المصريون وحلوى المولد.. نظرة واحدة تكفي!

الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 09:11 ص

وقف أمام متجر لبيع حلوى المولد، وظل يتفحص بعينيه مكونات كل علبة، على حدة، حسب حجمها، وسعرها، وبعد جولة استغرقت دقائق، انصرف خالي الوفاض.

نظرات بالعين، تحمل ورائها إحساسا بالمرارة، يلاحق أغلب المصريين، جراء موجة الغلاء الفاحش، التي ضربت أسعار حلوى المولد هذا العام، حيث يتراوح بين 5 إلى 40 جنيها (ربع دولار إلى 2.5 دولار تقريبا) سعر القطعة الواحدة.

ويصل سعر العلبة زنة كيلو غرام إلى 60 جنيها (3.3 دولارات)، ويصل سعر العلبة زنة 2 كيلو إلى 200 جنيه (نحو 10 دولارات).

وتتصاعد الأسعار إلى 500 جنيه (28 دولارا) للعلبة الواحدة، زنة 3 كيلوغرامات، و 700 جنيه (38 دولارا)، للعلبة زنة 4 كيلوغرامات، وتصل إلى ألف جنيه (55 دولارا) للعلبة زنة 5 كيلوغرامات.

ويختلف سعر العلبة بحسب نوع وعدد الحلوى بداخلها، كذلك تختلف الأسعار من المناطق الريفية إلى الأحياء الشعبية، والراقية.

وهناك علب بأسعار لا تناسب إلا الأثرياء فقط، حيث تصل علبة تحمل اسم "لو كرنفال"، إلى 4200 جنيه، و"سدرة" بسعر 3600 جنيه، وهناك علبة "توماس" وسعرها  2700 جنيه، و"لابوار" بسعر 1900 جنيه.

وتتزامن المناسبة الدينية مع أزمة اقتصادية تعيشها مصر وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والمستلزمات، وسط محاولات حكومية للإصلاح الاقتصادي.

تقول "إيمان"، وهي ربة منزل، إن أسرتها تحرص سنويًا على إحياء عادة شراء حلوى المولد.

وتضيف أن ارتفاع أسعار الحلوى دفعها إلى شرائها بالقطعة بدلا من الكيلو جرام، كما هو متعارف عليه.

ارتفاع الأسعار

في حي السيدة زينب بالقاهرة يتجمع عشرات التجار وعمال موسميين (غير دائمين) في شوادر (محلات مؤقتة)، لبيع الحلوى لمشترين قدموا من مناطق عديدة، للاستفادة من البيع بسعر الجملة.

ويعود سبب ارتفاع أسعار الحلوى، وفق "أحمد شيحة"، رئيس شعبة المستوردين في الغرف التجارية، إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، ومنها السكر والمحسنات والمكسرات، إضافة إلى المكونات الداخلة في تصنيع الحلوى.

وأضاف "شيحة"، أن "المصنعين والمنتجين يبيعون الحلوى بأسعار كبيرة للتجار نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام، فيقوم التاجر برفع السعر لكي يربح".

ويقول تجار، إن ارتفاع الأسعار يعود إلى زيادة قيمة الخامات المستخدمة في التصنيع، خاصة وأن بعضها يتم استيراده من الخارج ومنها المكسرات بأنواعها والتي تأثرت بارتفاع قيمة الرسوم الجمركية وفرق سعر الصرف بالعملة الأجنبية.

واضطر تجار تجزئة إلى طرح عبوات بأوزان زنة 750 غراما فيما أقل، وهي أوزان لم تكن متداولة بشكل كبير من قبل، وكذلك طرح كميات بتخفيضات بلغت 25% على أسعار العبوات كمحاولة لترويج الحلوى بدلا من كسادها.

وتسبب تراجع القيمة الشرائية للجنيه المصري، في تراجع حركة الشراء بشكل كبير، واكتفاء فئات من المصريين بنظرات للحلوى التي يحتفلون بها كعادة سنوية عند قدوم مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أو الشراء بالقطعة، أو اللجوء لاقتناء أوزان النصف كيلو والكيلو غرام، تحت شعار "ما لا يدرك كله لا يترك كله".

وبدأ ظهور "حلوى المولد" فى العصر الفاطمى، حيث كان الفاطميون ينتهزون المناسبات الدينية والعامة لاستمالة الناس، فكانوا يقومون بإعداد الولائم أثناء المولد النبوى ويتضمن ذلك صنع الحلوى وتوزيعها على الحاضرين.

وتحل ذكرى مولد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول، وهو الشهر الثالث من التقويم الهجري، وهي توافق هذا العام موافقا للعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

  كلمات مفتاحية

المولد النبوي حلوى المولد سيدنا محمد الغلاء الغرف التجارية

الغلاء يدفع المصريين لشراء الفاكهة بـ«الواحدة»

الدولار يضرب سوق «حلوى المولد» في مصر.. وحركة الشراء تتراجع 90%