طور مقاتل سوري سابق فقد بصره تطبيقا ناطقا باللغة العربية يدعم المكفوفين، ليتمكن أقرانه من فهمه والاعتماد عليه.
ولم تفلح الإصابة في إرغام "أحمد طلحة" على الاستسلام بعدما غرق تماما في الظلام إثر فقد بصره كليا خلال المعارك الدائرة في سوريا، إذ تنبه المقاتل السابق في صفوف المعارضة السورية إلى كيفية تدرب زملاؤه على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مستندين إلى ارشادات صوتية تنبثق من هواتفهم الخلوية.
وشكلت الإصابة حافزا لـ"أحمد" لتطوير قدراته ومساعدة من يعانون من الحالة ذاتها، من خلال مشاركته في تأسيس جمعية "قلوب مبصرة" التي تُعنى بتدريب المكفوفين وتنمية مهاراتهم.
ومن داخل قاعة متواضة، استطاع "طلحة" بعد تعريب برنامج ناطق خاص بالمكفوفين مخصص لأجهزة "الأندرويد" إلى اللغة العربية، وتحميله على هواتف المكفوفين الذين يرتادون الجمعية.
ويمكن ذلك البرنامج المكفوفين من استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال تحويل كل ما يظهر على الشاشة إلى صوت.
"سامية" إحدى المشاركات في ذلك البرنامج، أثنت على ذلك البرنامج بقولها "الحمد لله نعيش حياة وكأنه لا ينقصنا شيء.. نساعد بعضنا في كل شيء"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتعمل جمعية "قلوب مبصرة" منذ أشهر بفضل ثمانية متطوعين غير متفرغين بشكل كامل وتمويل بسيط من مؤسسيها وآخر من جهات محددة، وتتخذ لنفسها شعارا عبارة عن يدين مفتوحتين داخل قلب، وبينهما عين مع شعار "كن عيوني".
ويقول أحمد: "جمعية قلوب مبصرة هي بيت للمكفوفين. فيها نجتمع ونتحرك.. ونخرج من عزلتنا"، مضيفا "تمكنت من تغيير نظرة مجتمعي وأسرتي... على الكفيف واجبات اجتماعية وقد أنشأنا الجمعية لنندمج في المجتمع ونؤدي واجبنا".
ويوميا يصل المكفوفون تباعا إلى الجمعية سيرا على الأقدام أو على متن حافلة.
ويستفيد حتى الآن 15 كفيفا فقط من عمل الجمعية، من دعم نفسي وتدريب على الحاسوب ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن أنشطة أخرى مثل مباريات الشطرنج وكرة القدم وكرة الجرس، وهي عبارة عن كرة اليد وقد وضع جرس داخل الكرة.
وتحاول الجمعية أداء رسالتها رغم ما تواجهه من صعوبات عدة في عملها، أبرزها عدم توفر الدعم الكافي، وقلة وجود وسائل النقل للمكفوفين، للمجيء من بلدات أخرى، والعجز في الأجهزة الإلكترونية التي تعتمد عليها.
ويعتبر مدير المكتب التنفيذي للجمعية "أحمد خليل" أن الهدف الرئيس للجمعية هو "إخراج الكفيف من عزلته لينطلق نحو المجتمع بقدراته المتطورة".
