استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مراكز الدراسات الاستراتيجية تسوّق للحروب

الجمعة 21 ديسمبر 2018 04:12 ص

مراكز الدراسات الاستراتيجية تسوّق للحروب

حين تواصلت مع المحلل الاستراتيجي أنتوني كوردسمان أول مرة - كنت طالب دكتوراة في ‏‏2002 - لم يكن سخياً معي، وأما المرة الثانية ففي مؤتمر مؤسّسة الفكر العربي «فكر 16» في دبي، ‏أبريل 2018‎، فرغم تناوله الغداء على طاولتي فإنه كان متحفظاً أيضاً.

وفي ‏الدورة الخامسة لمنتدى دراسات الخليج بالدوحة 2 ديسمبر 2018، استفزني ‏حين قال في كلمته، إنه لا تعاون ولا قدرات ملموسة بين دول الخليج، فكانت ‏مداخلتي أن تحليلاته تقوم على إحصائيات ينقلها من حاسوبه، ويتحاشى ‏الوصول إلى نتائج تكشف أن من لم يشم دخان الحرب يوماً لا يمكن أن ‏يستشرف مستقبل الصراعات المسلحة.

بل إن السيد كوردسمان نفسه لم يدخل ‏معسكراً خليجياً واحداً ليعلم إن كنا نتعاون أم لا! ورحت أعدّد له مجالات التعاون ‏العسكرية المنشورة في موقع مجلس التعاون، وبعد أن أخرجت ما «يقرقع ‏بخاطري» وجدت الرجل العجوز يسأل عني الزميلة العزيزة هدى الدخيل.

فقد نسي غداء العام الماضي، وفي ‏اليومين التاليين تناولنا الوجبات الثلاث معاً في حوارات عميقة عن الاستراتيجية ‏والبدو وحياته في شيكاغو وأقربائه الفلاحين.

لكن ‏توني العجوز الطيب في 2 ديسمبر 2018م، عاد وفياً للقيم الرأسمالية التي يعتنقها بالتسويق للحرب كمنتج وبضاعة من ‏خلال تخويفنا بحرب مقبلة مع إيران، معتمداً على ما حصل عليه من إحصائيات ‏حول الأسلحة من معهد ستوكهولم للسلام SIPRI، ومن مجلة جينز JANES، دون إشارة من قريب ‏أو بعيد لمعلومات استخبارية يمكن أن يكون قد حصل عليها عن تمرينات إنزال أو مناورات انفتاح عن بعد ‏من إيران أو من دول الخليج.

بل راح في مقاله في صفحة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS المعنون: «دول الخليج العربية وإيران: الإنفاق العسكري، التحديث، وتحول التوازن العسكري»،‏ راح يستعرض سباق التسلح وتوازن القوى العسكرية في منطقة ‏الخليج.

وذكّر بأنها باتت قضية عسكرية خطيرة في الشرق الأوسط، وأن المخاطر الناجمة عن سباق التسلح في الإقليم لم تتراجع مع مرور الزمن، بل ارتفعت بحدة جملة من ‏العناصر الخاصة بالسباق في السنوات الأخيرة، محذّراً من اندلاع اشتباكات ‏عسكرية في المدى القريب، استناداً لقواعد الصراع مع إيران، التي يتمدد ‏نفوذها في الخليج والعراق وسوريا، وفي الحرب اليمنية.

وخلص إلى القول إن ‏الرد الإيراني على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتنامي ‏معدلات التوتر بين دول الخليج، والنتيجة غير المحسومة في الحرب ضد «‏داعش» والحرب الأهلية في سوريا، كلها عوامل تساهم باطراد في تدهور ‏المناخ الأمني لمستويات مقلقة وتقود إلى الحرب.

في تسويق رأسمالي فج للحروب، تربط مراكز الأبحاث الاستراتيجية الغربية التسلح بقيام الصراعات، متجاوزة أن جيوش دول مجلس التعاون تمر بمراحل بناء، ثم تطوير، ثم تحديث، وأن ‏الأسلحة تُشترى لخلق التوازن الاستراتيجي، كما تُشترى للردع، وليس ‏بالضرورة لدخول الحروب.

* د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة أمن الخليج.

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

تسويق الحروب تسلح توازن استراتيجي الردع مراكز الأبحاث الاستراتيجية الغربية أنتوني كوردسمان إيران الاتفاق النووي دول الخليج المناخ الأمني