أصدر مجلس اللوردات البريطاني، الإثنين، توبيخاً لاذعاً لاتفاق رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وحذر من مخاطر الخروج دون اتفاق.

جاء ذلك في تصويت للمجلس على إجراء بشأن رفض الاتفاق، وافق عليه 321 عضواً مقابل 152 صوتاً، ما اعتبره مراقبون مؤشرا على هزيمة تاريخية لـ"ماي" في تصويت مماثل، الثلاثاء، أمام مجلس العموم.

 وبعد نقاش مطول، استمر 3 أيام، حذر أعضاء بمجلس اللوردات من أن اتفاق "ماي" مع الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يضر بالازدهار الاقتصادي والأمن الداخلي والنفوذ العالمي لبريطانيا.

كما دعا الإجراء إلى حث أعضاء البرلمان على رفض الخروج من الاتحاد دون اتفاق بشكل قاطع.

ومن جانبها، حذرت "ماي" معارضي اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنهم "سيخيبون آمال الشعب"، و"يخاطرون بعدم الوفاء بمطالبه".

وفي كلمة لها أمام أعضاء مجلس العموم، حثت "ماي" النواب على إعادة النظر في اتفاق بريكست، مشيرة إلى أن "كتب التاريخ" ستحكم إن كان النواب صدقوا على الاتفاق بعد ضمان حماية الاقتصاد والأمن.

وأضافت: "سنغادر الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/آذار (..) أعتقد أنه من المهم الوفاء بنتيجة الاستفتاء الذي أجري عام 2016 من أجل ديمقراطيتنا".

وأشارت "ماي" إلى أن التعهدات المكتوبة، الصادرة عن مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "لها قوة قانونية، ويجب أن يُرحِب بها النواب الذين لديهم تحفظات على اتفاق بريكست".

واختتمت رئيسة الوزراء كلمتها قائلة إن نواب البرلمان القلقين بشأن بروتوكول استراتيجية شبكة الأمان الخاصة بإيرلندا "باكستوب"، لضمان وجود حدود أيرلندية مفتوحة بعد "بريكست"، يجب أن ينحوا شكوكهم جانبا، وأن يدعموا الاتفاق في تصويت الثلاثاء.

وفي هذا الإطار، نشرت "ماي" رسالة مشتركة من رئيس المجلس الأوروبي "دونالد تاسك" ورئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر"، أكدا فيه "الالتزام الراسخ" بأنه في حال استخدام شبكة الأمان الخاصة بأيرلندا "باكستوب"، فإن ذلك سيتم "لأقصر فترة ممكنة".

لكن "تاسك" و"يونكر" شددا على أنهما لا يستطيعان إضافة أي شيء لتغيير شروط الصفقة التي تم التفاوض عليها مع رئيسة الوزراء البريطانية حول "بريكست".

بالمقابل، أكد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض "جيرمي كوربين" أن "ماي" ستواجه "هزيمة نكراء"، الثلاثاء، خلال التصويت على "بريكست"، مبشرا النواب المنتمين لحزبه بأن "التصويت على حجب الثقة من رئيسة الوزراء بات قريباً".

وسيصوت حزب العمال وأحزاب المعارضة الأخرى ضد الاتفاق في حين يمكن أن ينضم إليهم نحو 100 نائب محافظ، ونواب الحزب الاتحادي الديمقراطي البالغ عددهم 10 نواب.

وكان من المقرر إجراء التصويت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن "ماي" ألغته في اللحظة الأخيرة، لأنها كانت تتوقع هزيمة قاسية.

وعشية تصويت مجلس العموم، أعلن الوزير البريطاني المكلّف بضمان التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في البرلمان "غاريث جونسون"، الإثنين، استقالته، قائلا إنه "لا يستطيع دعم صفقة ماي".

ومع هذه الاستقالة، باتت خسارة رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" التصويت في البرلمان، الثلاثاء، شبه محسومة، بحسب مراقبين.