الجزائر.. بوتفليقة غائب منذ نوفمبر ومخاوف من تأجيل الرئاسيات

الجمعة 14 ديسمبر 2018 09:12 ص

أثار غياب الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة" عن المشهد السياسي تماما منذ حوالي شهر ونصف تساؤلات حول إمكانية تأجيل انتخابات الرئاسة المقبلة، خاصة بعد تراجع الأصوات المطالبة بترشيحه لولاية خامسة.

وكان آخر ظهور لـ"بوتفليقة" في احتفالات ذكرى اندلاع ثورة التحرير المصادف للأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

ومن المفترض أن يظهر "بوتفليقة" عند التوقيع على قانون الميزانية لسنة 2019، وهو موعد لا يمكن للرئيس تفاديه، كما أنه من الضروري بث صور عملية التوقيع التي تعقبها عادة صورة للرئيس مع الفريق الحكومي.

وخلال آخر ظهور له، بدا "بوتفليقة" متعباً أكثر من العادة، كما أن تغطية التلفزيون الحكومي كانت طويلة على غير العادة كذلك، دون أن يتحاشى من قام بالتصوير والتركيب بعض المشاهد التي كانت مزعجة وتظهر الوضع الصحي للرئيس.

ومنذ ذلك اليوم لم يظهر "بوتفليقة"، فلم يستقبل رئيس وزراء إيطاليا الذي زار الجزائر، كما أنه لم يستقبل الأمير "محمد بن سلمان" ولي العهد السعودي كذلك، وأصدرت الرئاسة بياناً يقول إن "بوتفليقة" لم يستقبل "بن سلمان" بسبب إصابته بانفلونزا حادة ألزمته الفراش، وهو ما فتح الباب أمام التساؤلات، خاصة في ظل مؤشرات أخرى، مثل تراجع الأصوات المطالبة بترشحه إلى ولاية خامسة، وتوقف ظهور أطراف جديدة تدعو إلى ما يسمى الاستمرارية، فضلاً عن ظهور أطراف تدعو صراحة إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها في الربيع المقبل، وأخرى لا تجد حرجاً في التأجيل، والغريب هو أن هذا الرأي عبرت عنه أحزاب تنتمي إلى التحالف الرئاسي ومحسوبة على الموالاة.

ومن المؤكد أن هناك حالة من الضبابية تسيطر على المشهد، فقبل حوالي أربعة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية وقبل أيام من استدعاء الهيئة الناخبة لا شيء يظهر في الأفق، ومن الصعب القول إن كانت الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد.

من الصعب كذلك التأكيد على أن "بوتفليقة" سيترشح إلى ولاية رئاسية خامسة، فالجميع يشعر أن هناك شيئاً يطبخ في الكواليس، وأن هناك صراعات صامتة وأخرى تأخذ أشكال تصفية حسابات، لكن ليس من السهل معرفة ما هو هذا الشيء، لأنه حتى سيناريو تأجيل الانتخابات أو تمديد الولاية الحالية للرئيس "بوتفليقة" صعب التحقيق قانونياً ودستورياً، إلا إذا تم التعامل مع الأمر بشرعية أو ضرورة الأمر الواقع بعيداً عن القانون والدستور.

ويرى مراقبون أن الصورة ستتضح مع بداية العام الجديد، وسيعرف توجه النظام خلال الانتخابات المقبلة، سواء قرر التجديد للرئيس "بوتفليقة" أو اختار أن يخوض الانتخابات بمرشح آخر.

لكن هناك مجموعة من المسلمات، فـ"بوتفليقة" كان دائماً يريد البقاء في الرئاسة مدى الحياة، كما أن الرؤساء الذين حكموا الجزائر منذ الاستقلال كانوا عسكريين سواء قبل الاستقلال أو بعده، وأن الجيش هو الذي حملهم إلى كرسي الرئاسة، وهو ما يثير تساؤلاً حول الدور الذي سيلعبه الجيش في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقد قال قائد أركان الجيش الفريق "أحمد قايد صالح" قال أكثر من مرة إن المؤسسة العسكرية لا تتدخل في السياسة، لكنه في المقابل أكد أنه سيظل وفياً للرئيس "عبد العزيز بوتفليقة"، وهو كلام يمكن أن يفهم منه أن الفريق "قايد صالح" لن يدعم مرشحاً غير "بوتفليقة"، في وقت تزايدت فيه الشائعات عن محاولات إبعاد "قايد صالح" من قيادة الأركان، وأخرى عن وجود صراعات بينه وبين الفريق الرئاسي، في انتظار انقشاع الضباب واتضاح الرؤية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة انتخابات الرئاسة اختفاء