«ديبكا»: محادثات إيرانية سورية بمشاركة «حزب الله» حول الحرب في سوريا

السبت 2 مايو 2015 02:05 ص

قالت مصادر استخباراتية تابعه لموقع «ديبكا» الإسرائيلي، إن وفدًا رفيع المستوى من جماعة حزب الله ذهب سرا إلى طهران، يوم الثلاثاء الماضي، جنبا إلى جنب مع مجموعة عسكرية كبيرة بقيادة وزير الدفاع السوري «فهد جاسم الفريج»، حيث يشارك الوفدان لمدة 4 أيام في مناقشة عدة مشاورات عسكرية واستخباراتية مع المسؤولين الإيرانيين حول حالة الحرب في سوريا والترتيب لضرب إسرائيل في الجولان.

ونقل الموقع في تقرير نشره الأربعاء الماضي عمن قال إنه «مسؤول كبير في جهاز استخباراتية خليجية»، قوله: «يسعي حزب الله وإيران وسوريا للانتهاء سريعا من خطط عملهم ضد إسرائيل، حيث شهدت منطقة الجولان السورية مزيدا من التحركات للجيش الإسرائيلي خلال الفترات الاخيرة».

ورفض المصدر الخليجي أن يعطي تفاصيل عن أي توافقات يدور الحديث عنها، غير أنه أكد أنه «لا شك أن إسرائيل وجيشها ستواجه في هضبة الجولان جبهة أنشط بكثير وأعمق مما عرفته قبل اليوم».

وأضاف: «إن مشاركة حزب الله النشطة في المحادثات العسكرية السورية الإيرانية في طهران أمر طبيعي، نظرا لتضاعف القوات القتالية الشيعية اللبنانية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري إلى ما يقرب من 7000، بالإضافة إلى وجود وحدات من الصواريخ، والاستخبارات، والخدمات اللوجستية التابعة لحزب الله في سوريا، مشيرا لأن صفارات الإنذار تدوي في هضبة الجولان والجليل، وتسقط القذائف في منطقة عين زيوان».

وقال «ديبكا» إنه ليس من قبيل الصدفة إطلاق القذائف أو الصواريخ يوم الثلاثاء 28 إبريل/نيسان خلال ساعات الظهيرة من الأراضي السورية باتجاه منطقة عين زيوان في الجولان، مع بدء زيارة وزير الدفاع السوري الجنرال «فهد جاسم الفريج» على رأس وفد عسكري سوري كبير لطهران، وأن زيارة وزير الدفاع السوري الى طهران ستناقش التدهور العسكري الحاصل في الأيام الأخيرة على الحدود الشمالية.

وقال الموقع أن الرئيس السوري «بشار الأسد» وزعيم حزب الله «حسن نصر الله»، أجريا مناقشات عاجلة في الأيام القليلة الماضية لمعرفة الى أي حد ستستعد إيران لدعمهما في تصعيد المواجهة العسكرية مع إسرائيل، وبحث كيفية الرد على اثنتين من الغارات الجوية الإسرائيلية التي وقعت الأربعاء والجمعة 22 و24 أبري/نيسان، في منطقة «القلمون» على الحدود السورية اللبنانية ضد قواعد الصواريخ في المنطقة الجبلية.

وسبق أن ذكر الجيش الإسرائيلي، أن «فرقة من أربعة إرهابيين» حاولت، يوم الأحد الماضي، زرع عبوة ناسفة قرب نقطة حدودية إسرائيلية في هذه المنطقة (الجولان) ولكن تمت تصفيتهم من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، وتم التعرف عليهم وتبين أنهم من أفراد ميليشيات درزية تم تجنيدهم من قبل حزب الله.

وكشفت مصادر عسكرية لـ«ديبكا» أن الساعات القادمة قد تكون حاسمة في الجبهة الشمالية لإسرائيل ضد سوريا وحزب الله، إذا اعطت طهران موافقتها على عمليات معادية لإسرائيل، وتصعيد الهجمات في مناطق الجولان والجليل شمال إسرائيل، وعدم الاضطرار إلى الانتظار لعودة الجنرال الفريج لإعلامه بهذا القرار.

وقالت إن هذه الترتيبات قد تكون المنقذ للرئيس السوري «بشار الأسد» الذي يواجه تدهورا في قواته في أعقاب نجاح جيش الفتح الاسلامي في استعادة عدة مدن سورية منها إدلب وجسر الشغور وتوجهه نحو اللاذقية حيث معقل «بشار» والطافية العلوية.

مخاوف اسرائيلية

وقد نفت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة «يديعوت احرونوت» أن تكون عملية استهداف منصات صواريخ ومرابض مدفعية تابعة لقوات النظام السوري و«حزب الله» في جبال القلمون الليلة قبل الماضية نتيجة هجوم شنته إسرائيل، ورجحت أن تكون نتيجة للقتال الدائر بين جيش النظام السوري وقوات المتمردين (المعارضة السورية).

