«شارلي إيبدو» أمريكي: تنظيم «الدولة الإسلامية» يهاجم في تكساس

الأربعاء 6 مايو 2015 09:05 ص

لم تكتفِ «مبادرة الدفاع عن الحريات في أمريكا» American Freedom Defense Initiative وهي مجموعة مسيحية يهودية متطرفة، بنشر دعاية مسيئة للإسلام على وسائل النقل العام والمترو في فيلادلفيا جنوب بنسلفانيا، الشهر الماضي، ولكنها قامت بعمل معرض لما قالت إنها صور لـ«محمد»، في إشارة للنبي، صلي الله عليه وسلم، هذا الأسبوع، تزعم أنها صورته مع صور من مجلة شارلي إيبدو الفرنسية التي تعادي الاسلام وأعدت تذاكر لدخول المعرض الذي أقيم تكساس، بعضها صور نشرها غلاة الشيعة بدعاوي أنها صور للنبي، وأخري لرسامين غربيين.

هذه المنظمة المتطرفة التي تقودها السياسية والناشطة المعادية للإسلام «باميلا غيلر» التي عُرفت بانتقادها الإسلام ومعارضة الأنشطة الإسلامية فيما سمتها «أسلمة أمريكا»، مثل بناء مركز للجالية الإسلامية بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي، تتولي محاربة الوجود الاسلامي في أمريكا بالتعاون مع اليهود ومتطرفي الغرب.

وقد سعت في هذا المعرض لضخ مزيدا من «الكراهية والاستفزاز» للمسلمين عبر دعوة السياسي الهولندي المتطرف المعادي للإسلام «خيرت فيلدرز»، الذي قاد بدوره حملة استفزازية مشابها في هولندا، حيث ألقى كلمة مسيئة للمسلمين وللنبي الكريم، مبررا كل هذا في تغريدة على صفحته في تويتر «حرية التعبير وعدم الاستسلام للإرهابيين».

ووقعت الاحد 3 مايو/أيار، وبعد أربعة أشهر منذ مجزرة قتل هيئة تحرير صحيفة «شارلي إيبدو»، الفرنسية، حادثة إطلاق نار في الولايات المُتحدة ضد معرض لرسومات الكاريكاتير المُسيئة للنبي «مُحمد»، وقُتل شخصان بعد أن فتحا نيران أسلحتهما، خارج قاعة كانت تُقام فيها مسابقة للرسومات الكاريكاتيرية للنبي، في مدينة غارلاند في ولاية تكساس.

وتضمنت المسابقة رسومات كاريكاتيرية للنبي «مُحمد» تتسابق للفوز  بجائزة وقدرها 10.000. وتم تنظيم الفعالية من قبل «المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحريات»، المُنظمة التي تتبنى أفكارًا مُعادية للإسلام والمعروفة من قبل منظمات أُخرى بأنها «مجموعة ناشرة للإرهاب».

وزعمت «باميلا غيلر»، زعيمة هذه المنظمة بأنها نظمت هذه الفعالية للدفاع عن حرية الرأي ردًا على الأحداث العنيفة التي اندلعت في أنحاء العالم كردٍ على الرسومات المسيئة للنبي «مُحمد».

«الدولة الإسلامية» في  تكساس

تمت تغطية الهجوم بشكل ملفت في الوسائط الإعلامية الغربية بينما تم تجاهل المعرض المستفز لمشاعر المسلمين. قام حساب يُنسب إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» يحمل اسم «أبو حسين البريطاني» بتبنى العملية بقوله إن «اثنين من إخواننا أطلقا النار على المعرض»، مضيفا بقوله: «يظنون أنفسهم آمنين في تكساس من ملاحقة جنود الدولة الإسلامية، إذا لم تكن هناك قيود على حرية تعبيركم، إذا افتحوا قلوبكم لحرية فعلنا».

