تصدع المنازل المصريّة عند الحدود من شدّة القصف الإسرائيليّ

الأربعاء 16 يوليو 2014 11:07 ص

المونيتور  15 يوليو 2014

منذ أن بدأت الحرب الإسرائيليّة "الجرف الصامد" على قطاع غزّة في السادس من يوليو الحالي، بدأت تتأثّر الحدود المصريّة، نتيجة القصف الجويّ العنيف لأهداف ركّزت عليها الطائرات الإسرائيليّة عند الحدود مباشرة، من الجانب الفلسطينيّ.

وبحسب شهود عيان من الجانب المصريّ، إنّ المنازل المصريّة المتكدّسة عند الشريط الحدوديّ الملاصق لقطاع غزّة، تأثّرت في شكل مباشر، من القصف الإسرائيليّ الشديد، لأهداف عدّة، من بينها أنفاق التّهريب العابرة للحدود، ومقرّات حكومة "حماس".

ووفقاً للأهالي في مدينة رفح الحدوديّة المصريّة، إنّ المقاتلات الجويّة الإسرائيليّة، تقصف في شكل مستمرّ ومتواصل الأنفاق الحدوديّة من جانب غزّة، إذ تقصف مداخل الأنفاق بقنابل ارتجاجيّة شديدة الانفجار تعمل على هدم النفق وعلى إحداث اهتزازات شديدة في التّربة من شأنها ردم أجزاء من جسم النّفق الممتد من أسفل الأرض بين الجانبين الفلسطينيّ والمصريّ.

وروى أبو محمد الشاعر، الذي يقطن في بناية من طبقتين عند الشريط الحدوديّ مع قطاع غزّة، تفاصيل ما يحدث، وقال لـ"المونيتور": "نعيش في أجواء رعب نتيجة قصف جيش الاحتلال الإسرائيليّ للحدود الفلسطينيّة الملاصقة لنا، على بعد لا يتعدّى ثلاثمائة متر. لن يتخيّل أحد قسوة القصف، ولن أبالغ إذا قلت إنّه زلازل اصطناعيّة بقوة 5 رخيتر. إنّ طائرات الـF16 ، تقصف الحدود على مدار الليل حتى شروق الشمس، بصواريخ لم نر أشدّ منها من قبل، رغم أنّنا حضرنا كلّ الحروب على قطاع غزّة لطبيعة تواجدنا بالقرب منهم".

أضاف: "أعتقد أنّ الصواريخ التي تقصف بها غزّة الآن جديدة، إذ تحدث ارتجاجات غير طبيعيّة في الأرض، تؤدّي إلى اهتزاز منازلنا، فزجاج النوّافذ كلّه تحطّم وأصبح ركاماً، إضافة إلى تصدّع المنازل. ويمتدّ تأثير القصف، في هذه المرّة، إلى مدينة الشيخ زويد الواقعة غرب الحدود 15 كلمتراً".

وتخوّف أبو محمد بـ"شدّة من استمرار القصف"، وقال: "على مدار الأسبوع منذ أن بدأت الحرب، والطائرات تقصف الأنفاق الواقعة عند الحدود، وإذا استمرّ هذا الوضع فهناك كارثة ستحدث لأننا نعيش فوق منطقة أرضيّة مفرغة، نتيجة وجود أكثر من ألف نفق يمرّ من تحت المنازل في اتّجاه غزّة".

أمّا أم سالم، المرأة الخمسينيّة، التي تعيش في منزل تطلّ شرفته على قطاع غزّة مباشرة في منطقة صلاح الدين المصريّة، فتقول في حديث لـ"المونيتور": "تعودنا على تنفّس الدخّان والرمال التي تنهال علينا من القصف للحدود، منذ عام 2008 وحتى الآن. لم يزنا أيّ مسؤول في الحكومة أو حاول الإطمئنان إلينا، وأولادنا أصيبوا بالصّرع والتبوّل اللاّإراديّ نتيجة الخوف، ولم يعرض علينا أحد إجراء الفحوص والتّحاليل، فمن يعرف قد تكون قد تكون تضع إسرائيل غازات سامّة في القنابل لتضرّ أولادنا ومستقبلهم".

