استمرت أعداد مستخدمي "فيسبوك" في التصاعد على الرغم من سلسلة فضائح خصوصية البيانات، حيث قالت شركة التواصل الاجتماعي العملاقة إن عدد الأشخاص الذين قاموا بتسجيل الدخول إلى موقعها مرة واحدة على الأقل في الشهر قفز بنسبة 9% العام الماضي، ليصل إلى 2.32 مليار مستخدم.

وثبت أيضًا أن المخاوف بخصوص تنفير المُعلنين لا أساس لها من الصحة، ذلك مع زيادة الإيرادات السنوية بنسبة 30% عن العام الماضي.

وجاء هذا الارتفاع على الرغم من الحملات التي حثت الناس على تجنب عملاق التكنولوجيا.

وقال المؤسس "مارك زوكربيرغ" إن الشركة غيرت بشكل جذري كيفية الإدارة للتركيز على أكبر القضايا الاجتماعية.

ربح غير متوقع

ويأتي الأداء المالي القوي وسط استمرار المخاوف بشأن كيفية تعامل الشركة مع البيانات الشخصية للمستخدمين وخصوصياتهم، بعد فضيحة مشاركة البيانات مع شركة "كامبريدج أناليتيكا"، ومخاوف من استخدام الشبكة كأداة سياسية.

وفقدت أسهم الشركة ما يقرب من ثلث قيمتها منذ يوليو/تموز الماضي، عندما حذرت من تباطؤ نمو الإيرادات وظلت بقرب أدنى مستوياتها في عامين، لكنهم قفزوا إلى أكثر من 9%، وفاقت الأرباح توقعات المحللين.

بهذا يكون إجمالي أرباح "فيسبوك" لعام 2018 قد بلغ 22.1 مليار دولار، بزيادة 39% عن عام 2017.

وكان نمو المستخدمين قويًا خصوصًا في الهند وإندونسيا والفلبين، لكنه كان ثابتًا في الولايات المتحدة وكندا.

استعادة الثقة

في عام 2018، شهد "فيسبوك" فضائح "كامبريدج أناليتيكا"، والتلاعب السياسي، والأخبار المزيفة، وخروقات البيانات، واتهامات بالسلوك غير الأخلاقي.

لكن المدهش أن "فيسبوك" لم تنجُ من الأمر فقط، بل إنها ازدهرت، مع نمو الأرباح بقدر 40%، وأثبت "مارك زوكربيرغ" صموده أمام الاضطرابات الشديدة.

ولكن في حين يبدو أن المستخدمين يغضون الطرف، فإن هذا لا يسري على الهيئات التنظيمية، و"فيسبوك" تدرك أن الغرامات الضخمة قادمة، لكن السؤال الآن هو مدى تدمير هذه الغرامات وقدرة المشرعين على قص أجنحة الشركة.

وحده الزمن يحمل الإجابات حول ما إن كانت جهود "زوكربيرغ" ستثمر، ولكن هذه النتائج ستقطع شوطاً طويلاً نحو استعادة ثقة "وول ستريت"، بعد عام 2018 المضطرب.