مسجد كيبيك بكندا يتحول لقلعة محصنة.. ومقترحات بنقله

الاثنين 4 فبراير 2019 06:02 ص

قال تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن مسجد "كيبيك" بكندا أصبح مؤمنا بشكل كبير بصفوف من الألواح الزجاجية والمستطيلة والممر المسدود بمتراس ما يجعله يبدو كأنه فرع بنك لا مسجد.

وتحول المسجد إلى حديث الناس في كندا بعد أن فتح "ألكسندر بيسونيت"، اليميني المتطرف البالغ من العمر 27 عاماً، في عام 2017، النار على المسجد فقتل 6 أشخاص وأصاب 19 شخصاً.

ويعترض بعض رواد المسجد على مساعي تجديده بسمات إسلامية كلاسيكية: أقواس وتصاميم أرابيسك ومنارة مستوحاة من برج الجرس الجزئي للكاتدرائية، إذ تشعر إحدى المجموعات بأنَّ عليهم فعل شيء جميل لعرض المسجد بوصفه جزءاً من الثقافة الكيبيكية، مثل كنيسة قديمة، ليكون علامة على أنهم ليس لديهم ما يخفونه، وذلك وفقاً لما قاله "زيد خليل"، الذي يرأس اللجنة الاستراتيجية للمركز الثقافي الإسلامي في كيبيك.

ويخشى جزء آخر من الجالية، بما فيهم "خليل"، من أنَّ هذا الأسلوب المعماري -لاسيما المنارة- من شأنه استفزاز المزيد من الهجمات وتقويض الإجراءات الأمنية الأخيرة.

وتعترض مجموعة ثالثة على هذه التدابير الأمنية نفسها، لا سيما غلق الأبواب أوتوماتيكياً، مفضلين أن يكون المسجد مفتوحاً 24 ساعة في اليوم، كما هو الحال مع معظم مساجد العالم الإسلامي.

لكن بخلاف هذه المساجد، فإنَّ المسجد الكبير مركزي بالنسبة للجالية المسلمة المهاجرة، إذ يدير المركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك مدرسة يوم الأحد، وفصلاً لتدريس العربية، وحضانة وأنشطة عائلية داخله.

بدورها، قالت مديرة مدرسة كيبيك الإسلامية "أميرة بولمرقة" إن "إدارة هذه الأنشطة كانت أمراً صعباً لأنَّ العائلات خائفة من الذهاب إلى هناك".

 وتابعت: "ينبغي أن يكون المسجد متاحاً 24 ساعة، لكن في ضوء الاضطرابات والمشكلات الكبرى في العالم، فإنني لا أعتقد أنَّ المساجد ينبغي أن تكون مفتوحة بشكل دائم، ولا ينبغي أن تظل مفتوحة دون مراقبة".

ولكن المشكلة أن المساجد في أمريكا الشمالية كلها لم تعد آمنة، تكافح المساجد في جميع أنحاء أمريكا الشمالية للموازنة بين الأمن والانفتاح. 

من جهته، قال المدير التنفيذي للمركز الإسلامي الأمريكي في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان "قاسم علي": "من الناحية النفسية، عندما يضطر الناس إلى المرور بعدد كبير من العراقيل لحضور الصلاة، فإنهم يبدأون بالشعور بالقلق حيال المكان نفسه".

مضيفا: "ولما كان مسجد هذا المركز واحداً من أكبر مساجد الولايات المتحدة وأكثرها شهرة، فهو هدف متكرر للتهديدات والمضايقات والمظاهرات المعادية للمسلمين".

وبعد أن تعهد القسيس الذي اشتهر بحرق القرآن بأن يفعل الشيء ذاته أمام مسجد ميشيغان عام 2011، بدأوا في توظيف حراس مقيمين في الموقع.

ومع تطور عناوين الأخبار، تتغير الحراسة على المسجد، فقد يحرس المسجد عدد يصل إلى 3 خفراء.

وقال "علي": "يمكننا أن نضع سلكاً شائكاً، وجهازاً للكشف عن المعادن، وأجهزة للأشعة السينية، لكنَّ النتيجة أنَّ أحداً لن يود المجيء".

لم تغلق الجمعية الإسلامية في هيوستن الكبرى قط أبواب مساجدها العشرين، حتى اندلاع موجة أخيرة من الإحراق المتعمد والتخريب في مساجد تكساس، أما الآن، فإنَّ هذا المساجد تغلق أبوابها بعد صلاة العشاء. 

وأصبح المسلمون أكثر حاجة من اليهود لحماية دور عبادتهم، وتكمن المشكلة في أن كيبيك الكندية بيئة معادية للمسلمين، إذ تضاعفت جرائم الكراهية المعادية للمسلمين في العام الذي تلى الهجوم. 

وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017، أصدرت حكومة كيبيك الليبرالية مشروع قانون يحظر على النساء المنتقبات تلقي خدمات عامة أساسية مثل النقل، في الوقت الذي يخطط فيه حزب يميني منتخب حديثاً لتوسيع نطاق هذه القوانين لمنع الموظفين المدنيين من ارتداء أي رمز ديني في العمل.

  كلمات مفتاحية

كيبيك أمريكا إسلاموفوبيا مسجد كيبيك هجوم كيبيك

إحباط هجوم على مصلين خلال صلاة الفجر في مسجد بكندا