رسائل سرية من عامر إلى عبدالناصر لطلب الاستقالة والاعتزال

الأحد 28 أكتوبر 2018 05:10 ص

كشفت نجلة الرئيس المصري الراحل "جمال عبدالناصر" عن خطابات أرسلها المشير "عبدالحكيم عامر" لوالدها يطلب منه فيها قبول استقالته واعتزاله الحياة العامة.

وعرضت "هدى عبدالناصر"، خلال لقاء تلفزيوني على فضائية "سي بي سي" المصرية خطابات سرية مكتوبة بخط اليد، على ورقة تخص القيادة العامة للقوات المسلحة.

وجاء في الخطاب الأول: "السيد الرئيس جمال عبدالناصر بعد التحية، تذكرون أنني طلبت منذ أشهر قريبة اعتزال الحياة العامة، وقد رفضتم في ذاك الوقت هذا الطلب لأسباب تتعلق بالمصلحة العامة".

وتابع: "لما كان نظام الحكم يقبِل على إعادة تنظيم كاملة، أجد أن هذه فرصة مناسبة لذلك، وقد قررت أن أعتزل العمل العام نهائيا، وأتمنى لكم بكل مودة وإخلاص ولإخواني التوفيق الكامل في خدمة شعبنا الذي نجحتم في خدمته وتحقيق الكثير من آماله... مع أطيب تمنياتي".

أما الخطاب الثاني المؤرخ عام 1963 فجاء فيه: "السيد الرئيس... طلبت إعفائي من الأعمال الموكولة إلي لأنني كنت أشفق على نفسي، كما لا أرضى لكم نتائج ما قد يحدث من تصرفات قد يجانبها الصواب نظرا إلى الإرهاق الذي أعانيه، ما يعرقل سير القافلة ويعطل المجهود الذي تبذله الجماعة، ويولد في النفوس ما يلهيها عن التفرغ المطلق للعمل المثمر المفيد".

وأردف: "قلت في نهاية خطابي ما نصه: أرجو ألا يتغلب أملك النبيل في جدوى بقائي في العمل، على أملي بأن أرحم نفسي وأجنبك وأجنب المصلحة العامة مغبة تعبي وإرهاقي... يبت في رجائي بالإعفاء من كل أعبائي فإنني أجد من العسير علي أن أشارك في أي عمل من الأعمال".

وأشارت "هدى عبدالناصر" إلى أن "عبدالحكيم عامر" قدم استقالته ثلاث مرات، الأولى جاءت بعد خروج الإنجليز من مصر بخمسة أيام عام 1957، وهي الاستقالة التي لم تعلن، أما الأخيرة فجاءت عام 1962، ووزعها أنصار المشير أثناء خلافه مع الرئيس عام 1967 عقب هزيمة يونيو/حزيران.

وقالت "هدى" إن والدها ارتأى بعد الانفصال عن سوريا ضرورة أن يحدث تغييرات في النظام، فأنشأ مجلسا للرئاسة عام 1961، وتنازل له عن كل اختصاصات رئاسة الجمهورية "تنفيذا لمبدأ القيادة الجماعية"، وكان يتكون من 7 من أعضاء مجلس قيادة الثورة، "تطبيقا لفكرة القيادة الجماعية" التي تبناها رئيس يوغوسلافيا "جوزيف تيتو."

وأكدت أن "عبدالناصر" كان يرغب بعد أزمة الانفصال عن سوريا في أن ينتقل "عامر" من قيادة الجيش إلى عضوية مجلس الرئاسة، وليس قائدا للجيش، ما أزعج الأخير فاستقال مرتين، لكن المجلس لم يستمر سوى عام وشهر، ونشب كثير من الخلافات بين أعضائه واستقال عدد كبير منهم، وفشلت فكرة القيادة الجماعية.

ويروي أنصار "عامر" في كثير من المذكرات والأحاديث أن "عبدالناصر" كان يخشى عودة الأول إلى الجيش بسبب حب أفراده لـ"عامر".

وتظل العلاقة الجدلية التي جمعت "عبدالناصر" و"عامر" محاطة بالكثير من الغموض والأسرار، على رغم تناولها ضمن عشرات الكتب ومئات الأقلام التحليلية والتاريخية.

  كلمات مفتاحية

عبدالحكيم عامر جمال عبدالناصر استقالة اعتزال خطابات سرية