توقع المحلل الأمريكي "يعقوب شابيرو" أن تكون الصواريخ التي أطلقتها حركة "حماس" على مدينة عسقلان المحتلة بداية لمعركة هي الأخطر بين جيش الاحتلال وكتائب المقاومة الفلسطينية منذ سنوات.

وفي تقرير نشره بموقع مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي، المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، الإثنين، اعتبر "شابيرو" التصعيد الأخير بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية في غزة بمثابة إعلان فشل لمحادثات السلام، التي قادتها مصر، بهدف الوصول إلى هدنة طويلة الأمد بينهما.

وفي هذا الإطار، نوه التقرير إلى أن جيش الاحتلال هاجم أنفاق غزة ومنازل كبار مسؤولي "حماس"، ومقر محطة تلفزيون "الأقصى"، التابعة للحركة، مشيرا إلى أنه سيستمر في مهاجمة مواقع الصواريخ في جميع أنحاء قطاع غزة.

وأكد "شابيرو" أن هجوم "حماس" الأخير على حافلة عسكرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للدبابات لم يظهر قدرات جديدة، ما يعني أن رد الحركة على العملية العسكرية الإسرائيلية في خان يونس، مساء الأحد، لا يزال ضمن الحدود الطبيعية للهجمات الانتقامية.

لكن إذا استمر التصعيد، والكلام لـ"شابيرو"، فقد تلجأ "حماس" إلى استخدام أسلحة أكثر خطورة مثل الصواريخ الموجهة بدقة والذخائر طويلة المدى.

وتوقع المحلل الأمريكي أن يؤدي استخدام "حماس" لسلاح نوعي إلى عمليات انتقامية أكثر عدوانية من جانب جيش الاحتلال، شاملة غزوا بريا لقطاع غزة.

ولفت "شابيرو" إلى احتمال أن يكون تصعيد العنف في غزة مدفوعا من قبل هؤلاء الذين يريدون إفشال خطة الهدنة التي عملت مصر جاهدة على التوسط لتحقيقها، وبدا أنها تسير قدما يوم الخميس الماضي، زاعما أن جيش الاحتلال أراد بعمليته العسكرية في غزة توجيه ضربة سريعة قبل أن يتحول إلى خطر "أعداء الشمال" الأكبر، في إشارة إلى "حزب الله" في لبنان ووكلاء إيران في سوريا.

واعتبر التحليل السماح بتمرير 3 حقائب كبيرة، تحمل 15 مليون دولار من الأموال القطرية، إلى غزة؛ لتتمكن "حماس" من دفع رواتب موظفي القطاع، دليلا على تحمس دولة الاحتلال للتهدئة، على حد زعمه.

وأكد "شابيرو" أن دولة الاحتلال تبدو مستعدة لزيادة وتيرة العمليات في غزة، وربما لغزو بري محدود، بينما تبدو "حماس" مستعدة للقتال، مشيرا إلى أن الأسئلة الوحيدة المتبقية حول حالة التصعيد الحالية هي مدى سرعة تصاعد العنف وما إذا كانت مصر تستطيع وقفه.

وخلص المحلل الأمريكي إلى أن عمليات الانتشار الإسرائيلية الحالية واستمرار إطلاق "حماس" للصواريخ يؤشر إلى أن القاهرة ستواجه صعوبة في إعادة الهدوء في وقت قريب.