اتفاق الحديدة يترنح.. واتهامات متبادلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين

الأربعاء 9 يناير 2019 10:01 ص

يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن "مارتن غريفيث"، جولة جديدة في المنطقة، على أمل الدفع نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة (غرب)، الذي توصل إليه طرفا النزاع اليمني، في مشاورات السويد، الشهر الماضي.

ويتعرض الاتفاق الذي بدأ سريانه في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي لخروقات متعددة، وسط مخاوف من استمرار النزاع المعقد منذ سنوات. 

وقال ركن التوجيه المعنوي في قوات "العمالقة" الحكومية، "محمد شلي"، إن "القتال ما يزال يتجدد بين الطرفين (..) المسلحون الحوثيون خرقوا اتفاق وقف إطلاق النار مرات عديدة".

وتستمر الخروقات رغم تواجد فريق المراقبين الدوليين في الحديدة، ما دفع الفريق إلى القول بأن الاتفاق يترنح.

وأضاف: "ميليشيا الحوثي نكثت بالعهود والمواثيق، وحتى اليوم تعيد ترتيب وضعها العسكري وتدفع بتعزيزات كبيرة من المسلحين والأسلحة الثقيلة، في ظل التزامنا بالاتفاق".

تلويح بهجوم

بحسب اتفاق السويد، على رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار رفع تقرير أسبوعي إلى مجلس الأمن يرصد التقدم في تطبيق الاتفاق، لكن الجنرال الهولندي "باتريك كاميرت" ما يزال يتعامل مع الملف بدبلوماسية.

ومنذ بدء مهامه، أصدر "كاميرت" بيانا واحدا يوضح طبيعة الأوضاع في الحديدة، تعليقا على تسليم الحوثيين ميناء الحديدة إلى قوات خفر سواحل تابعة لهم، بدعوى أنهم ينفذون الاتفاق.

وترى الحكومة اليمنية أن "كاميرت" لم يكن حازما في الضغط على الحوثيين لتنفيذ الاتفاق، بحسب المتحدث باسم قوات العمالقة الحكومية، "مأمون المهجمي".

وأوضح "المهجمي" أن "الجانب الحكومي مستعد في أي لحظة لتطبيق الاتفاق.. طُلب منّا أن نفتح الطريق الرئيسي للمدينة، وحين وصلت الجرافات لإزالة الحواجز استهدفها الحوثيون بصواريخ موجهة، وفي كل يوم نسجل العشرات من الخروقات لوقف إطلاق النار".

وتابع: "نأسف للتجاهل المتكرر من جانب كاميرت للإفصاح عن الطرف المعرقل لتطبيق الاتفاق.. أعتقد أننا صبرنا كثيرا أمام استهتار الميليشيا بالاتفاقات، وربما نصل إلى لحظة نكون فيها مجبرين على بدء عملية عسكرية للسيطرة على المدينة".

والأحد، التقى "غريفيث"، قيادات في جماعة الحوثي، في مقدمتهم زعيمها "عبدالملك الحوثي".

وقال المتحدث باسم الجماعة، "محمد عبدالسلام"، إن "الحوثي" أكد على ضرورة تسريع تطبيق اتفاق السويد.

ويفيد مصدر في الإدارة الحوثية، لـ"الأناضول"، بأن "المبعوث الأممي التقى كاميرت في صنعاء، وأبدى غريفيث اعتراضه على ما تحقق حتى اللحظة، وقال إن ما حصل لا يُشجع".

وأضاف: "أبدينا لغريفيث استعدادنا لتنفيذ الاتفاق، وأبلغناه بالخطوات التي أٌنجزت حتى اللحظة فيما يتعلق بتسليم ميناء الحديدة إلى السلطة المحلية وقوات خفر السواحل، لكن الطرف الآخر يبحث عن عرقلة الاتفاق، كونه لا يمتلك سلطة القرار".

وغادر "غريفيث" صنعاء، الإثنين إلى الرياض، ويبدو أنه غير راضٍ عما توصل إليها من نتائج مع الحوثيين، حتى إنه رفض الإدلاء بأي تصريحات لصحفيين.

صياغة مطاطية

يذهب مراقبون إلى أن صياغة اتفاق السويد قابلة لتفسيرات متعددة، ما جعل كل طرف يصر على تفسيره وفق ما يراه مناسبا له، وهو ما عقد من مهمة الجنرال "كاميرت" في تنفيذ بنود الاتفاق.

في ظل غموض الصياغة، يرى الحوثيون أنهم هم السلطة المحلية التي يجب أن تُسلم إليها محافظة الحديدة، بينما ترى الحكومة أنها هي التي تملك التحدث باسم السلطة المحلية.

وتطالب الحكومة بإعادة الوضع في الحديدة إلى ما قبل سبتمبر/أيلول 2014، وتتهم الحوثيين بإلباس قواتهم في المحافظة زي الأمن المحلي، وتدوين أسمائهم في كشوف السلطة المحلية.

ويفسر المحلل السياسي اليمني، "مصطفى الجبزي"، تعثر الاتفاق بأن "صياغته مطاطة، وتطبيقه يتطلب وقتا.. ومن المبكر أن يتسرع أحد بإعلان فشل الاتفاق، وإن كان عمليا في حكم المتعثر".

وبحسب اتفاق السويد، فإنه كان على الحوثيين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من مدينة الحديدة بحلول نهاية يوم 7 يناير/كانون الثاني الجاري.

وتأمل الأمم المتحدة أن ينجح اتفاق الحديدة، كخطوة على طريق إنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من 4 سنوات، بين القوات الموالية للحكومة، والمسلحين الحوثيين المسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ 2014.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

اليمن اتفاق الحديدة مشاورات السويد مارتن غريفيث الحوثي التحالف العربي