قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، "حسن نصرالله"، السبت، إن (إسرائيل) اكتشفت متأخرا الأنفاق التي بناها الحزب تحت منطقة الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة، مؤكدا أن تلك الأنفاق مقامة منذ سنوات طويلة، وبعضها عمره يتجاوز 14 عاما.

وسخر "نصرالله"، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الميادين" في بيروت، من قدرات الاستخبارات الإسرائيلية التي لم تستطع اكتشاف تلك الأنفاق طوال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن "حزب الله" لم يتفاجأ باكتشاف الاحتلال لتلك الأنفاق، لكن المفاجأة كانت أن هذه الأنفاق مر عليها كل هذا الوقت دون أن تكتشفها تل أبيب بما لها من قدرات استخباراتية وتقنية هائلة.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اكتشاف عدد من الأنفاق الهجومية لـ"حزب الله" تمتد عبر الحدود مع لبنان، وأطلق عملية لهدمها سماها "درع الشمال".

وأشار الأمين العام لـ"حزب الله" إلى أن بعض تلك الأنفاق موجود قبل عام 2006، وصدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 بوقف العمليات القتالية بين الحزب و(إسرائيل).

وقال "نصرالله" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" ومن خلال عملية "درع الشمال"، "خدمنا عبر إدخال الرعب والخوف والهلع إلى قلوب كل المستوطنين في الشمال".

وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قبل أسبوعين، تدمير 6 أنفاق، يمتد آخرها لعشرات الأمتار داخل (إسرائيل) وتم حفرها على عمق 55 مترا.

وأضاف أنه تم تدمير تلك الأنفاق وغيرها مما تم اكتشافها منذ الشهر الماضي، بواسطة متفجرات، أو سدها بشكل محكم.

وقبل أسبوعين أيضا، قال "نتنياهو"، خلال جولة قرب الحدود بين (إسرائيل) ولبنان: "لقد منعنا خطة حزب الله لاستخدام الأنفاق لإدخال ما بين ألف وألفي مقاتل إلى الجليل والاستيلاء على قرى، وسنواصل القيام بذلك".

ورد "نصرالله" على "نتننياهو" ساخرا: "هل سيعتمد حزب الله على أربعة أنفاق لادخال الآلاف من مقاتليه من أجل عملية الجليل؟".

وتسبب اكتشاف تلك الأنفاق إلى انزعاج إسرائيلي كبير وصل صداه إلى الولايات المتحدة، حيث أوفدت واشنطن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية "ديفيد هيل" إلى لبنان في 12 يناير/كانون الثاني الجاري، لبحث عدد من القضايا، على رأسها مواجهة أنشطة "حزب الله".

وقبلها بأيام، قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" في خطاب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة إن "حزب الله" شن اعتداءات شكلت خرقا للقرار 1701.

وأضاف: "لا يزال حزب الله موجودا بقوّة، لكننا لن نقبل بهذا الوضع الراهن"، مضيفا: "ستعمل الولايات المتحدة على الحد من تهديد ترسانة حزب الله الصاروخية التي تستهدف (إسرائيل)".

وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701 الذي قضى بوقف العمليات القتالية بين لبنان و(إسرائيل) بعد حرب يوليو/تموز 2006.

ولا يزال الوضع حى الآن شديد التوتر على الجبهة بين (إسرائيل) ولبنان.