هآرتس: ثمن مقتل خاشقجي ربما يدفعه أكراد سوريا

السبت 1 ديسمبر 2018 12:12 م

توقعت صحيفة "هآرتس" أن يدفع أكراد سوريا ثمن الفضيحة الدولية التي اندلعت حول قضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأضافت الصحيفة أن الشروط التي قد يطرحها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أمام نظيره الأمريكي "دونالد ترامب" لقاء "تبرئة" ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" ربما تتطرق إلى وضع أكراد سوريا.

وأكدت أن تلك القضية قلبت الطاولة على الصعيد الدولي لصالح "أردوغان"، حيث أصبح "ترامب" بحاجة إليه، واتخذ نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" موقفا أكثر ودا، واستأنف الاتحاد الأوروبي مفاوضات بشأن انضمام أنقرة إليه.

وفي الوقت ذاته يسعى ولي العهد السعودي نفسه إلى عقد لقاء مع الرئيس التركي، بينما لا يستعجل الأخير الموافقة على ذلك.

وذكرت الصحيفة أن "أردوغان"، أثناء زيارته إلى جدة في مارس/آذار 2015، استقبل من قبل المحافظ فقط، بينما استقبل نظيره المصري "عبدالفتاح السيسي" الذي وصل الرياض بعد أيام على أرفع مستوى، ما عكس رؤية الرياض للرئيس التركي في ذلك الحين كمجرد مرشح للانضمام إلى "النادي السعودي".

وعلى عكس الوضع السابق، يتابع المراقبون الآن بعناية ما إذا كان الرئيس التركي سيوافق على لقاء ولي العهد السعودي على هامش قمة G20 المنعقدة في الأرجنتين لمنح الأمير "محمد بن سلمان" تبرئة في قضية "خاشقجي".

"ترامب" أيضا سيسعده نسيان القضية المدوية ومواصلة العلاقات مع السعودية، كما كان عليه الحال قبل مقتل الصحفي وإبرام الصفقة المتفق عليها مع الرياض لبيع أسلحة بقيمة 110 مليار دولار، وخاصة أن سيد البيت الأبيض رفض استنتاجات وكالة المخابرات المركزية CIA بأن الأمير "محمد لم يكن فقط على علم بما حدث بل هو من أصدر أمرا بقتل خاشقجي".

لكن الصراع الحقيقي ليس بين "أردوغان" و"بن سلمان"، بل بين الرئيس التركي و"ترامب"، حيث أدركت أنقرة أن "ترامب" مستعد لدفع أي ثمن مقابل إنقاذ ولي العهد السعودي وحماية المملكة من الزلزال الذي قد يضربها حال ثبوت تورطها في الاغتيال.

وترى الصحيفة أن "أردوغان" جاهز لمساعدة "ترامب".. لكن ليس مجانا، لأن أهم موضع قلق لدى أنقرة لا يزال يعود إلى الدعم الأمريكي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا، والتي تعتبرها الحكومة التركية تنظيما إرهابيا.

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، شدد "أردوغان" على ضرورة أن يتخلى من يصف نفسه بحليف تركيا وشريكها الاستراتيجي، عن دوره كـ"درع لحماية التنظيمات الإرهابية"، في رسالة موجهة بوضوح إلى واشنطن.

ورغم أن هذه المرة ليست الأولى التي يضع فيها "أردوغان"، "ترامب" بين خيار التحالف مع أنقرة أو دعم الأكراد، فإن قضية "خاشقجي" تشكل هذه المرة ورقة ضغط قوية إضافية في أيدي الرئيس التركي، وقد يقرر نظيره الأمريكي، أن الأكراد سيضطرون إلى دفع ثمن الحفاظ على العلاقات بين واشنطن والرياض.

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي الرئيس التركي دونالد ترامب محمد بن سلمان

روسيا: تعاون أمريكا مع الأكراد يهدد وحدة سوريا

القادة الأكراد المطلوب اعتقالهم مقابل 12 مليون دولار

أكراد سوريا يترقبون التفاوض مع «الأسد».. وأمريكا وتركيا بالصورة