لثلاثة أسابيع متتالية، لم يحصل أبٌ في مدينة غيسن الألمانية على أي إشارة تفيد بوجود ابنه الشاب (18 عاماً) على قيد الحياة، منذ اختفائه بشكل مفاجئ عقب وصوله إلى مصر.

ويقول والد الشاب، الذي ينحدر من أصل مصري، إن ابنه جرى توقيفه من قبل قوات الأمن في مدينة الأقصر السياحية (جنوب البلاد)، عندما كان في طريقه للقاهرة.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية، الأحد، إنها تأخذ الحادثة على "محمل الجد"، وأنها تسعى بشدة للحصول على توضيح.

وأشارت الوزارة إلى أن السفارة الألمانية في القاهرة تجري اتصالات مع السلطات المعنية وأقارب الشاب و"تبذل جهدا كبيرا " من أجل كشف ملابسات اختفائه.

وبحسب تقارير إعلامية، فإنه من المرجح بشدة أن يكون اختفاء الشاب بسبب احتجازه من قبل قوات الأمن المصرية.

ونقلت صحيفة "هيسنشاو" الألمانية في موقعها على الإنترنت، الأحد، عن والد الشاب، قوله إنه تم إلقاء القبض على ابنه في أعقاب وصول الابن إلى الأقصر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وأشار الوالد إلى أن شقيقه علم بهذا في القاهرة، بحسب ما نقلته "دويتش فيلله" الألمانية.

ويحاول الأب تفسير سبب اعتقال ولده، فيشير، في حديثه مع الصحيفة، إلى احتمال أنه ربما حدث تشابه في الأسماء بين ابنه، الذي يحمل جواز سفر ألماني، وشخص آخر.

ثم يعود الأب لطرح سبب آخر بأنه ربما كان طريق الرحلة سببا للشكوك في أمر ابنه، لأنه لم يسافر مباشرة للقاهرة، مضيفا "الطريق عبر الأقصر اختاره الطالب بسبب رخص التكلفة".

وكان الشاب يعتزم زيارة جده في القاهرة.

وأكدت صحيفة "غيسنر ألغماينه" اختفاء الطالب الألماني وفقدان التواصل معه في مصر بعد وصوله إلى مطار الأقصر يوم الإثنين 17 ديسمبر/ كانون الأول.

وكان من المخطط أن يواصل في نفس اليوم رحلته إلى القاهرة، لكنه لم يصل أبدا، حسب رواية والده للصحيفة.

ويثير اختفاء الأجانب في مصر مخاوف كبيرة من التعرض إلى مصير مشابه للباحث الإيطالي الشاب، "جوليو ريجيني"، الذي اختفى في القاهرة في يناير/كانون الثاني 2016 قبل العثور على جثته وعليها آثار تعذيب.

وتتهم وسائل إعلام إيطالية الأجهزة الأمنية بأنها اختطفت وعذبت "ريجيني" حتى الموت، وهو ما تنفيه القاهرة مؤكدة أنها تجري تحقيقات شفافة وتطلع عليها الجانب الإيطالي، لكن إيطاليا مؤخرا اتخذت إجراءات تصعيدية وأعلنت أنها تشتبه في رجال أمن مصريين بأنهم تورطوا في القضية.