أم سعود تثير جدل المغردين.. هل عاد القحطاني مجددا؟

الأحد 25 نوفمبر 2018 06:11 ص

أثار حساب تم إعادة تفعليه بشكل مفاجئ على "تويتر"، السبت، تساؤلات بالسعودية، وفتح نقاشا ما بين كونه حسابا توعويا تابعا لإدارة المرور في المملكة، أو بديلا بشكل جديد يديره ويغرد منه "سعود القحطاني"، المستشار المقال من الديوان الملكي السعودي.

"السلام عليكم ورحمة الله.. مساكم الله بالخير يا عيالي وبناتي #حساب_أم_سعود_الرسمي".. بهذه التغريدة المقتصبة فوجئ الآلاف في السعودية بظهور حساب موثق على "تويتر" يحمل اسم "أم سعود" أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات، خاصة بعد أن نجحت تلك التغريدة في اجتذاب انتباه المئات من ناشطي مواقع التواصل.

الحساب ضم مقاطع فيديو تظهر سعودية يبدو من صوتها وصورتها أنها مسنة، وفي مقطع ترحيبي ظهرت المسنة وهي تجلس خلف مقود سيارة وترتدي الزي التقليدي، قائلة: "تابعوا أم سعود على تويتر".

 

 

وألحقت "أم سعود" التغريدة الأولى بسلسلة من التغريدات قالت في إحداها: "الله الله بالحزام والسواقة الزينة، انتبهوا لطريقكم ترى قلبي عليكم يا عيالي".

 

 

وفي تغريدة أخرى، ظهرت "أم سعود" وهي تدرب فتاة على قيادة السيارة، في فيديو ورد فيه معلومات عن السيدة المسنة تشير إلى أنها تبلغ من العمر 76 عاما، وتعلمت القيادة بنفسها منذ 40 عاما.

وباركت "أم سعود"، في الفيديو - الذي صور بطريقة احترافية - للنساء في الحصول على حق قيادة السيارات، بأبيات شعرية.

 

وبحسب صحيفة "سبق" السعودية، المقربة من الديوان الملكي، فإن الحساب أنشئ بغرض قيادة حملة مرورية توعوية تستهدف قائدي وقائدات المركبات في المملكة، متوقعة أن ينجح الحساب نجاحا باهرا، بسبب أسلوبه المميز في التوعية.

بدورها، خصصت "سكاي نيوز عربية " تقريرا عن الحساب، لافتة إلى أنه أنشئ في أغسطس/آب الماضي، لكنه ظل صامتا منذ ذلك الوقت، قبل أن يعود بأول تغريدة، مرفقة بمقطع فيديو، السبت.

وأضافت أن الحساب "تقف وراءه جهة تسعى لنشر التوعية وحث النساء على تعلم قيادة السيارات".

وبالتوازي مع نشاط الحساب الغامض، فوجئ سعوديون بحملة إعلانات ضخمة للترويج للحساب، ولافتات مضيئة بعدد من مناطق المملكة، أبرزها العاصمة الرياض.

 

 

لكن على الجانب الآخر، قال ناشطون معارضون إن شخصية "أم سعود" ما هي إلا محاولة جديدة من "سعود القحطاني"، المستشار المقال بالديوان الملكي، لتدشين زخم عبر "تويتر" مؤيد لولي العهد "محمد بن سلمان" وسياساته، بعد أن أحرقت جريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي" أوراقه في "تويتر".

وتوقع هؤلاء أن تبدأ "أم سعود" لفترة في الظهور بمقاطع وتغريدات توعوية تجذب إليها آلاف المتابعين، ثم تتحول فجأة إلى مهاجمة خصوم "بن سلمان" داخل المملكة وخارجها، وأبرزهم قطر وتركيا، مستغلة حالة التعاطف التي ستجنبها بسبب تقدير الناس لكبار السن.

وقال الناشط السعودي المعارض "محمد الأحمد"، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، إن "إنشاء الحساب قرار مخابراتي وليس تصرفًا تلقائيًا من أم سعود، أو من شخص قريب لها، أو من شركة تريد جمع المال".

 

 

وأضاف أن نشاط "تويتر" التابع للسلطة السعودية قبل جريمة قتل "خاشقجي" كان يعيش حالة زهو وإحساس بالانتصار وواقعية خطابهم، لكن تلك الحالة تبخرت بعد صدمة "خاشقجي" وما تلاها من كشف مهين لأوراق السعودية وكذب دوائرها الرسمية بشأن الأمر، فجاء قرار البحث عن استمرار الخطاب برموز أخرى، بعد سقوط رموزهم ورسوبهم في امتحان "خاشقجي".

 

 

 

 

 

 

 

 

 وأردف: "وبما أن التجربة أثبتت استحالة قدرتهم على توظيف شخصيات بمستوى علمي وثقافي مقنع، وعجزهم عن مجاراة الخصوم في مناقشة أولويات الشعوب في المنطقة، كان لابد من تغيير المسار بالكامل، وتغيير ميدان المعركة تمامًا، واللجوء لخطاب مختلف غير خاضع لهذه الموازين"..

 

 

وتابع: "من هنا، كان اللجوء لأم سعود كمشروع منطلق من البساطة الشعبية، والذاتية الاجتماعية، وتعاطف الناس مع كبار السن الظريفين، الذين يمكن تحويلهم إلى جسر إعلامي يمرر من خلاله أفكارهم البائسة التي عجزوا عن توصيلها بالحجة الطبيعية والمنطق المقبول".

 

 

وتوقع "الأحمد" أن تستمر "أم سعود" في نشاط مرتبط بشخصيتها البسيطة الظريفة لفترة محددة، ثم يُشحن حسابها بحزمة من الرسائل التي  تخدم "بن سلمان" وتحارب خصومه.

 

 

  كلمات مفتاحية

السعودية تويتر سعود القحطاني أم سعود توعوي المخابرات السعودية جمال خاشقجي