وأكّدت معرفتها بـ"موعد الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة قبل الإعلان عنها إعلاميّاً، وقالت: "قبل الإعلان عن الحرب بيوم، عرفت بأنّ غزّة ستتعرّض للقصف، لأنّ قوة من جيش حرس الحدود المصريّ في موقع حدوديّ بجانبنا، تراجعت إلى الخلف عن موقعها، وهذا الأمر يحصل عندما تبلغ إسرائيل الحكومة المصريّة بأنّ هناك قصفاً على الحدود".

وردّاً على سؤال مصدر أمنيّ في محافظة شمال سيناء عن الإجراءات التي يتّخذونها لحماية الأهالي من القصف، قال لـ"المونيتور": "إنّ الأوضاع عند الجانب المصريّ مستقرّة، ونحن غير مسؤولين عن تصرّفات إسرائيل داخل الأراضي المحتلّة، طالما لم تقم إسرائيل بانتهاكات مباشرة بحقّ السيادة المصريّة".

ونفى المصدر الأمنيّ، الذي رفض ذكر اسمه، "ما يشاع عن معرفة الجانب المصريّ بموعد قصف غزّة مسبقاً، قائلا: "نحن لا نقرأ بالغيب، لنعرف ما إذا كانت اسرائيل ستقصف غزّة أم لا".

وعن تراجع القوّات المصريّة عن الحدود، قال: "هذا إجراء عسكريّ لحماية جنودنا من أيّ شظايا أو آثار للقصف، خصوصاً أنّ الجنود يتمركزون على بعد أمتار معدودة من أهداف متوقّع قصفها عند الحدود، فور إعلان إسرائيل حربها على غزّة، مثل أنفاق التّهريب أو مراكز عسكريّة لحماس".

وعلى ما يبدو فإنّ القصف الإسرائيليّ مستمرّ لليوم السابع على التّوالي للشريط الحدوديّ الفلسطينيّ الملاصق للحدود المصريّة في مدينة رفح، وإنّ أنفاق التّهريب، هي ضمن أهداف الحرب الإسرائيليّة على غزّة، ولطالما تقول إسرائيل إنّ هذه الأنفاق، هي السبب الرئيسيّ في التطور النوعيّ لفصائل المقاومة الفلسطينيّة وإمدادها بالصواريخ والأسلحة، التي تهدد استقرار إسرائيل.

ورغم الإجراءات المصريّة المشدّدة عند المنطقة الحدوديّة، منذ الحرب التي أعلنتها قوّات الجيش المصريّ في السابع من آب/ أغسطس 2013, على أنفاق التّهريب في رفح، إلاّ أنّ شهود عيان أكدوا لـ"المونيتور" "تحرّك دوريّات مكثّفة من الجيش عند الحدود، منذ اندلاع الحرب الإسرائيليّة الجارية "الجرف الصامد" على قطاع غزّة".

وتعليقاً على تلك الإجراءات الأمنيّة في المنطقة الحدوديّة، قال مصدر أمنيّ في حديث لـ"المونيتور": "إنّ الإجراءات طبيعيّة وفقاً لخطط حماية الأمن القوميّ المصريّ في ظلّ الحرب على الإرهاب في سيناء، وذلك لمنع هروب العناصر الإرهابيّة من الأنفاق، أو التسلّل من غزّة وإليها سواء عبر الحدود البريّة أو البحريّة عبر تسيير زوارق عسكريّة في عرض البحر المتوسّط. والجميع يعلم حجم الضرر الذي أصاب مصر من الأنفاق، وتدخل عناصر إرهابية من غزّة للعبث في استقرار سيناء".

وإلى ذلك، يتّضح من الواقع أنّ الحكومتين الجارتين المصريّة والإسرائيليّة تسيران على خطّ موازٍ بهدف غلق هذه الأنفاق، ولطالما يرى كلّ منهما أنّ هذه الأنفاق تسبّبت في خطر أمنيّ أصاب استقرار سياساتهم الداخليّة في مقتل، بعيدا عن أصوات القابعين في هذه المنطقة الجغرافيّة الملتهبة.

 

  كلمات مفتاحية