وغرد حساب آخر يحمل صورة «أنور العولقي» القيادي في تنظيم القاعدة الذي اغتيل في اليمن بغارة أميركية قائلا: «أنا وأخي بايعنا أمير المؤمنين.. ندعو أن يتقبلنا الله من المجاهدين. نطلب الدعاء».

وقد تناقلت وسائل الإعلام الغربية هذه التغريدات على أنها إعلان للمسؤولية من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، وشنت حسابات في أميركا وأوروبا هجمات على الإسلام وتعاليمه وعلى المسلمين أنفسهم، وطالب أمريكيون متطرفون بطرد المسلمين من الغرب لأنهم يهددون حرية التعبير التي هي «أهم مقومات وركائز المجتمع الغربي».

وبرغم أن من أعلن مسئوليته عن الحادثة ينتمي الي (القاعدة)، فقد نشرت وسائل الاعلام الغربية والعربية نبأ تبنى تنظيم «داعش»، عبر إذاعته، الهجوم الذي استهدف، الأحد، المعرض الذي كانت تجري فيه مسابقة لرسوم كاريكاتورية عن النبي «محمد»، في مدينة جارلاند في ولاية تكساس الأمريكية.

وقالت أن التنظيم أعلن في نشرته اليومية: «قام جنديان من جنود الخلافة بالهجوم على معرض في جارلاند في تكساس الأمريكية، وهذا المعرض كان يقيم مسابقة للرسوم المسيئة للنبي»، مؤكدا مقتل منفذي الهجوم في تبادل إطلاق نار.

تعليقات وردود أفعال

وقد شهدات مواقع التواصل حرب تعليقات بين منتقدي للهجوم علي المعرض باعتباره حرية تعبير، وبين مسلمين وغير مسلمين ناقدين لهذا الاستفزاز للمسلمين ثم التباكي علي حرية التعبير، حيث غرد الناشط الإسلامي البريطاني المعروف «أنجم شودري» بسلسلة تغريدات جاء فيها «العالم يجب أن يعرف أنه بالنسبة للمسلمين فإن شرف رسولهم أهم من حياتهم»، وتابع «يجب على الغرب أن يتعلم الدرس من سلمان رشدي، وشارلي إيبدو، وحرسي علي، وثيو فان غوخ، الذين أهانوا رسول المسلمين»، وخلص إلى أن «حرية التعبير لا تمتد لإهانة النبي محمد وإثارة غضب المسلمين في العالم».

وغرد حساب the carvan قائلا: «إننا نحب رسول الله أكثر من أهلنا، ومستعدون للدفاع عن شرفه بروحنا ودمنا»، وقال «الشريف الهاشمي»: «يقولون حرية التعبير.. أنا موافق.. هل هذا ينطبق على زواج المثليين؟ هل هذا ينطبق على الهولوكوست؟ لن يتحملوا الحديث عن هذين الموضوعين، ولن يصنفا ضمن خانة حرية التعبير».

ويتحدى حساب «محمود داوود» أي شخص في العالم أن يرسم المسيح أو يقيم معرضا لرسومات مسيئة له، أو يطعن في مذبحة اليهود، قائلا: أين الحرية في ذلك؟ يجب على المنتقدين أن يقيموا مثل هذه المعارض في الوقت نفسه وفي المدينة نفسها لكي نشاهد حرية التعبير التي ينادون بها.

على الجانب الآخر، عبّرت الصحفية «جويس كرام»، من صحيفة الحياة وقناة العربية، عن شجبها لمطلقي النار، وغردت على تويتر قائلة: «لأولئك الذين يُعطون لأنفسهم الحق للتحدث باسم الإسلام ضد الحرية، عليكم أن تتعلموا من التاريخ».

كما عبرت علقت الصحفية في نيويورك تايمز، «روكميني كاليمتشي»، على الحادث بتغريدة على تويتر قالت فيها: «لنضع حرية التعبير جانبًا، لماذا يفعل شخص ما فعالية استفزازية مثل فعالية مسابقة رسم النبي مُحمد»؟

وقالت: «هل يتجرأ شخص ما في العالم أن يرسم المسيح أو يقيم معرضا لرسومات مسيئة له ؟؟ أو يطعن في مذبحة اليهود ؟؟؟ أين الحرية في ذلك». يجب على المنتقدين أن يقيموا مثل هذه المعارض في الوقت نفسه وفي نفس المدينة لكي نشاهد حرية التعبير التي ينادون بها.

