جدل حول مصير القمة العربية الأوروبية بسبب قضية خاشقجي

الثلاثاء 5 فبراير 2019 12:02 م

تسود حالة من الشك حول مصير انعقاد القمة الأولى التي تجمع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في مصر يومي 24 و25 فبراير/شباط الجاري.

ويأمل الاتحاد الأوروبي أن يساعد تحسين العلاقات مع جيرانه العرب على تعزيز سياساته، لا سيما مكافحة الهجرة غير المشروعة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لكن بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يقول المسؤولون الأوروبيون الذين يساعدون في الإعداد للقمة إنهم يركزون الآن بشكل أساسي على الحد من الحرج.

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "كانت الفكرة هي منحهم معاملة تفضيلية والبدء في التعامل معهم بشكل أكبر، ومعرفة ما يمكننا فعله بشأن الهجرة… لكننا الآن في وضع غير مناسب لأن بعض قادة (الجامعة العربية) ليسوا مفضلين لدينا".

وقبل 3 أسابيع فقط على انعقاد القمة، لم يؤكد قادة الاتحاد الأوروبي بعد مشاركتهم.

وانتهى اجتماع على مستوى أقل لوزراء خارجية الدول العربية والاتحاد الأوروبي يهدف إلى وضع جدول أعمال للقمة، الإثنين، في بروكسل دون التوصل إلى اتفاق بشأن بيان مشترك.

وعندما كانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغيريني" تشرح في مؤتمر صحفي سبب عدم التوصل لاتفاق، قاطعها الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبوالغيط".

وقال "أبوالغيط" إن ثمة تعقيدات على الجانب الأوروبي أكثر من الجانب العربي، وفي مؤشر على الخلاف الودي العلني، ردت "موغيريني" قائلة: "سوف أقول عكس ذلك".

ويريد الاتحاد الأوروبي التركيز في قمة هذا الشهر على الهجرة، لكن هذا مجال محفوف بالمخاطر نظرا للخلاف الشديد بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن.

وقال مسؤول آخر بالاتحاد الأوروبي عن المحادثات رفيعة المستوى التي تجرى هذا الشهر "من الصعب للغاية تنظيم هذه القمة وإيجاد موعد إذ لا يريد أحد ذلك حقا".

وأضاف: "بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الأمر كله يتعلق بالهجرة، ولكن هناك الكثير من الموضوعات الحساسة التي لا يفضل الناس تناولها".

"بن سلمان" و"البشير" و"الأسد"

كان التغيير الرئيسي في العلاقة الأوروبية العربية في الأشهر الأخيرة يتمثل في انهيار الموقف العالمي من ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".

وكانت علاقة الغرب بالسعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم وثاني أكبر مستورد للأسلحة، حجر الأساس لعلاقاته بالعالم العربي منذ عشرات السنين.

لكن الحاكم الفعلي للمملكة جرى تجنبه منذ مقتل "خاشقجي" الذي كان يقيم في الولايات المتحدة.

وقد وصل وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية "عادل الجبير" إلى اجتماع أمس الإثنين في بروكسل وهو يتحدث كأن شيئا لم يتغير، إذ قال إن الأطراف واجهت تحديات مشتركة مثل مكافحة التطرف والإرهاب، وإن هناك أيضا عروضا كبيرة تتعلق بالتجارة والاستثمار.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أوروبية أن حضور حدث مع ولي العهد السعودي أمر صعب بالنسبة لبعض الزعماء الأوروبيين الذين اتهمتهم بالفعل جماعات معنية بحقوق الإنسان بالتعامل معه في اجتماع لدول مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وليس ولي العهد السعودي هو الضيف الوحيد غير المناسب بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ففي الأسابيع الأخيرة، أبدت دول عربية تضامنها مع الرئيس السوداني "عمر البشير"، الذي يواجه أقوى مظاهرات مناهضة للحكومة منذ أن وصل إلى السلطة قبل 30 عاما.

و"البشير" أيضا شخص غير مرغوب فيه لبعض الأوروبيين، وهو مطلوب في جرائم حرب لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وقال مسؤول من الاتحاد الأوروبي: "لا نتعامل معه بشكل مباشر لكننا نتعامل مع السودان بإمكانهم إرسال شخص آخر".

ثمة شخص آخر غير مرحب به أكثر عند الأوروبيين ولن يتلقى دعوة للقمة لكنه قد يحضر أي قمة مستقبلية قريبا وهو رئيس النظام السوري "بشار الأسد".

لطالما كان العداء تجاه "الأسد" قضية محل اتفاق بين الدول الأوروبية والدول العربية الكبرى، التي علقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية في عام 2011.

ولكن بعد أن بات مستقبل "الأسد" مضمونا بالقوات الروسية والإيرانية، تضغط بعض الدول العربية من أجل عودة سوريا للجامعة العربية، ومعظم دول الاتحاد الأوروبي ليست مستعدة لرد اعتبار "الأسد".

وقال وزير الخارجية البلجيكي "ديدييه ريندرز"، الإثنين: "لسنا في وضع اليوم لتجديد علاقة طبيعية مع سوريا".

ومع ذلك، فإن النمسا وجمهورية التشيك أكثر انفتاحا على أمل أن تساعد إعادة العلاقات مع "الأسد" اللاجئين السوريين على العودة إلى ديارهم.

وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي: "الاستعدادات للقمة تسير ببطء شديد، كل شيء غير مريح"، لكنه أكد أنه لا توجد خطط لإلغاء الأمر بأكمله.

و"هناك الكثير من الفخاخ المحرجة التي يجب تجنبها، مثل الجلوس على طاولة واحدة مع السعوديين أو البشير، أو حتى عودة الأسد"، بحسب الدبلوماسي الأوروبي.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

بن سلمان خاشقجي الاتحاد الأوروبي البشير الأسد قمة عربية أوروبية