نيويورك تايمز تستعرض كتابا قدم وصفا كاملا لقتل خاشقجي

السبت 19 يناير 2019 06:01 ص

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن كتابا جديدا ألفه ثلاثة صحفيين أتراك، يستند إلى التسجيلات الصوتية لعملية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، قدم تفاصيل جديدة عن لقائه بقاتليه، حيث بدأ بمطالبته بالعودة إلى وطنه وانتهت بقتله وتمزيق أوصاله.

"أولا سنقول له، سوف نأخذك إلى الرياض"، هذا ما قاله أحد أعضاء فريق القتل سعودي لعضو آخر، بحسب الكتاب التركي، مضيفا "إذا لم يأت فسوف نقتله هنا ونتخلص من جسده".

وذكرت الصحيفة أن الكتاب قدم وصفا كاملا للتسجيلات الخاصة بعملية مقتل "خاشقجي"، والتي سبق أن سرب مسؤولو الاستخبارات التركية أجزاء منها في حملة لإجبار السعودية على الاعتراف بمسؤوليتها عن الجريمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكتاب أوضح ما جرى في عملية الاغتيال، منذ تمهيد مسرح الجريمة، بينما يقوم فريق القتل السعودي بوضع خططهم قبل وصول "خاشقجي" إلى القنصلية، ثم يسرد ما حدث بعد ذلك.

ويعمل الصحفيون الثلاثة، المؤلفون للكتاب "عبدالرحمن سمسك"، و"نظيف كرمان"، و"فرحات أونلو"، في وحدة التحقيقات بجريدة "صباح" الموالية للحكومة التركية، ويعرفون بعلاقتهم الوثيقة بالمخابرات التركية.

وقال الصحافيون الثلاثة إنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى التسجيلات الصوتية، ولكن تمت إحاطتهم بها من قبل مسؤولي الاستخبارات التركية الذين اطلعوا هم عليها.

وأكد مسؤول أمني تركي، تحدث للصحيفة الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويته، أن التفاصيل الواردة في الكتاب دقيقة.

والكتاب التركي جاء بعنوان "جريمة دبلوماسية: الأسرار المظلمة لقتل خاشقجي"، ومكتوب باللغة التركية، وطرح للبيع في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ونوهت الصحيفة إلى أن المسؤولين السعوديين قدموا عددا متغيرا من الروايات بشأن ما حدث له عندما دخل القنصلية للحصول على وثائق تتعلق بزواجه من امرأة تركية.

وأضافت أن المسؤولين السعوديين، قالوا في البداية إن "خاشقجي" غادر القنصلية بعد فترة قصيرة، ثم قالوا إنه قتل بعد عراك له مع الفريق الأمني، واعترف المسؤولون لاحقا بأنه قتل وقطعت جثته التي لم يعثر عليها.

وأشارت إلى أن الحكومة السعودية قالت إنها اعتقلت 18 شخصا قدمت منهم 11 يشتبه في تورطهم في الجريمة هذا الشهر في العاصمة الرياض.

وبينت الصحيفة أن الكتاب لا يشرح الكيفية التي حصلت بها الحكومة التركية على التسجيلات، ولكن التقارير أشار إلى أن المؤسسات الأمنية قامت بتسجيل الأشرطة من عدة مواقع داخل القنصلية.

وتابعت أن الحكومة التركية أطلعت المسؤولين الأمريكيين البارزين والدول الأجنبية الأخرى في وقت لاحق على مقتطفات منها، بمن فيهم مديرة الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) "جينا هاسبل".

تفاصيل صادمة

وأفادت الصحيفة أن الصحفيين تعرفوا على واحد من المسؤولين في التسجيلات، وهو المسؤول الأمني الذي رافق ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في رحلاته الخارجية "ماهر عبدالعزيز مطرب"، وسمع "مطرب" وهو يصدر الأوامر ويوجه الحوارات مع "خاشقجي"، بحسب ما ورد في الكتاب.

ومن الشهادات التي نقلها التقرير عن الصحفيين، قولهم إن المسؤولين الأتراك استطاعوا تحديد هوية "مطرب" وبقية أعضاء الفريق من خلال تحليل الأصوات.

وتضمن الكتاب معلومات تفيد أن "مطرب" هو الذي رسم الخطة للطبيب الشرعي للحكومة السعودية "صلاح الطبيقي"، قائلا له إنهم سيحاولون نقل "خاشقجي" إلى السعودية، ولو رفض "فسنقتله ونتخلص من جثته".