وسارعت شبكة  «سي إن إن» الأميركية بإعداد تقرير استضافت فيه أئمة مراكز إسلامية تشرح فيه أسباب «منع الإسلام تصوير الرسول محمد»، وفي خلاصة التقرير تشير الشبكة الأميركية إلى أن الرسول بالنسبة للمسلمين ليس نبيا فقط، بل هو «قدوة في الحياة».

بينما قالت «باميلا غيلر»، زعيمة هذه المنظمة التي تولت نشر الرسوم المسيئة بعد حادثة إطلاق النار، قائلة إن العنف «يُثبت إلى أية درجة كانت فعاليتنا ضرورية».

وزعمت «باميلا غيلر»، منظمة مسابقة رسم النبي محمد، «إنه مجرد رسم كرتوني ولا ينبغي أن يؤدي ذلك لاستفزاز أحد ما»، وأضافت: «فكرة أن أمرا قد يعتبر إهانة لي وردي سيكون بقتلك، فإن ذلك لا يعتبر مقبولا لدى أعضاء بالمنظمات الإعلامية والأكاديمية الرفيعة وهو أمر يدفع للغضب».

وردا على كون تنظيم مثل هذه المسابقة إهانة واستفزاز، قالت «غيلر»: «اعتبار رسم كرتوني بأنه مستفز ومهين هو درجة منخفضة بسلم حرية التعبير في هذه الدولة.. القانون الأول بالدستور.. القانون الأول وليس الثامن أو العاشر يحمي كل حقوق التعبير وليس فقط الأفكار التي تعجبنا، وعلى جميع الأصعدة حتى السياسية منها، لأن التعبير بحرية لا يتحكم به أحد، لا أحد يمكنه إخبارنا بما يمكن قوله وما لا يمكن قوله؟ هل سيقوم بذلك داعش؟ هل ستقوم بذلك الحكومة؟».

وأضافت «لننظر إلى الأمر من ناحية أخرى، إذا شعرت بأن أمرا ما أهانني هل أخرج وأقوم بالقتل؟ عندما وضع المسيح في وعاء فيه بول وسمي ذلك فنا، هل أعجب ذلك المسيحيين؟ بالطبع لا، هل قاموا بقتل أشخاص وخرق سفارات وحرق مجتمعات بأكملها؟ بالطبع لا.. على الغرب الوقوف للدفاع عن حرية التعبير فهو جوهر الدستور»، على حد وصفها.

  كلمات مفتاحية

رسوم مسيئة الدولة الإسلامية شارلي إيبدو

«الدولة الإسلامية» يتبنى الهجوم على معرض الرسوم المسيئة للنبي «محمد» في تكساس

«شارلي إيبدو» توقف إصدار طبعاتها لأجل غير مسمى

«أولوند» يدافع عن ”حرية التعبير“ بعد احتجاجات بالخارج ضد رسوم «شارلي إبدو»

«داوود أوغلو» يندد برسوم «شارلي إيبدو» ويصف «نتنياهو» بالإرهابي

«السويدان»: من أساء للنبي يستحق التأديب ... والهجوم على «شارلي» حقق عكس ما نريد

الولايات المتحدة: 20 مليون دولار لمن يقدم معلومات عن 4 من قادة «الدولة الإسلامية»

«القاعدة في جزيرة العرب» تعلن مقتل «ناصر الآنسي» بغارة أمريكية في اليمن

«حليموف» المنضم لـ«الدولة الإسلامية» تلقى تدريبات لمكافحة الإرهاب داخل أمريكا

قرابة 500 فرنسي يقاتلون في سوريا والعراق حاليا

إطلاق نار في أحد المراكز التجارية في تكساس