2018.. بداية ونهاية آل الشيخ مع الرياضة السعودية والمصرية

الجمعة 28 ديسمبر 2018 01:12 ص

مع اقتراب عام 2018 من نهايته سقط "تركي آل الشيخ" من أعلى هرم الرياضة السعودية؛ حيث تم إعفائه من رئاسة الهيئة العامة للرياضة بعد عام و3 أشهر فقط من توليه المنصب، الذي تفنن من خلاله في إشعال الأزمات والخلافات بين الأشقاء في الوطن العربي.

وتولى "آل الشيخ"، يوم 6 سبتمبر/أيلول 2017، رئاسة الهيئة العامة للرياضة السعودية، خلفاً لـ"محمد بن عبدالملك آل الشيخ" الذي أعفي آنذاك بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، وجاء بعد يوم من تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2018، لينسب هذا الإنجاز لنفسه دون وجه حق. 

ولم يكن لـ"آل الشيخ" أي دور في تأهل السعودية لمونديال 2018، لكن تحت رئاسته حققت المملكة فشلا ذريعا بعد خروج منتخبها من دور المجموعات بهزيمتين، وفوز تحصيل حاصل على حساب منتخب مصر بعد تأكد الإقصاء.

وتلقت السعودية هزيمة مذلة في افتتاح النسخة المونديالية بخماسية نظيفة على يد منتخب روسيا، بنتيجة 5-1، وعلى مرأى ومسمع "محمد بن سلمان"، ثم تلتها خسارة ثانية أمام أوروغواي، ليحزم المنتخب الخليجي حقائبه ويعود إلى الرياض مبكرا.

ووجهت أصابع الاتهام إلى "آل الشيخ" بهذا الإخفاق، بسبب إقالته للمدرب الهولندي "بيرت فان مارفيك"، الذي أوصل الأخضر لكأس العالم، ثم تعاقد مع الأرجنتيني "إدغاردو باوزا"، ليقيله بعد شهرين فقط، ويعين مواطنه "خوان أنطونيو بيتزي".

واستحوذ "آل الشيخ" على مناصب رياضية أخرى، على غرار رئاسة اللجنة الأولمبية السعودية، إضافة إلى تزعمه الاتحاد العربي لكرة القدم، والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي.

وتدخل "آل الشيخ" في كل شاردة وواردة تتعلق بالرياضة السعودية، من خلال قرارات وإعفاءات باتت تصدر بشكل شبه يومي، وتوصف بأنها عبثية وغير مدروسة، وحاول تعيين رجاله في أرفع المناصب، بغية بسط هيمنته الكاملة على القرار الرياضي السعودي.

وعرفت فترة رئاسة "آل الشيخ" لهيئة الرياضة فشلا ذريعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ حيث أهدر مئات الملايين من الدولارات على مشاريع محلية فاشلة.

كما بدا وكأنه رئيس لكل الأندية، يتدخل فيها كيفما يشاء، ما أوقعه في صراعات مع الأندية وجماهيرها داخل بلاده وخارجها.

وفي السعودية حول "آل الشيخ" جميع الأندية السعودية إلى ما يشبه نادٍ واحد برئاسته، يقرر تعين أو إقالة من يشاء كما حدث في الهلال بتعيين "سامي الجابر" في منصب الرئيس قبل أن يقرر إقالته بعد شهور قليلة.

وفي الوطن العربي اتهمته الجماهير العربية بمحاولة فرض هيمنته وسيطرته على المشهد الرياضي.

إذ ثارت الجماهير المصرية غضبا من "آل الشيخ" بعدما اشترى ناديا مغمورا يدعى "الأسيوطي سبورت"، وغير اسمه إلى "بيراميدز"، وعزز صفوفه بلاعبين محليين وأجانب مقابل مبالغ مالية طائلة، فضلا عن إطلاقه قناة رياضية تضم أبرز وجوه الإعلام الرياضي في مصر، في مسعى حثيث لبسط نفوذه كاملا على الكرة المصرية.

كما دخل في خلافات وقضايا في أروقة المحاكم مع إدارة النادي الأهلي المصري، التي عينته رئيسا شرفيا، قبل أن تقيله لاتهامه بمحاولة السيطرة على العملاق القاهري، كما دخل في حرب مفتوحة مع جماهير القلعة الحمراء، التي هتفت ضده في أكثر من مناسبة ما دفعه للتفكير في الانسحاب من الاستثمار في مصر، وقرر إغلاق قناة "بيراميدز".

وثارت جماهير قطر والكويت والمغرب وتونس غضبا، وأظهرت استياءً عارما بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، مثل وصف وزير الشباب الكويتي "خالد الروضان" بـ"المرتزق"، إضافة إلى وصفه أبرز وجوه الإعلام الرياضي التونسي بأنهم "خونة" و"حشرات".

كما دأب على وصف قطر بـ"الدويلة"، على حد تعبيره، ووصف المغرب بأنها "قبلة للباحثين عن المتعة الجنسية"، علاوة على تصويته لصالح الملف الأمريكي الثلاثي المشترك على حساب الرباط فيما يتعلق بتنظيم مونديال عام 2026، في سابقة هي الأولى من نوعها بين الدول العربية.

وفاجأ "آل الشيخ" المجتمع السعودي بجلب فعاليات رياضية غريبة ودخيلة على طبيعته؛ إذ وقع عقدا حصريا باستضافة البلاد عروض المصارعة الحرة وما تتضمنها من مشاهد عنف وعري.

وعقب إقالة "آل الشيخ" من منصبه كرئيس لهيئة الرياضة وتعيين "عبدالعزيز بن تركي الفيصل"، بدلا منه، تقدم باستقالته من رئاسة اللجنة الأولمبية السعودية، لكنه ما يزال يتولى رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم ورئاسة الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي.

  كلمات مفتاحية

السعودية هيئة الرياضة السعودية هيئة الترفيه تركي آل الشيخ الأهلي

رسميا.. استقالة آل الشيخ من رئاسة الأولمبية السعودية