واشنطن تعتزم إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بفلسطين قريبا

الأحد 25 نوفمبر 2018 03:11 ص

أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID أنها ستسرح أكثر من نصف موظفيها في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على أن تقوم بوقف كافة عملياتها أوائل 2019.

وأبلغت وزارة الخارجية الأمريكية، الوكالة، منذ نحو أسبوع، أنه بحلول الشهر المقبل سيتعين على الوكالة تقديم قائمة تضم 60% من موظفيها ليتم إنهاء خدماتهم كخطوة أولى في عملية الإغلاق التي سيتم الانتهاء منها بحلول عام 2019، بحسب ما نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية.

وتتولى الوكالة، الممولة من الحكومة الأمريكية، مسؤولية تقديم مساعدات إنسانية بمختلف أنحاء العالم، وبدأ فرع الوكالة في الضفة الغربية وغزة العمل في عام 1994، حيث كان التركيز بشكل رئيسي على القضايا الاقتصادية، بما في ذلك المياه والبنية التحتية والتعليم والصحة.

واستثمرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حوالي 5.5 مليار دولار في الضفة الغربية وغزة في بناء الطرق والمدارس والعيادات والمراكز المجتمعية.

كما تشتري الوكالة، المعدات الطبية، وتوفر المساعدات الإنسانية لمن يحتاجون إلى رعاية طبية، وكذلك بناء المدارس، وإنشاء مشروعات لإبقاء الشباب الفلسطيني في نظام التعليم.

وفي أغسطس/آب الماضي، وافقت (إسرائيل) على دخول الحاويات بالمعدات اللازمة لإنجاز مشاريع المياه في غزة، وكانت الوكالة الأمريكية تعمل في ذلك المشروع خلال العام الماضي، بما في ذلك إنشاء محطة تحلية كبيرة وثمانية خزانات مياه شرب كبيرة.

وقد تم تنفيذ المشروع الذي تقدر تكلفته بـ 60 مليون شيكل (16 مليون دولار أمريكي) من قبل الشركات الأمريكية من خلال مقاول في غزة.

ولكن بعد أن قرر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تجميد التمويل لمختلف منظمات الإغاثة الفلسطينية، تم تعليق عشرات المشاريع في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة، بما في ذلك المشاريع التي تم استكمالها جزئيا، في السنة المالية الحالية.

وكان من المتوقع أن تنقل الولايات المتحدة ما مجموعه 250 مليون دولار كمساعدات لمختلف المنظمات الفلسطينية المدنية، وكان من المفترض تخصيص 35 مليون دولار لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، و215 مليون دولار للتنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، بعضها من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

ولكن في أغسطس/آب الماضي، أعلنت واشنطن أنه سيتم تحويل الأموال إلى مسائل تعتبر ذات أولوية أعلى لمصالح الولايات المتحدة.

وأفادت "هآرتس" أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، لم يُظهر السفير الأمريكي في تل أبيب، "ديفيد فريدمان" أي اهتمام لاحتياجات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ولم يعقد اجتماعات مع مسؤولي الوكالة بشأن المشاريع المنفذة وقيد التنفيذ، كما كان معتادا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالوكالة قولهم إن سياسة إدارة "ترامب" لوقف تمويل المساعدات تهدف إلى الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" لتجديد المحادثات مع الولايات المتحدة و(إسرائيل) قبل خطة السلام التي من المتوقع أن تقدمها الحكومة الأمريكية قريبا.

وبحسب ما ورد فإن المسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية على علم بالتطورات المتعلقة بتعليق عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لكنهم قلقون أيضا، لأن تلك الخطوة تأتي بعد أسابيع من خطوة أخرى تمثلت في وقف المساعدات الأمريكية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وحذر كبار مسؤولي الوزارة من أنه بدون وجود بديل للأونروا، فإن الوضع في غزة سيزداد سوءا، حيث توفر الأونروا الغذاء الأساسي لـ 1.3 مليون شخص في قطاع غزة، وتتحمل تكلفة 4 ملايين زيارة طبيب سنويا لسكان القطاع، ويعمل بمدارسها 12000 معلم يعلّمون حوالي 300 ألف طفل.

 وفي حين أن المساعدات المقدمة للأونروا أكثر أهمية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فإن وقف أنشطة كلتا الوكالتين، إلى جانب عدم وجود بديل في الأفق، سيؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في القطاع وصولا إلى انهياره، وهو الأمر الذي يتخوف معه مسؤولون أمنيون إسرائيليون من حدوث ثمن ستدفعه (إسرائيل) بسبب ذلك.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الضفة الغربية غزة مساعدات أمريكية صفقة القرن