حمل رئيس وزراء لبنان المكلف "سعد الحريري"، "حزب الله" مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، متهما إياه بوضع العراقيل أمام الجهود الرامية لتحقيق ذلك الهدف.
وأشار "الحريري" في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إلى أن "هناك من لا يغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة"، مضيفا أن "تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير عبّر عنه حسن نصر الله".
ورفض رئيس الوزراء المكلف شرط تمثيل النواب السنة المتحالفين مع حزب الله في التشكيلة الحكومية، مبينا أنه "لا يمكن لأحد يحتكر طائفة أن ينتقد طرفا آخر يحتكر طائفة أخرى. التشكيلة الحكومية جاهزة ويجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم".
وتابع: "كلما حاولنا أن نفتح بابا من أجل البلد يأتي من يقفل هذا الباب".
ويصر الحزب المدعوم من إيران، على تمثيل أحد حلفائه السنة في الحكومة بحقيبة وزارية بما يعكس المكاسب التي حققها ذلك الحليف في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي.
وأكد على "ضرورة انفتاح الأحزاب اللبنانية على الجميع، وألا تنغلق على نفسها في مناطقها"، مشيرا إلى أن "التنازل لمصلحة البلد مكسب وليس خسارة".
وشدد "الحريري" على أنه لن يقبل بتعطيل البلد والدستور والمؤسسات، قائلا إن "الحكومة حاجة وطنية وتأليفها سهل إذا رجعنا للأصول وفق الدستور".
وكان الأمين العام لـ"حزب الله"، "حسن نصر الله" قد هدد بإعادة مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية إلى المربع الأول، وعبر عن إصراره على تمثيل حلفائه السنة بمقعد في الحكومة، وهو ما يرفضه "الحريري".
ويتفاوض "الحريري"، منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في مايو/أيار الماضي، مع الأحزاب اللبنانية المتنافسة على أمل تشكيل حكومة تقتسم السلطة، دون التوصل إلى توافق حتى الآن.
وكان المعاون السياسي لأمين عام "حزب الله"، "الحاج حسين خليل"، قد التقى النواب السنة الستة المتحالفين مع الحزب، أواخر الشهر الماضي، والذين فازوا عبر قوائمه وقوائم حركة "أمل" في مناطق ذات أغلبية شيعية، وأكد على حقهم في التمثيل بالحكومة.
وأضاف أن "العقدة، أو ما تسمى بعقدة تمثيل السنة المستقلين، ليست أكبر من عقد غيرهم"، في إشارة إلى حزب "القوات اللبنانية"، الذي أعلن مشاركته في الحكومة.
وربما يقلل المطلب الجديد لـ"حزب الله" من تفاؤل "الحريري"، الذي أعرب، السبت الماضي، وللمرة الرابعة خلال شهر، عن تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة، في غضون أيام قليلة.
يذكر أن الرئيس اللبناني "ميشال عون" متضامن مع "الحريري" في مسألة النواب السنة الستة، بحسب ما نقلته صحيفة "الحياة" عن مصادر.
