فيلم جوي النمساوي يقتنص ذهبية مهرجان مراكش

الاثنين 10 ديسمبر 2018 06:12 ص

حصد الفيلم النمساوي جوي لمخرجته "سودابيه مرتضائي" النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ17.

والنجمة الذهبية هي الجائزة الكبرى من بين 5 جوائز يقدمها المهرجان الذي اختتم فعالياته، مساء السبت، في المدينة المغربية الشهيرة، فيما حازت أفلام من تونس والمكسيك وصربيا وألمانيا باقي جوائز المسابقة الرسمية.

ويحكي الفيلم قصة "جوي"، وهي امرأة شابة مهاجرة من نيجيريا، في شوارع فيينا، تسعى لجمع المال للوسيطة التي مكنتها من التسلل إلى أوروبا، وعندما ترغب الوسيطة في التغرير بفتاة جديدة من شريكات "جوي" في السكن، تكتشف الأخيرة دورها كضحية وكشريكة ضمن حلقة مفرغة للاتجار بالبشر.

أما جائزة الجمهور فذهبت للفيلم المكسيكي "منظفة الغرف"، الذي يحكي قصة "إيفيليا" الهادئة، شديدة الانطواء والخجل، التي تسافر لساعات كثيرة كل يوم لتصل إلى مقر عملها منظفة غرف في فندق فخم بالمدينة، حيث تبدو الفجوة بين مستوى الدخل صارخة من خلال الطلبات الباذخة للوافدين على الفندق، وتسعى "إيليفيا" لحياة أفضل عبر حضور دروس في برنامج تعليم الكبار الخاص بالفندق؛ يعمد الفيلم، في بعض الأحيان، إلى التصوير على النمط الوثائقي، راصدا حياة البطلة وهي تقوم بأعمال التنظيف والتنعيم والتوضيب والتلميع، كما تنقل لحظات الفيلم التأملية روح دعابة، مع تلمس هذه المرأة الشابة خطواتها الأولى نحو مستقبل أفضل.

وفاز المخرج الصربي "أوغنين غلافونيتش" بجائزة الإخراج عن فيلمه "الحمولة"، الذي يعود إلى آخر لحظات الحرب اليوغسلافية، حيث يتولى "فلادا" مهمة قيادة شاحنة تبريد من كوسوفو إلى بلغراد، دون أن يعرف طبيعة الحـمولة التي ينقلها على ظهر شاحنته، بينما يخضع لأوامر صارمة بعدم التوقف عن القيادة مهما كان، وبعدم فتح مقصورة الشحن لأي شخص. وبينما هو يشق طريقه بصعوبة بين خراب الريف المدمر، يصبح العبء الأخلاقي، لتواطؤه في أعمال حرب مظلمة، أثقل من أي وقت مضى، ومن خلال قصة الفيلم يقف المتفرج على إصرار المخرج على بناء التوتر والقلق، راسما مشاهد للقتل لا تظهر على الشاشة، بل تبقى غامضة.

جائزة أفضل دور رجالي نالها الممثل التونسي "نضال السعدي" عن فيلم "في عينيا" الذي يحكي قصة رجل يعيش حياة كريمة في فرنسا، بعد أن هاجر من تونس، وهو ناجح في عمله وحبيبته الفرنسية فاتنة وحامل بطفله. ولكن ماضيه راح يلاحقه مجددا، حين اضطر للعودة إلى تونس بعد 7 سنوات غياب، حيث وقعت زوجته في غيبوبة عميقة، وأصبح ابنه، ذا التسع سنوات، الذي يعاني من مرض التوحد، بحاجة إلى من يرعاه. انطلاقا من هذه اللحظة، سيرصد الفيلم عن كثب، كيف سينسج لطفي علاقة مع الطفل في إطار صيرورة تحديد نوع الرجل الذي يريد أن يكونه.

وفازت الممثلة الألمانية "آنيه شفارتز" بجائزة أفضل دور نسائي عن فيلم "كل شيء على ما يرام" لمخرجته الألمانية "إيفا تروبش"، الذي يحكي قصة "يان" و"بيات" اللذين يعشقان بعضهما ويعمدان سويا إلى تجديد منزل قديم للابتعاد عن صخب الحياة وروتينها. وفي مواجهة الإخفاق المخيب لدار النشر المتواضعة التي أطلقاها، تلتقي يان بأحد معارفها السابقين، فتعيش معه مغامرة جنسية عابرة، وتبقى أسيرة الانزعاج والقلق بسبب ذلك.

وتنافس على الجوائز الخمس لمهرجان مراكش 14 فيلما، كلها أفلام طويلة أولى أو ثانية لمخرجيها، ما يؤكد، حسب المنظمين "الأولوية التي يعطيها المهرجان للاكتشاف ولتكريس المواهب الجديدة في السينما العالمية".

كما عبرت الأفلام المنتقاة عن عدة عوالم سينمائية تنتمي إلى مناطق مختلفة من العالم، بأربعة أفلام أوروبية (ألمانيا، والنمسا، وبلغاريا، وصربيا)، وثلاثة من أمريكا اللاتينية (الأرجنتين، المكسيك)، وفيلم واحد من الولايات المتحدة، وفيلمين من آسيا (الصين، اليابان)، وأربعة من شمال أفريقيا والشرق الأوسط (مصر، والمغرب، وتونس، والسودان)، كما أنه من بين الأفلام الـ14 المتنافسة، ستة أخرجتها نساء.

وقال المنظمون بعد إسدال الستار على دورة السنة الجارية، إنه "بعد استراحة لمدة سنة خصصت للتفكير، عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مفعما بمزيد من القوة والتجديد، معززا بمضامين سينمائية وفنية أكثر ثراء"، عكستها الأرقام ونسب المتابعة الجماهيرية، التي ناهزت 110 آلاف شخص، تابعوا مختلف عروض وأنشطة المهرجان، وفق المنظمين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

المغرب مراكش المهرجان الدولي للفيلم جوي نمساوي جوائز

فيلم رأس السنة في مهرجان مراكش بعد تحفظات رقابية مصرية