ولكن محللين صهاينة كشفوا عن قلق ومخاوف اسرائيلية من تدخّل «حزب الله» وإيران في سوريا، وقال (يؤاف شاحام) أن المحلّلين الإسرائيليين مختلفون في رأيهم حول إمكانية اندلاع «حرب لبنانية ثالثة»، وأن ضعف الجيش السوري يشغل «حزب الله»، وأنّ هناك أسباب للقلق لدى إسرائيل من توالي الأحداث الأخيرة.

وقالوا أن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل على الحدود اللبنانية والسورية، وكذلك التقارير حول التحرّك النشط للطائرات الإسرائيلية في سماء لبنان في الأيام الأخيرة، ووضع عبوّات متفجّرة على الحدود السورية الإسرائيلية وحادثة إطلاق قذائف هاون من القنيطرة تجاه الجانب الإسرائيلي في هضبة الجولان، كلّ ذلك يؤكد خوف إسرائيل من اندلاع جولة أخرى من القتال بين إسرائيل وحزب الله، ولكن دلالة الأحداث غير واضحة بشكل قاطع.

ويعتقد بعض المحلّلين الصهاينة أنّ الأحداث الأخيرة هي مرحلة أخرى في استعدادات «حزب الله» وإيران لحرب أخرى ضدّ إسرائيل، بحسب محلل القناة الإسرائيلية العاشرة، «أور هيلر وتسفي يحزقيلي»، الذي قال «إنّ هذه الأحداث هي بمثابة صراع بين إسرائيل وبين حزب الله على ظروف بدء الحرب القادمة».

ويعتقد «هيلر» و«يحزقيلي» بأنّ إرساليات السلاح المتطوّر التي ترسلها إيران إلى حزب الله تدلّ على أنّ الصراع القادم بين إسرائيل وحزب الله هو أمر لا يمكن تجنّبه.

في المقابل، حذّر محلّل صحيفة «هآرتس»، «عاموس هرئيل»، من أنّه ليس هناك في الأحداث الأخيرة تسلسل من العمليات، أي ردّ فعل يقابله ردّ فعل مضادّ، وإنما «تراكم عشوائي جدّا لأحداث عنف».

وكتب «هرئيل» يقول بأنّ: «الأحداث لا تدل على التصعيد وإنما توضح فقط إلى أية درجة يُعتبر مثلّث الحدود بين سوريا، لبنان وإسرائيل معقّدا ومحفوفًا بالمخاطر».

ولكن التوجّه الأهم في هذه الخلفية، بحسب جميع المحلّلين الصهاينة، هو ما يبدو وكأنّه ضعف مستمرّ لـ«نظام الأسد»، الذي تكبّد مؤخرا عددا من الهزائم القاسية ضدّ التحالف المعارض الذي تقوده جبهة النصرة (جيش الفتح) بأهداف استراتيجية في منطقة إدلب وجنوب البلاد.

وقالوا «إن هذا الضعف يُجبر إسرائيل والولايات المتحدة على معالجة المعضلة الأبدية والمستحيلة بين مواجهة خطر داعش والتنظيمات الجهادية، وبين خطر محور إيران - الأسد - حزب الله».

ووفقا لتحليل لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فقد خسر الجيش السوري خلال الحرب الأهلية نصف قواته من المقاتلين، وتقلّص من 250.000 رجل إلى نحو 125.000 فقط، وقد أُجبر هذا الوضع حزب الله أن يحلّ مكان الجيش السوري في الحرب المستمرّة.

وطالما أنّ حزب الله غارق حتى العنق في سوريا، تقدّر إسرائيل أن احتمال المواجهة المباشرة بينها وبين حزب الله لا يزال صغيرا، ولكن محللون صهاينة يقولون: «من يظنّ بأنّ مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية هو شهادة أمان لإسرائيل فقد يستيقظ على أمر مؤلم».

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا حزب الله إسرائيل

«واشنطن بوست»: حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يكثفون دعمهم للثوار في سوريا

وزير دفاع النظام السوري يزور إيران لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين

الاستخبارات الإسرائيلية: إيران و«حزب الله» فشلا في حماية «الأسد»

«ديلي تليجراف»: «حزب الله» شيد مطارا عسكريا سريا بمساعدة إيران

30 ألفا من «الحرس الثوري» مستعدون لدخول سوريا .. وإيران تنعي مقتل أحد قياديها

«فورين بوليسي»: هل انتهى «بشار الأسد» حقا هذه المرة؟

واشنطن تنفي مقتل مدنيين في غارات «التحالف الدولي» على حلب شمال سوريا

إصابة رئيس هيئة الإمداد والتموين بجيش «الأسد» ومقتل مرافقه في تفجير بدمشق

«نصرالله» يتوعد القلمون السورية بعد مقتل اثنين من قياداته

رئيس الموساد السابق: «حزب الله» يساهم يوميا في تعزيز أمن (إسرائيل)