ووفق الكتاب فقد ظهر صوت "مطرب" في التسجيلات وهو يصدر الأوامر لـ"الطبيقي"، وقال: "جمال رجل طويل، طوله 180 سنتمترا"، وقال "الطبيقي": "من السهل تقطيع مفاصل الأضحية، لكن تقطيعه يحتاج إلى وقت".

وأضاف "الطبيقي": "دائما ما عملت على الجثث.. أعرف كيفية تقطيعها جيدا، لكنني لم أعمل أبدا على جثة لا تزال دافئة، لكنني أستطيع التعامل معها بسهولة، وعادة عندما أعمل على الجثة أضع الميكروفون على أذني وأستمع للموسيقى، أشرب قهوتي وأدخن سيجارتي.. بعد تقطيعها نلفها بحقائب بلاستيكية ونضعها في حقيبة ونأخذها".

وكشف الكتاب أيضا، عن أن "خاشقجي" أخذ إلى مكتب القنصل بعد دقائق من دخوله القنصلية، وسمع وهو يقول: "اترك يدي، ماذا تظن أنك تفعل"، وبعد دخوله الغرفة، يقول الصحفيون: "أخبره "مطرب" قائلا: "تعال واجلس هنا، جئنا لأخذك إلى الرياض"، وكان جواب "خاشقجي" قاطعا: "لن أعود إلى الرياض".

وأفادت الصحيفة أن فريق الاغتيال السعودي أراد من "خاشقجي" إرسال رسالة بسيطة لابنه "صلاح"، يقول فيها: "ولدي، أنا في إسطنبول، لا تقلق لو لم تسمع مني لفترة"، إلا أن "خاشقجي" رفض، وعندها أمر "مطرب" رجاله بتحضير أدواتهم والاستعداد لتقطيع الجثة.

وأشارت إلى أن التسجيلات تظهر صوت المعدات وهي تعد وتوضع على الطاولة، فيما سمع "خاشقجي" وهو يقول: "هل تريدون قتلي؟ هل تريدون خنقي؟"، ورد "مطرب" سيتم "العفو" عنه لو تعاون معهم، وبعدها أمر "مطرب" 5 من الفريق للهجوم على "خاشقجي".

وتورد الصحيفة خلال تقريرها الذي أعدته الكاتبة "كارلوتا غال" لاستعراض الكتاب، عن المؤلفين الثلاثة قولهم إن واحدا من العملاء، الذي يعتقدون أنه "ذعار غالب الحربي"، حاول تغطية فم "خاشقجي"، لكن التسجيلات تشير إلى أن "خاشقجي" منعه.

ولفتت إلى أن "الحربي" من الحرس الملكي، وتم ترفيعه العام الماضي إلى رتبة ملازم لشجاعته في الدفاع عن قصر الأمير "محمد" في جدة، العام الماضي.

وبحسب الصحيفة، فإن الكتاب يكشف عن مشاركة موظف آخر في الحرس الملكي وهو "محمد سعد الزهراني"، مشيرة إلى أن القتلة استطاعوا في النهاية تغطية فم الصحفي، ليلفظ نفسه الأخير بعد 5 دقائق، وكانت آخر كلماته: "لا تغطوا فمي، عندي أزمة، ستخنقوني".

ويشير التقرير إلى أن "خاشقجي" مات في الساعة 1.24 ظهرا، كما ورد في الكتاب، أي بعد 10 دقائق من دخوله البناية، ويقول الصحفيون: "كانت الثواني الأخيرة في القنصلية هي حشرجة الضحية، الذي كان سيودع هذا العالم".

وجاء في الكتاب أن "مصطفى المدني"، الذي أرسل ليمثل دور شبيه الصحفي، قام بعد مقتل "خاشقجي" مع "سيف سعد القحطاني "بتجريده من ملابسه، ويقول الكتاب إن "الزهراني" و"الحربي" ساعدا "الطبيقي" في عملية تقطيع الجثة، حيث كان الطبيب يصدر الأوامر صارخا على من حوله: "ماذا تنتظرون؟".

ووفقا للكتاب، فإن التسجيل أظهر أن مسؤولا بالقنصلية شعر بالدوار بعدما بدأت الأمور تتضح.

وقال الصحفيون: "تم تسجيل صوت تقطيع الجثة، الذي يشبه صوت منشار كهربائي، وكان يعمل بصورة منتظمة".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

السعودية نيويورك تايمز كتاب تركي أسرار مقتل خاشقجي السلطات السعودية محمد بن سلمان ماهر مطرب صلاح الطبيقي