مصر تمنع ورثة حسن كامي من التصرف بمكتبته التاريخية

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 06:12 ص

قررت وزيرة الثقافة المصرية "إيناس عبد الدايم" اتخاذ عدد من الإجراءات القانونية بدعوى "حماية" مقتنيات مكتبة الممثل والمغني الأوبرالي الراحل "حسن كامي"، والتي تضم مخطوطات وكتب ووثائق نادرة، بعد الترويج لـ"مخاطر" تصرف الورثة فيها وبيع مقتنياتها.

وشكلت الوزارة لجنة برئاسة رئيس دار الكتب والوثائق القومية "هشام عزمي"؛ لفحص وجرد كافة محتويات المكتبة وإعداد تقرير مفصل عنها على الفور لما تحتويه المكتبة التي تعد من أشهر مكتبات وسط القاهرة، من مقتنيات تراثية.

كما تمت مخاطبة النيابة العامة المصرية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على المقتنيات الفنية التراثية الموجودة بالمكتبة، وعدم تمكين أى من الورثة أو غيرهم من التصرف فيها إلا بعد انتهاء اللجنة المشكلة وفقا للمادة الثالثة من القانون 8 لسنة 2009 وتعديلاته من فحص وجرد محتويات المكتبة.

وجرى تكليف الإدارة المركزية للشؤون القانونية بوزارة الثقافة لإنذار كل من الورثة والحائز للمكتبة بمنع التصرف فى محتوياتها إلا بعد انتهاء أعمال اللجنة.

وتعج المكتبة بالآلاف من الكتب والمخطوطات والرسومات النادرة والتراثية، التي يبلغ عمر بعضها أكثر من قرن ونصف.

ودعا رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب، "أسامة هيكل"، ورثة "كامي" إلى التبرع بمكتبة الفنان الراحل للدولة.

يأتي هذا مع الاستحضار اللافت للمادة الـ11 من قانون حماية المخطوطات، التي تنص على جواز أن تستولي الهيئة العامة لدار الكتب على أي مخطوط تحقيقا لمصلحة قومية.

وحسب "أسامة هيكل"، الذي اضطلع بالمهمة تحت قبة البرلمان، فقد رأى في تنازل ورثة كامي عن مكتبة "المستشرق" للدولة "التزاما منهم بدورهم الوطني إزاء بلدهم"؛ بذريعة احتوائها على كتب تاريخية وثقافية قيمة، مشددا على أهمية تسليمها إلى مكتبة الإسكندرية أو دار الكتب، حيث يمكن للكثيرين الاستفادة منها.

بدورها، قالت وكيل اللجنة البرلمانية ذاتها، "جليلة عثمان"، إن "قانون حماية المخطوطات يُلزم بتسليم مكتبة كامي إلى الدولة، ممثلة في دار الكتب والمحفوظات، ما دامت تحتوي على كتب ولوحات فنية وتاريخية نادرة"، مشيرة إلى أن "القانون ينص على أيلولة الكتب والمخطوطات التاريخية النادرة إلى الدولة، مع تعويض أصحابها أو الورثة عنها".

وأفاد "هيكل"، في اجتماع مصغر للجنة، الإثنين، بأن محتويات المكتبة من مخطوطات نادرة مكتوبة بخط اليد ينطبق عليها قانون المخطوطات، وهو ما يُلزم بتسليمها إلى الدولة مع تعويض الورثة.

وتضم مكتبة "المستشرق" أكثر من 40 ألف عنوان، منها نسخة من بين 3 نسخ حول العالم لكتاب "وصف مصر القديم"، يعود تاريخها إلى عام 1812، ونسخة من مجموعة "بروس عن نهر النيل"، والمكونة من خمسة أجزاء، وكُتبت في القرن الثامن عشر الميلادي، و"كتب الاستشراق الأولى"، وبعض الأطالس النادرة، ومقتنيات مكتبة "هاشيت" الفرنسية الشهيرة، والتي حُرقت ودُمرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وفي واجهة المكتبة الزجاجية، يبرز كتاب "فنون الطهي الحديث" لمؤلفيه "أبي زيد أمين" و"طغيان سعيد"، الذي طُبع عام 1934 في مطبعة "المقتطف والمقطم"، ويصل سعره إلى نحو 30 ألف جنيه (1680 دولارا تقريبا)، علاوة على كتب أصلية باللغتين الفرنسية والإنجليزية عن المساجد الإسلامية، وملكات وملوك مصر، ومجلدات خطها مستشرقون قُدامى، ولوحات مرسومة لمشاهد تراثية.

ولحق "كامي" بزوجته "نجوى" وابنه "شريف"، الجمعة الماضية، عن عمر ناهز 82 عاما، إذ عاش وحيدا طيلة السنوات الست الماضية منذ رحيل زوجته؛ ما تسبب في ابتعاده عن الغناء الأوبرالي منذ وفاتها، وعدم الظهور إلا في بعض التجارب التمثيلية، منها فيلم "قدرات غير عادية" في دور صغير، وكذلك ضيف شرف في المسلسل الخليجي "قلبي معي" الذي عُرض العام الماضي.

ولم يكن للتمثيل مساحة كبيرة في حياة الفنان الراحل، كونه في الأساس من أشهر فناني الأوبرا منذ عام 1963، والتي درسها بشكل أكاديمي في مصر وإيطاليا، وأدى دور البطولة في أوبرات عالمية في كل من بولندا وفرنسا وأمريكا واليابان والدنمارك، وحصل على العديد من الجوائز الدولية وشهادات التقدير.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حسن كامي مصر مكتبة المستشرق مخطوطات نادرة كتب نادرة