استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. المصالح الشخصية أولا

الأحد 25 نوفمبر 2018 03:11 ص

بقيت من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب سنتان وعلى كل من لديه مشروع لحصار دولة بعينها، أو إسقاط نظام حكم، أو شن حرب على دولة ما، أو التخلص من معارض، أو تعيين رئيس أو ملك على دولة ما، فما عليه إلا الإسراع إلى واشنطن لتوقيع العقد لتنفيذ المشروع مع ترامب، قبل انتهاء صلاحية الرئيس.

ليس بالضرورة دفع قيمة العقد المتفق عليه مقدما ولكن يجب دفع 5% مقدما والباقي على فترات على أن يتم سداد قيمة العقد خلال السنتين المتبقيتين من صلاحية الرئيس، علما بان قيمة أي عقد يجب ألا تقل عن 150 مليار دولار.

يكتب أحد أبرز الصحفيين الأميركيين، توماس فريدمان، في صحيفة نيويورك تايمز قائلا: "إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبيع القيم الأميركية بلا مقابل"، وقال عن ترامب انه يجمع بين صفتين فظيعتين، يبيع القيم الأميركية العظيمة دون أن يحصل على عائد له قيمة.

ويضرب مثلا على ذلك انه كان بإمكان الرئيس ترامب نظير حمايته لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من السقوط بسبب ذبح الصحفي السعودي خاشقجي خارج حدود الدولة السعودية أن يشترط على الأمير إنهاء الحرب في اليمن، ورفع الحصار عن قطر، وإطلاق سراح معتقلي الرأي في السعودية. وأضيف والسماح بحرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان.

لا أريد أن أتحدث عن تقلبات مواقف الرئيس واختلاف أقواله منذ مذبحة الصحفي خاشقجي وحتى كتابة هذه الزاوية، لأنها أصبحت مكررة ومعادة على كل وسائل الإعلام العربي والدولي.

لكن ما أريد أن أذكر هنا هو كيف يسمح المجتمع الأميركي بكل مكوناته السياسية ومؤسساته ودعاة الحرية والديمقراطية للرئيس الأميركي أن يتجاهل القيم والمبادئ العريقة التي حض عليها الدستور الأميركي والممارسات السابقة لعهده، والتي أقسم على أن يحترمها.

في اجتماع الكونغرس الأميركي بمجلسيه في مطلع العام القادم وبتشكيلته الجديدة هل يمكن أن يحدث إجماع أو في أسوأ الحالات الحصول على ثلثي الأصوات في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ على إجبار الرئيس على العودة إلى التركيز على احترام وحماية القيم الأميركية سواء في الداخل أو في السياسة الخارجية، أو أن أصحاب المصالح في المجلسين سيغلّبون مصالحهم الشخصية على مصلحة القيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والدفاع عنها أينما تعرض الإنسان للخطر في أي بقعة من العالم.

هل لجنة مولر المكلفة بالتحقيق في كل ما يتعلق بمخالفات الرئيس ستفعّل جهودها وتنجز مهامها المكلفة بها قبل نهاية ولاية الرئيس ترامب. لا جدال، أن سياسة الرئيس الأميركي ترامب قد حطت من مكانة الولايات المتحدة الأميركية وشوهت سمعتها في المجتمع الدولي وأحالها إلى شركة مساهمة هدفها الربح بأي ثمن.

ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية أن يعلن رئيس أميركي أن دولة ثانية تقدم حماية لها من دولة أخرى قائلا في أحد تصريحاته الكثيرة والمتناقضة انه "يستعين بالدولة السعودية لحماية أميركا من إيران" يا للهول!! السعودية تحمي أميركا من إيران! في الوقت نفسه الذي قال إن السعودية لا يمكن أن تصمد لمدة أسبوع لولا الحماية الأميركية، أقوال متناقضة.

يظهر أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لديه قدرات على الترغيب والترهيب داخليا وخارجيا في أن واحد، وهذه سمة ميكيافلية أغبطه عليها. لكن إذا كان لديه هذه السمة، فلماذا لم يستخدم تلك القدرات والمهارات والكرم لتحقيق مصالح الأمة العربية والإسلامية؟

450 مليار دولار التي أعلن الرئيس ترامب أن السعودية تعهدت بدفع ذلك المبلغ الضخم للخزانة الأميركية مقابل سلاح كما قال ولم يعد ذلك المبلغ بأي عائد استراتيجي لتمكين الدولة السعودية من بسط نفوذها على الشرق الأوسط كله دون منافس.

في تقدير الكاتب، لو اشترط الأمير السعودي على الرئيس الأميركي مقابل دفع ذلك المبلغ الضخم 450 مليار دولار أن تنسحب إسرائيل إلى حدود الخامس من حزيران 1967، بما في ذلك مدينة القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم فلسطين، والتعاون الأميركي السعودي على إعادة توحيد الصومال وتنميته، ورفع الحصار عن قطاع غزة وإعلان مشروع محمد بن سلمان لإعادة اعمار اليمن بعد وقف الحرب، أي مشروع شبيه بمشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.. إلخ.

والحق لو فعل ذلك على مستوى السياسة الخارجية السعودية وأطلق عنان حرية التفكير والتعبير وأطلق سراح سجناء الرأي على مستوى الداخل، لدخل التاريخ العربي والإسلامي من أوسع أبوابه وليس بدبلوماسية التخويف.

لكن مع الأسف راح الأمير يراهن على دعم إسرائيل والفرق الإنجيلية الصهيونية والرئيس الأميركي وصهره كوشنر زوج الحسناء ايڤنكا لتدعيم مركز الأمير وسلطته، وكان الأجدر والأعظم والأفضل لسموه المراهنة على الشعب السعودي، واعتماد مبدأ المشاركة السياسية وإطلاق سراح المعتقلين من أصحاب الرأي، وتحقيق العدالة وفرض نزاهة القضاء واستقلاله، ورفع مستوى دخل الأفراد المعتمدين على مرتباتهم الوظيفية وتحسين المستوى الصحي.

والجدل ما انفك جاريا، على كل وسائل الإعلام عن مأساة جمال خاشقجي وتقارير المخابرات الأميركية كانت واضحة وصريحة وتشير باتهام الأمير محمد بن سلمان بأنه هو الآمر بتصفية الخاشقجي ولن يقدم أحدا على ما تم فعله بخاشقجي دون توجيه من سلطة عليا صاحب الأمر والنهي.

كنت أتمنى أن يكون الأمير محمد بن سلمان في مستوى الزعامة والقيادة، ويعلن على الخلق بأنه يتحمل مسؤولية ما حدث لخاشقجي، أسوة بالزعيم عبد الناصر عندما أعلن مسؤوليته عن هزيمة عام 1967 ولم يحملها القيادات الميدانية الذين هم حقا مسؤولون عن الهزيمة.

وكذلك فعل الزعيم صدام حسين عندما أعلن في المحكمة التي شكلها الخونة تحت حماية قوات المارينز الأميركية لمحاكمته ورجال حكمه انه مسؤول مسؤولية كاملة عن تجريف بساتين الدجيل وكان بمقدوره ان يحملها غيره من الموظفين الذين كانوا تحت إدارته.

◄ آخر القول:

اللهم ارزقنا قادة يستمدون قوتهم منا نحن الشعب لا من قوى من خارج الحدود.

- د. محمد صالح المسفر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

ترامب محمد بن سلمان تحمل المسؤولية اغتيال خاشقجي قيم أميركية الكونغرس إيران إسرائيل

ترامب يواجه 6 دعاوى قضائية فور انتهاء ولايته