كشفت التحقيقات التركية، في عملية اغتيال الكاتب السعودي "جمال خاشقجي"، قيام سيارة تحمل لوحة دبلوماسية، تابعة لقنصلية المملكة، بإجراء جولة استكشافية في غابة بلغراد، قبل الجريمة.

وأظهرت محتويات الكاميرات التي سجلت الأحداث في الغابة، قبيل أيام من الجريمة، وصول سيارة تابعة للقنصلية السعودية، قبل الجريمة بيوم واحد، وذلك في تمام الساعة (18:28) بالتوقيت المحلي، حسب وكالة "الأناضول".

جاء ذلك في ظل مواصلة النيابة العامة التركية إجراء تحقيقات واسعة النطاق في القضية، حيث تبذل فرق الأمن جهودا من أجل إماطة اللثام عن تفاصيل الحادثة، وتعمل على فحص تسجيلات كاميرات الأمن في أجزاء كثيرة من المدينة (إسطنبول)، وخاصة في محيط القنصلية.

ويقوم فريق خاص بفحص تسجيلات مدتها ألفين (2000) ساعة، جمعت من 137 كاميرا في إسطنبول، بما في ذلك مطار أتاتورك، ومناطق لفنت والسلطان أحمد.

ويقوم الفريق الخاص بتتبع آثار الفريق السعودي المكون من 15 شخصا، الذي وصل لقتل "خاشقجي"، ومسؤولي القنصلية خطوة بخطوة قبل وبعد الحادثة.

وتعد غابات بلغراد، أكبر غطاء نباتي في مدينة إسطنبول، بمساحة تصل إلى 5500 هكتار متصلة الأطراف، وتضم أكثر من 3000 نوع من الأشجار، وهي تبعد نحو 20 كلم عن مركز المدينة.

ويزيد السلوك السياحي المتبع في غابات بلغراد من فرص اتخاذها مكانا لإخفاء "سر الجريمة"، إذ يقل عدد المتنزهين فيها أيام العمل، وعند انتهاء العطل والإجازات ومع بداية أيام الشتاء، كما كان الحال يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأمس، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن المعلومات والأدلة المتوفرة، تظهر بأن "خاشقجي"، قضى "ضحية جريمة وحشية، كان مخططا لها مسبقا"، مضيفا أن "الضمير الإنساني لن يكون مطمئنا حتى محاسبة من أصدر أمر الاغتيال وكل المنفذين".

واتهم الرئيس التركي ما وصفه بـ"مستويات عليا" في المملكة بالوقوف وراء الجريمة، مطالبا الرياض بالإجابة عن تساؤلات مثارة بشأن العملية ومصير جثة "خاشقجي".