أكد وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" أنه من غير المقبول أن تظل ملابسات مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" غامضة حتى الآن.
تصريح "هانت"، جاء ضمن بيان للخارجية البريطانية، قبيل ساعات من وصوله إلى السعودية والإمارات، في أول زيارة لمسؤول أوروبي رفيع إلى الرياض وأبوظبي، منذ اغتيال "خاشقجي" في الثاني من الشهر الماضي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقالت الخارجية إن "هانت" سيطالب السلطات السعودية بتحقيق العدالة والمحاسبة، كما طالبت أسرة "خاشقجي".
وأضافت أن الوزير سيوضح للسلطات في الرياض أهمية التعاون مع تركيا لفتح تحقيق شامل بمقتل الصحفي السعودي البارز.
وأشارت الوزارة إلى أن "هانت" هو أول وزير بريطاني يزور السعودية منذ اغتيال "خاشقجي"، لذلك ستكتسب تلك الزيارة أهمية خاصة.
وتأتي زيارة "هانت" إلى السعودية أيضا من أجل الضغط لإنهاء الحرب في اليمن، وسيحاول دفع هذا الملف في وقت تواجه فيه الرياض بالفعل تدقيقا بشأن القتلى المدنيين في الغارات الجوية باليمن.
ولا يزال مراقبون يتوقعون صدور قرارات دولية عقابية تجاه السعودية على خلفية أزمة اغتيال "خاشقجي"، بالتوازي مع استمرار الضغوط التركية للكشف عن المسؤول الذي أعطى أمر القتل، والحديث عن بلورة موقف تركي أمريكي من الأمر، خلال المحادثات التي أجراها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مع نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، في باريس، منذ ساعات.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، قبل يومين، أنها اتفقت مع التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، على إيقاف تزويد المقاتلات التابعة له بالوقود، والمشاركة في حملات القصف على اليمن، لكن تقارير أشارت إلى أن القرار كان أمريكيا خالصا، وجاء بسبب تصاعد الضغوط الداخلية على إدارة "ترامب" لوضع حد للدعم الأمريكي للسعودية في اليمن، بعد زيادة وتيرة مقتل المدنيين بأعداد كبيرة هناك على يد التحالف، بالإضافة إلى تفشي المجاعة والأوبئة.
وتزايدت حدة تلك الضغوط بعد مقتل "خاشقجي"، وتبلورت أكثر بعد انتزاع أعضاء الحزب الديمقراطي الأغلبية داخل مجلس النواب الأمريكي، خلال الانتخابات النصفية، التي جرت، منذ أيام قليلة.
