هآرتس تكشف تفاصيل برنامج إسرائيلي استخدمته السعودية لمراقبة خاشقجي

الأحد 25 نوفمبر 2018 07:11 ص

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن السعودية استخدمت برنامجا إسرائيليا متطورا، لمراقبة وتتبع الصحفي "جمال خاشقجي" عن طريق اختراق هاتفه الجوال دون الحاجة إلى أن يقوم بالنقر على أي رابط.

وقالت الصحيفة العبرية إن  شركة "NSO" الإسرائيلية للتكنولوجيا أمدت السعودية بالبرنامج المتطور، قبل بضعة أشهر من بدء ولي العهد "محمد بن سلمان" حملته ضد معارضي النظام.

وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها ترجمه "الخليج الجديد"، عن محاولات السعودية من وراء الكواليس لشراء التكنولوجيا الإسرائيلية، وفقا لشهادات وصور ووثائق سفر ووثائق قانونية، استندت إليها الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن وفدا سعوديا عقد اجتماعا هاما مع الجانب الإسرائيلي في فندق بفيينا، في يونيو/حزيران 2017، مشيرة إلى أن الوفد ضم "عبدالله المليحي"، وهو شريك مقرب من رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير "تركي الفيصل"، ومسؤولا سعوديا كبيرا هو "ناصر القحطاني"، الذي قدم نفسه كنائب حالي لرئيس المخابرات.

فيما ضم الوفد الإسرائيلي اثنين من رجال الأعمال ممثلين عن شركة "NSO" التي قدمت للسعودية التكنولوجيا المتقدمة للغاية.

وفي عام 2017، كانت "NSO" تروّج بشغف لتكنولوجيتها الجديدة، "pegasus 3"، وهو برنامج متطور لدرجة أنه لا يعتمد على ضغط الضحية على رابط قبل أن يتم اختراق هاتفه.

وأوضخت الصحيفة أن ممثلي الشركة الإسرائيلية عرضوا خلال الاجتماع إمكانيات البرنامج، وطلبوا من "القحطاني" الذهاب إلى مركز تجاري قريب، وشراء جهاز "آي فون" ومنحهم رقمه، وأظهروا كيف كان هذا كافيا لاختراق الهاتف الجديد وتسجيل وتصوير المشاركين في الاجتماع.

وبحسب الصحيفة، فإن اجتماع يونيو/حزيران 2017 لم يكن الأول بين الجانبين، فقد سبقته اجتماعات أخرى في فيينا وقبرص حيث تعمل العديد من الشركات الإسرائيلية ذات الصلة بالدفاع بسبب قوانين الضرائب المناسبة هناك.

وبخلاف أنظمة التسليح العادية، يعتمد السعر فقط على رغبة العميل في شراء النظام.

وطبقا للصحيفة، فإن المسؤولين السعوديين قدموا، خلال اجتماع في أبريل/نيسان 2017 تفاصيل عن حساب على "تويتر" لشخص يقوم بالتغريد ضد النظام، لمعرفة هويته، لكن الشركة الإسرائيلية رفضت الإفصاح عن ذلك، حيث لم تكن الصفقة قد أبرمت بعد.

وفي يوليو/تموز 2017 عرضت الشركة بيع البرنامج مقابل 208 ملايين دولار، وذلك خلال اجتماع آخر بين الطرفين.

وذكرت الصحيفة أن "المليحي" طلب بعد ذلك أن يقوم الوفد الإسرائيلي بزيارة الرياض لتقديم البرنامج لأعضاء العائلة المالكة ولكن الجهات المختصة في وزارة الدفاع الإسرائيلية رفضت السماح بتلك الزيارة.

وأوضحت الصحيفة أن السعودية استخدمت البرنامج أيضا لتتبع ومراقبة كلا من الصحفي "غانم المصري" والناشط الحقوقي "يحيى عسيري"، المقيم في لندن، و"عمر عبدالعزيز"، المقيم في كندا.

وأكدت الصحيفة أن هؤلاء الثلاثة كانوا على اتصال مع "خاشقجي" قبل مقتله.

يشار إلى أن مؤسسي "NSO" والرؤساء التنفيذيين هم "عمري لافي" و"شاليف هوليو"، والشركة مسجلة في قبرص ولكن مقرها التنموي في هرتسليا، وفي عام 2014 تم بيع الشركة لشركة الأسهم الخاصة "فرانسيسكو بارتنرز" على أساس تقييم بقيمة 250 مليون دولار.

ومن غير المعروف كيف يتمكن البرنامج الإسرائيلي من اختراق الهواتف الجوالة بدون أن ينقر الضحية على أي رابط، فبمجرد معرفة رقم الهاتف يتم السيطرة على كافة المعلومات والمحادثات التي تجري عن طريقه.

ويرى مختصون أن التقنية إما أنها تستغل خروقات في مودم الهاتف الجوال، أو الجزء الذي يتلقى الرسائل "أنتنة".

يشار إلى أنه تم ربط اسم شركة "NSO"، التي تخفي قائمة عملائها، بالبلدان التي تنتهك حقوق الإنسان، فيما تزعم الشركة أن منتجاتها تستخدم في مكافحة الجريمة والإرهاب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مراقبة تتبع مقتل خاشقجي برامج تجسس إسرائيلية تكنولوجيا متطورة