بذكرى رحيلها.. سر عدم تجسيد فاتن حمامة روايات محفوظ

الأربعاء 16 يناير 2019 12:01 م

تحل الذكرى الرابعة لرحيل سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة"، التي أثرت الحياة الفنية المصرية بعدد كبير من أعمالها السينمائية الخالدة رغم مرور سنوات طويلة على تقديمها، فقدمت أفلاما مأخوذة من روايات أبرز الكتاب والأدباء المصريين، مثل: "إحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، ويوسف إدريس، وتوفيق الحكيم".

وبينما كان الأديب الوحيد الذى لم تتعاون معه هو الروائي العالمي "نجيب محفوظ" مع أنه كتب لها السيناريو الخاص بفيلمي "الطريق المسدود" عن قصة لـ"إحسان عبدالقدوس"، وحوار "السيد بدير"، و"لك يوم يا ظالم" قصة "إميل زولا"، وحوار "السيد بدير" أيضا.

كما أعد "نجيب" لها سينمائيا فيلم "إمبراطورية ميم" قصة وحوار "إحسان عبدالقدوس".

ومن المعلومات غير المُتداولة أن "فاتن حمامة"، بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم "الخيط الرفيع"، قصة وحوار "إحسان عبدالقدوس"، وسيناريو "يوسف فرنسيس"، والذى يعتبر فيلم العودة للسينما المصرية بعد فترة انقطاع دامت 5 سنوات، وقع اختيارها عام 1972 على قصة "الشريدة" لـ"نجيب محفوظ" لتقوم ببطولتها على أن يقوم بإخراجها "هنري بركات".

وقالت في حوار لها مع مجلة "الشبكة" اللبنانية إن القصة أعجبتها واتصلت بالأديب "نجيب محفوظ" لأخذ موافقته على تحويلها لفيلم فوافق مرحبا، خاصة أنها ستكون أول لقاء بينهما بعد تقديمهما لثلاثة أفلام كتب لها السيناريو.

وقالت "فاتن حمامة" في المقابلة حينها إن "القصة لها مغزى جميل وهو أن السعادة كثيرا ما تتحول إلى لعبة في أيدينا نحطمها ثم نبكي عليها، كما يفعل الأطفال بالضبط، ولقد طلبت تغيير اسم القصة حتى لا تختلط على الأذهان بفيلم قديم اسمه المتشرد".

وفي هذه الفترة انشغلت "فاتن" بحياتها الخاصة، بعد طلاقها من "عمر الشريف"، كما انشغلت بمشروعها التليفزيونى مع مجموعة من المخرجين مثل "سعيد مرزوق" الذي قدمت معه الفيلم التليفزيونى "أغنية الموت"، والمخرج "بركات" الذي قدمت له "ساحرة".

وعندما تذكرت "فاتن" قصة "الشريدة" كان عمرها قد كبر عن تجسيد الشخصية كما ذكرت هي في حوار لها في "الأهرام".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تعجب فيها بقصة للأديب العالمي، ولا تتمكن من تمثيلها، ففي عام 1960 وقع اختيار المخرج "صلاح أبوسيف" على قصة "نجيب محفوظ"، "بداية ونهاية" لتقديمها للسينما، ورأى أن "فاتن حمامة" الأنسب لدور "نفيسة"، الفتاة الفقيرة التي تفتقر للجمال، والتي تقع في حب ابن البقال فيستغل حبها ويسلبها شرفها.

وبرغم إعجابها الشديد بالقصة والدور، لكنها خشيت من أن تصدم جمهورها بتجسيدها دور فتاة منحرفة تنتحر في النهاية، فاعتذرت لـ"أبوسيف" الذي لم يحاول الضغظ عليها ومحاولة إقناعها، واختار بدلا منها "سناء جميل".

وبعد الانتهاء من التصوير، وفي حفلة العرض الخاص، دعا "صلاح أبوسيف" مجموعة من الفنانين لمشاهدة الفيلم قبل تقديمه للجمهور، ومنهم "فاتن حمامه"، وشاءت الأقدار أن تأتى جلستها خلف "أبوسيف" مباشرة، وبدأ عرض الفيلم.

وبحسب الصحف المصرية، فقد تأثرت الممثلة المصرية بالبطلة، ومع كل مشهد من المشاهد كانت تشعر بأنها أخطأت بعدم قبول الدور، ولم تستطع أن تصبر حتى نهاية العرض لتبلغ المخرج، بل ربتت على ظهره وهمست له: "أنا آسفة لأني لم أؤد دور نفيسة".

وعن عدم تقديمها عملا لـ"نجيب محفوظ" قالت للكاتبة الصحفية "زينب عبدالرازق" في حوار بينهما: "أشعر بسوء الحظ الشديد لعدم تقديمي رواية لنجيب محفوظ، لكن للأسف المصادفة فقط كانت وراء ذلك".

وتابعت: "نساء نجيب محفوظ في رواياته نمط مختلف عني خصوصا في المرحلة الواقعية التي انتهت بالثلاثية العبقرية: بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية"، مضيفة: "من سوء حظي عندما كنت صغيرة فإن معظم رواياته قدمت للسينما، وبطلاته كن أكبر مني سنا، وأيضا كان معظمهن من بنات الهوى وهذا لم يكن يناسبني لا شكلا ولا حتى في تكويني الجسدي".

ومن جهته قال عنها "الأديب العالمي": "فاتن حمامة ممتازة، وأدوارها ممتازة وهي تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وهذا ليس من فراغ، ولقد أعجبت بتجسيدها دور آمنة في رائعة دعاء الكروان، كما قدمت أفلاما أخرى رائعة، واستطاعت أن تحافظ على موهبتها التي منحها الله لها، وأن تنميها، وهذا لأن لديها ثقافة عميقة وإرادة قوية".

  كلمات مفتاحية

فاتن حمامة نجيب محفوظ دعاء الكروان يوسف السباعي

تمثال فاتن حمامة.. صراع بين أسرتها ووزارة الثقافة المصرية

افتتاح متحف نجيب محفوظ في القاهرة