صحيفة بريطانية: هكذا تخنق السعودية المهرة اليمنية

الاثنين 4 فبراير 2019 04:02 ص

سلطت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية الضوء على الحصار الخانق الذي تفرضه القوات السعودية على محافظة المهرة، شرقي اليمن، بحجة منع عمليات التهريب.

وأشارت الصحيفة إلى حالة اليأس المتزايد في صفوق سكان المهرة ولاسيما الغيضة عاصمة المحافظة، بالتزامن مع سيطرة السعوديين على اليمن.

وذكرت "تليغراف" أنه بالرغم أن ابتعاد الغيضة ومعظم مناطق المحافظة نسبيا عن الحرب، لكن السكان المحليين أكدوا في شهادتهم للصحيفة أنهم يعانون من حصار متزايد وخانق تفرضه السعودية.

وأوضح السكان أن الحصار السعودي يكبد المحلات التجارية خسائر فادحة، ويتسبب في نقص حاد في المواد الطبية بالنسبة للمستشفيات، فضلا عن منعها الصيادين بالمنطقة من مغادرة الشواطئ، وكسب قوت يومهم.

ونقل مراسل الصحيفة المتواجد في المحافظة أن مستشفى الغيضة المركزي أصبح خاليا من الأدوية، نتيجة الحصار السعودي، واستشهد بحالة طفل تعالت صرخاته على ذراع أمه بالمستشفى؛ بسبب إصابته بطفح جلدي وحمى، بينما لا توجد أدوية مسكنة لتخفيف معاناته.  

وذكرت "سمارا علي" (38 عاما) وهي والدة الطفل السابق لمراسل الصحيفة البريطانية إنها فرت مع أولادها من مدينة تعز التي تشهد قتالا، إلى المهرة حيث لم يحمها الهروب من جبهات القتال من آلام الحرب.

 وقالت خلال تواجدها بالمستشفى: "بعض الأدوية مجانية والأخرى يجب دفع ثمنها ولكن لا عمل لي أو مال وأتسول في الشوارع من أجل أطفالي".

وأضافت الصحيفة أن صيدلية المستشفى لا يوجد في رفوفها أدوية تذكر، حيث قدم مسؤولها "علي حسين" قائمة بالأدوية الناقصة وشملت المضادات الحيوية وأدوية وقف الإسهال والمحاليل الملحية.

وقال "حسين" إن بعض الأدوية زاد سعرها بنسبة 200% منذ بداية الحرب، ولا يمكن الحصول على الخدمات الرئيسية.

وبينما يزعم السعوديون أنهم يقومون بتمويل مشاريع كبرى في المحافظة، يقول السكان المحليون إن السياسات السعودية والقيود المشددة تقوم بقتل المهرة تدريجيا، وكل هذا باسم مكافحة التهريب.

وتشهد المهرة، منذ أبريل/نيسان الماضي، اعتصامات سلميّة للمطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية، وتسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون، ومطار الغيضة الدولي، للقوات المحلية.

ومنذ وصول القوات السعودية إلى المهرة، نهاية 2017، وهي تمنع حركة الملاحة والصيد في ميناء نشطون، كما حوّلت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية، ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.

وتعد المهرة ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة بعد حضرموت، ويوجد فيها منفذان حدوديان مع عُمان، هما صرفيت وشحن، وأطول شريط ساحلي في اليمن يقدَّر بـ560 كيلومترا، إضافة إلى ميناء نشطون البحري.

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية المهرة حصارسعودي شح الأدوية يأس الحرب اليمنية أوضاع معيشية

الأموال السعودية فشلت في شراء ود اليمنيين بالمهرة