "خاشقجي"، سمح ولي العهد، لـ"القحطاني" بتحمل المسؤولية، بحسب مصدر مقرب من الديوان الملكي.

وقال مسؤول كبير آخر إن "القحطاني" كان معتقلا بعد إقالته بمرسوم ملكي، لكنه استمر في التغريد بعد ذلك، وقالت المصادر التي لها صلات بالديوان الملكي إنها لا تظن أنه قيد الاعتقال.

اختطاف "الحريري"

وقالت "رويترز" إن اتساع نفوذ "القحطاني"، ربما يتضح بشكل أفضل من خلال عملية اختطاف رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" العام الماضي، حسبما نقلت عن عدة مصادر دبلوماسية سعودية وعربية.

وأشارت الوكالة إلى أن السعوديين كانوا غاضبين من عدم قدرة "الحريري"، على الوقوف في وجه إيران و"حزب الله"  (رأس حربة طهران بالمنطقة).

وتابعت: استاء السعوديون بشكل خاص، من فشل "الحريري" في إيصال رسالة إلى المرشد الإيراني "على خامنئي"، لوقف التدخل في لبنان واليمن، وادعى "الحريري" أنه سلم الرسالة السعودية، غير أن أحد الجواسيس الذين زرعهم "القحطاني" بدائرة "الحريري"، وفقا للوكالة، أعطى السعوديين محضر الاجتماع الذي أوضح أن "الحريري" لم يمتثل للطلب السعودي.

وأشارت الوكالة إلى أن السعوديين أغروا "الحريري" بالحضور للرياض لعقد اجتماع مع "محمد بن سلمان"، وعند وصوله في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ، لم يكن في استقباله أمراء أو مسؤولون سعوديون، كما جرت العادة في استقبال رئيس وزراء خلال زيارة رسمية.

ولفتت إلى أن "الحريري" تلقي في وقت سابق اتصالا بأن اللقاء مع ولي العهد سيعقد في اليوم التالي في المجمع الملكي.

وذكرت الوكالة أنه عندما وصل "الحريري" للمجمع الملكي، أدخل إلى غرفة كان ينتظره فيها "سعود القحطاني" برفقة فريق أمني، وفقا لثلاثة مصادر عربية مطلعة على الحادث.

وأوضحت الوكالة وفقا للمصادر أن الفريق الأمني تغلب على "الحريري"، فيما كال له "القحطاني" اللعنات، ثم أجبره على الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء في بيان أذاعته قناة تليفزيونية سعودية.

وقال أحد المصادر لـ"رويترز" إن "القحطاني"، أخبر "الحريري" أنه ليس أمامه خيار سوى الاستقالة وقراءة البيان، وأضاف المصدر أن "القحطاني" أشرف بنفسه على التحقيقات وإساءة المعاملة التي تعرض لها "الحريري".

وقال مصدر آخر إن تدخل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" هو الذي أمن إطلاق سراحه بعدما أثارت الواقعة الغضب الدولي.