أشعلت تظاهرات فرنسا المعروفة إعلاميا بـ"السترات الصفراء" جدلا حادا سعوديا قطريا في جلسة البرلمان العربي بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، الثلاثاء.

ففي الوقت الذي اقترح فيه رئيس البرلمان، السعودي "مشعل السلمي"، بيانا حول أوضاع حقوق الإنسان في فرنسا وأوروبا على خلفية احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء"، انتقد عدد من النواب، بينهم النائبة القطرية "عائشة المناعي"، مشروع البيان.

وعرض خلال الجلسة مشاهد فيديو لاعتداء الشرطة على المتظاهرين في فرنسا، في محاولة لإقناع النواب بقبول مشروع البيان، إلا أنهم أصروا على موقفهم، معتبرين أنه من الأجدى الالتفات إلى أوضاع حقوق الإنسان في الدول العربية، التي تعاني من انتهاكات تستحق الوقوف عندها.

وقالت "المناعي" إن "هناك انتهاكات حقوق الإنسان في كل مكان، وخاصة في الدول العربية، فلماذا يتم التركيز على فرنسا؟ فلنتركها وشأنها. لا يجب أن نحلق في سماء المثاليات، وعلينا أن نهتم بحقوق الإنسان العربي، وحقوق الإعلاميين العرب"، وفق ما نشره موقع صحيفة "العربي الجديد".

وأكدت على أن "الميثاق العربي لحقوق الإنسان مجرد حبر على ورق، والمكتوب في الميثاق شيء، والممارسة شيء آخر، فلنهتم بشؤوننا، ونترك أوروبا وشأنها".

كانت "المناعي" استنكرت في يوليو/تموز الماضي، خلال جلسة للبرلمان، تعمد تجاهل رئيسه السعودي اسم قطر ضمن مجموعة الدول التي قدمت الدعم المالي للأردن لتجاوز أزمته الاقتصادية.

وتأت هذه المواجهة البرلمانية العربية بالتزامن مع تداعيات قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي سلطت الأضواء على الانتهاكات الحقوقية في بعض الدول العربية بشكل عام والانتهاكات بحق الإعلاميين بشكل خاص.

واندلعت تظاهرات يرتدي المشاركون فيها سترات صفراء في العاصمة الفرنسية باريس منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ احتجاجا على قرار الحكومة برفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.