واشنطن بوست: هذا هو الثمن المقبول لأي صفقة مع بن سلمان

السبت 24 نوفمبر 2018 12:11 م

بعد الزحف على رمال ساخنة لإنقاذ ولي العهد السعودي المتعثر، في أكثر قضية مروعة بتاريخ الرئاسة الأمريكية، يجب أن يطالب الرئيس "دونالد ترامب" بشيء في المقابل، وإلا سيكون قد فرط فيما تبقى من كرامة إدارته دون جدوى.

أنا لا أتحدث عن صفقة لشراء المملكة العربية السعودية المزيد من الأسلحة الأمريكية، على الرغم من أن "ترامب" يعظم من هذا التبرير لمعالجة ضعفه في الرد على مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، أحد الكتاب في صحيفة "واشنطن بوست".

وفقا لـ"ترامب"، يجب على الولايات المتحدة إما أن تدعم "محمد بن سلمان" وإلا سيضع الأمير السعودي 110 مليارات دولار في مكان آخر.

رجاء، حتى لو كانت الولايات المتحدة تبيع شرفها بهذا السعر، فلا يوجد 110 مليارات دولار، فقد ظهر هذا الرقم على عجل من مطبخ "ترامب". ومثل مزاعم الرئيس حول ثروته الشخصية، وجدارته الائتمانية وفطنته، فإن هذه الهبة السعودية تبدو سرابا.

أما بالنسبة لوضع الأموال السعودية في مكان آخر، فبعد 75 عاما من الشراكة، لا يوجد "مكان آخر"، فقد تم تدريب الجيش السعودي من قبل ضباط أمريكيين على أنظمة أمريكية تستخدم الأسلحة الأمريكية، فلا مكان للأسلحة الروسية أو الصينية.

ويشبه ذلك الأمر ما تفعله شركة "جيليت" التي تبيع ماكينة حلاقة لكي يشتري العميل الشفرات.

إن انحطاط "ترامب" مروع إلى حد ما لأنه لا داعي له. فقد أساء الرجل إلى القوة الهائلة للرئاسة الأمريكية، فلا يمكن للزعيم الساكن في الرياض أن يبتعد عن الولايات المتحدة.

إنهم بحاجة إلى سوق النفط العالمية المستقرة التي أقامتها وتحافظ عليها الولايات المتحدة، كما أن السعوديين يعتمدون على الأمريكيين لمساعدتهم على أن يصبحوا أصحاب مشاريع حقيقية في مستقبل ما بعد النفط.

لكن "ترامب" ركع، ولا يمكن التراجع في ذلك، لكن يمكنه الآن أن يفدي الشرف الوطني فقط من خلال المطالبة بالتعاون السعودي بشأن السلام في الشرق الأوسط، في (إسرائيل) والأراضي الفلسطينية.

هل أعتقد أن ذلك من المحتمل؟ لا لكن الطفولي "غاريد كوشنر"، التابع لروضة أطفال "ترامب"، يعتقد أن "بن سلمان" يحمل مفتاح السلام، لذلك دعونا نرى ذلك.

النفوذ السعودي

إن "كوشنر" محق في نقطة ما، فالمملكة العربية السعودية هي القلب – وأعني بذلك المحفظة - بالنسبة لعصابة الزعماء العرب الذين استخدموا أجيالاً من معاناة الفلسطينيين لصرف انتباه شعوبهم عن مساوئ حكم أنظمتهم.

عبر الشرق الأوسط، وجه الزعماء غير المشهورين الاستياء الشعبي بعيدًا عن أنفسهم، تجاه (إسرائيل)، وكلما كانوا أبعد ما يكونون من المعاناة، كانت هذه الخدعة أسهل، لقد سعت مصر والأردن، وهما جارتان مجاورتان للفلسطينيين، إلى سلام دائم لعقود من الزمان، السعوديون والإيرانيون لم يفعلوا ذلك.

لذلك حاول العرب البعيدون إفساد الصفقة القريبة في "كامب ديفيد" في عام 2000. كان بإمكانهم قطع الأموال عن "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية وتوجيهها بدلاً من ذلك لبناء دولة فلسطينية مستقلة، لكنهم اختاروا بدلاً من ذلك تعميق آلام الضفة الغربية وغزة.

سوف تكون رائحة "ترامب" أفضل إذا أجبر السعودية على الدفع بإخلاص من أجل السلام، ففي منطقة من القوى الفاشلة، يفشل السعوديون أبطأ من جيرانهم ، مما يمنحهم قدراً من النفوذ، يجب استخدامه لجلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات وتمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى الاعتراف بحق (إسرائيل) في وجود آمن.

وهو ما يقودنا إلى الاستسلام السابق لـ "ترامب"، فكيف يمكن لأي شخص حول العالم أن يعتقد أن هذا الرئيس قوي بعد أن خضع العام الماضي لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وأعطاه لؤلؤة باهظة الثمن- الإعلان عن نقل السفارة الامريكية إلى القدس المتنازع عليها، والاعتراف بها عاصمة لـ(إسرائيل).

لقد حان الوقت لإرغام "نتنياهو" على تحقيق دفعة إضافية لإنجاز حل الدولتين الدائم.

لقد ساهم "ترامب"، المصمم للصفقة، في كثير من التلميع للسعوديين والإسرائيليين أكثر من أي وقت مضى، فهل سيسمح لهم بالانسلاخ من استحقاقات ذلك؟

إذا لم يتم الاستفادة من هذين اللاعبين في السياسة داخل منطقة الشرق الأوسط من أجل تحقيق السلام، فإن "ترامب" سيكون واحدا من الثغرات الكبيرة في التاريخ، بعد أن أعطى كل شيء دون مقابل.

البيان الرسمي الغريب الذي ألقاه "ترامب"، والذي حاول فيه تبرئة من أمر بقتل "خاشقجي"، يحمل علامات تعجب حول مخاوف الرئيس، وإذا كانت هذه هي كلمته الأخيرة، سنكون تركنا ذلك الأمير الصغير يوجه قدمه في وجه رئيس الولايات المتحدة.

لذلك لا يمكن أن تكون هذه هي الكلمة الأخيرة، اركع على ركبتيك، أيها الرئيس، واطلب السلام، فلا شيء أقل من هذا يمكن أن يكون مقابلا لهذا الوضع المحرج.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

ترامب بن سلمان صفقة القرن السلام الشرق الأوسط إسرائيل أسلحة أمريكية