الجزائر تعتبر دعوة المغرب للحوار مناورة إعلامية مخالفة للدبلوماسية

السبت 10 نوفمبر 2018 06:11 ص

ترى الجزائر في دعوة العاهل المغربي الملك "محمد السادس"، إلى الحوار عبر آلية سياسية لطيّ الخلافات وتطبيع العلاقات، بأنها "مناورة موجهة للاستهلاك الإعلامي"، آخذة على المغرب عدم لجوئه إلى القنوات الدبلوماسية لطرح موقفه.

كشف ذلك، تقدير موقف للخارجية الجزائرية، قال إنه لا رد رسميا على خطاب العاهل المغربي، لافتا إلى أن الخطاب جاء مخالفا للأعراف الدبلوماسية.

وأضاف مصدر دبلوماسي جزائري: "توجد قنوات رسمية دبلوماسية معروفة، يمكن أن يتبادل من خلالها البلدان المواقف والرسائل السياسية، بدلا من المناورة إعلاميا"، مشيرا إلى أن المغرب "يريد جعل ملف نزاع الصحراء ملف خلاف ثنائي بين الجزائر والمغرب، فيما هو ملف أممي يتعلق بتصفية استعمار وتقرير المصير وفقا للمقررات الأممية".

ولم تعلن الحكومة الجزائرية حتى الآن أي موقف رسمي بشأن خطاب العاهل المغربي، وهو ذات الموقف الذي اتخذه الإعلام الرسمي، الذي تجاهل الدعوة، بينما وصفته الصحف الخاصة بـ"المناورة". (طالع المزيد)

وفسّر المصدر في الخارجية الجزائرية، لجوء الرباط إلى طرح مبادرة سياسية بهذا الشكل، بأنه "يندرج ضمن محاولة المغرب التسويق للرأي العام العربي والدولي، على أن الجزائر هي التي ترفض الحوار"، وفقا لصحيفة "العربي الجديد".

وأشار إلى أنه "يمكن فهم سرعة تجاوب الإعلام الفرنسي مثلا مع الدعوة المغربية، برغم أن ذلك غير صحيح، بدليل عدد المرات التي حاولت فيها الجزائر الحوار مع الرباط فيما كانت الأخيرة توصد الأبواب".

وذكّر المصدر، بـ"الطريقة المهينة التي ألغيت بها زيارة رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى للرباط عام 2005، عبر برقية نشرتها حينها وكالة الأنباء المغربية دون إبلاغ الجزائر عبر القنوات الدبلوماسية بإلغاء الزيارة".

إضافة، حسب المصدر، إلى عدم "تقديم المغرب اعتذاره حتى الآن على حادثة إنزال العلم الجزائري عن قنصلية الجزائر في الدار البيضاء وحرقه، والاكتفاء بالحكم على الفاعل بغرامة بـ20 دولارا".

وتتمسك الجزائر بأربع نقاط تمثل أساسات الحوار السياسي مع الرباط، هي وقف الحملات الدعائية والدبلوماسية، وحل الخلافات بالحوار بدلا من التصريحات الإعلامية، ووقف تدفق المخدرات المغربية إلى الجزائر، وتحييد قضية الصحراء عن أي مسار للحوار الثنائي، حسب مصادر الخارجية الجزائرية.

وفي خطابه مساء الثلاثاء الماضي، وصف العاهل المغربي، وضع العلاقات بين بلاده والجزائر بأنه "غير طبيعي وغير مقبول".

وأقدمت الجزائر عام 1994، على غلق حدودها البرية مع المغرب، إثر تحميل الرباط لها مسؤولية هجمات إرهابية استهدفت سياحا إسبان في مراكش، وفرض تأشيرة دخول مسبقة على الجزائريين.

وظل ملف إقليم الصحراء أبرز أسباب توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، حيث تتهم الأخيرة جارتها الشرقية بدعم جبهة البوليساريو وتقترح حكما ذاتيا على الصحراويين.

فيما تقول الجزائر في كل مرة، إنها تدعم إجراء استفتاء أممي لتقرير مصير الإقليم، خاصة وأنها تأوي النازحين الفارين منه بعد سيطرة الرباط عليه إثر انتهاء الاحتلال الإسباني عام 1975.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

المغرب الجزائر مناورة إقليم الصحراء خلافات ثنائية