نصف الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مصابون بحساسية طعام ليسوا كذلك

الخميس 10 يناير 2019 12:01 م

كثير من الناس قد يعتقدون أنهم مصابون بحساسية من طعام معين، ويحرمون أنفسهم منه، لكن الحقيقة أنهم غير مصابين به وفق ما كشفته دراسة أمريكية حديثة.

اعتقاد خاطئ شائع

وجد الباحثون أن 19% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أنهم مصابون بحساسية غذائية، ولكن عندما حقق الفريق في أعراضهم، وجدوا أن النسبة الحقيقية هي 10.8% فقط، أي أن ما يقرب من النصف اعتقادهم خاطئ.

وقالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة "روتشي جوبتا"، إن الناس قد يظنون أن بعض الأعراض التي تحدث لهم عند تناول الطعام هي حساسية، لكن الجاني الحقيقي قد يكون شيئاً آخر.

الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الحقيقية لديهم رد فعل مناعي ضد البروتينات في طعام معين، وهذه التفاعلات يمكن أن تكون شديدة في بعض الأحيان، بما في ذلك صعوبات في التنفس تهدد الحياة أو تخفض ضغط الدم، لهذا من المهم الحصول على تشخيص دقيق.

وقال الدكتور "واين شريفلر" المختص في أبحاث الحساسية الغذائية، إن الذين يعانون من حساسية حقيقية يحتاجون إلى القضاء التام على الطعام المحفز من نظامهم الغذائي، ويجب أن يحصلوا على إرشادات طبية حول كيفية القيام بذلك، كما يجب أن يحصلوا على دواء معهم يستخدمونه في حالات الطوارئ.

أما الأشخاص الذين ليست لديهم حساسية، فعليهم أن يعرفوا بالحقيقة لئلا يحرموا أنفسهم بدون داع، وفقاً لرأي الباحث.

اضطرابات طعام أخرى

ما هي الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تسبب متاعباً وقد نظنها حساسية إذن؟ إن أحد الاحتمالات هو عدم تحمل الطعام مثل صعوبة هضم اللاكتوز (وهو السكر الموجود في الحليب).

وعلى عكس الحساسية، لا يشمل اضطراب "عدم تحمل الطعام" جهاز المناعة، فهو ينشأ من مشكلة في الجهاز الهضمي - مثل نقص الإنزيم الهاضم - ما يجعل من الصعب تكسير طعام معين.

هناك أيضاً متلازمة الحساسية الفموية، ويحدث ذلك عندما يكون لدى شخص مصاب بحساسية حبوب اللقاح رد فعل تحسسي تجاه طعام يحتوي على بروتينات مماثلة لحبوب اللقاح - عادة ما تكون فاكهة أو خضروات خام - وتشمل الأعراض الحكة في الفم أو الحلق، أو التورم حول الشفتين.

هذا النوع من التفاعل لا يهدد الحياة، وقد يكون الناس قادرين على تجنبه ببساطة عن طريق طهي المنتجات التي تسبب لهم ذلك.

تضمنت الدراسة أكثر من 40 ألف بالغ أمريكي، ووجدت أن نصف الذين يعتقدون بإصابتهم بحساسية غذائية، أظهروا أعراضاً حقيقية مثل انقباض الحلق أو تورم الشفة أو اللسان أو القيء أو صعوبة في التنفس أو سرعة ضربات القلب، بعض الأعراض الأخرى - مثل المغص أو الإسهال - لم تعتبر مقنعة، لأنها أكثر احتمالاً للإشارة إلى "عدم تحمل الطعام".

المحار أكبر جانٍ

من بين الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الحقيقية، كان المحار هو السبب الأكثر شيوعًا، حيث يقدر أن 3% من البالغين لديهم حساسية من المحار، تليها حساسية الحليب (1.9%) وحساسية الفول السوداني (1.8%)، وأظهرت النتائج أن العديد من الأشخاص لديهم أكثر من حساسية غذائية واحدة.

ومما يثير الدهشة أن الحساسية غالباً ما تطورت في سن البلوغ، وليس الطفولة، حيث كان نصف من لديهم أعراض مقنعة قد طوروا على الأقل واحدة من أنواع حساسيتهم وهم بالغون، والسبب لذلك ما يزال غير واضح تماماً.

نصف المشاركين المصابين بأعراض مقنعة فقط تلقوا تشخيصاً رسمياً، إذ إن الكثيرين يشخصون أنفسهم ولا يذهبون للطبيب، لكن هذا يعني أن الأطباء قد يفوتون التشخيص، ما دفع الباحثين لأن يقولوا إن بحثهم هو "نداء يوقظ الأطباء".

  كلمات مفتاحية

حساسية الطعام المحار اللاكتوز منتجات الألبان