لماذا تعزز الرياض وموسكو تعاونهما الدبلوماسي والاستخباراتي؟

الاثنين 11 فبراير 2019 07:02 ص

تحت عيني الدبلوماسية الأمريكية، يبدو أن موسكو والرياض حريصتان على إيجاد طرق للتقارب بعد الضجة حول مقتل "جمال خاشقجي" والانسحاب الأمريكي المعلن من سوريا.

ووفقا لدورية "إنتليجنس أون لاين" الفرنسية، كان "سيرجي ناريشكين"، مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، في الرياض، في الفترة من 21 إلى 22 يناير/كانون الثاني، لتمهيد الطريق أمام زيارة الرئيس "فلاديمير بوتين" المتوقعة، حيث التقى "ناريشكين" ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" ورئيس رئاسة المخابرات العامة "خالد بن علي الحميدان".

وخلال الزيارة، تم وضع أسس لمزيد من التعاون بين الجهازين. وفي مذكرة أعدها "نارشكين" و"الحميدان"، أعلنا التخطيط لإنشاء لجنة تعاون مشتركة، بالإضافة إلى برنامج تدريبي لضباط الاستخبارات السعودية في المستقبل في كل من الرياض وموسكو.

وقبل أسبوع من زيارة "ناريشكين"، كان وزير الخارجية الأمريكي تحت قيادة "دونالد ترامب" والرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "مايك بومبيو"، في العاصمة السعودية.

ونقلت الدورية الفرنسية عن مصادر قريبة من القيادة الروسية قولها إن قرر الكرملين بوضوح اللعب ببطاقة "بن سلمان". ويحمل هذا المزيد من الوزن في أعقاب مقتل "خاشقجي"، الذي وتر العلاقات السعودية الغربية.

ووفقا لـ"إنتليجنس"، فإن "كيريل دميترييف"، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي هو من يدير الشق الدبلوماسي من العلاقة بين البلدين.

ويجتمع "ديميترييف"، الذي يتمتع بميزة عدم وجوده على أي قائمة عقوبات غربية، بشكل متكرر مع "بن سلمان" وفريقه في الأشهر الأخيرة. ويضغط "ديميترييف" للحصول على امتيازات للغاز الروسي في السعودية وكذلك يدفع نحو توسيع فرص الصناعات العسكرية الروسية في الرياض. 

ومع ذلك، خارج هذين القطاعين، قد تواجه روسيا صعوبات في تلبية احتياجات برنامج التنويع الذي خطط له "بن سلمان" الذي يضم الترفيه والتكنولوجيا الجديدة وغيرها من المجالات.

تحالفات متحولة

ووفقا للدورية الفرنسية، ترغب الرياض في إقامة علاقات أقوى مع الكرملين مع بدء التحالف الروسي الإيراني في سوريا في الانهيار.

وبالنظر إلى أن السعودية تميل أكثر من أي وقت مضى لمواجهة أي ظهور للنفوذ الإيراني في المنطقة، فإنها تود أن ترى روسيا راغبة وعازمة على الحد من قبضة إيران في سوريا، ويقوم الكرملين بالتحول تدريجيا، عن طريق إبعاد نفسه بشكل متزايد عن العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا.

وحتى داخل الجيش السوري، يظهر أثر الخلاف بين موسكو وطهران؛ حيث في حين يُنظر إلى الفرقة الرابعة على أنها مؤيدة لإيران، يُنظر إلى اللواء الخامس على نطاق واسع باعتباره الذراع التنفيذية لروسيا في البلاد. وتتكون هذه الوحدة من متمردين سابقين، وتتم مراقبتها بعناية من قبل وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية.

وتتلاقى التحولات بين الرياض وطهران وموسكو في تل أبيب، وفقا للدورية الاستخباراتية. وترتبط (إسرائيل)، التي تتمتع بعلاقة أفضل مع المملكة العربية السعودية، باتفاقيات مع موسكو أيضا حول ضرب المواقع الإيرانية ومواقع "حزب الله" اللبناني في سوريا.

وقد حدد "بوتين"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، شروط هذه الاتفاقيات عندما التقيا في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني.

ومنذ نشرها في سوريا قبل 3 أعوام، لم يتم إطلاق أي من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "إس-300" التي تديرها موسكو على طائرة عسكرية إسرائيلية واحدة تحلق فوق المجال الجوي السوري، على الرغم من أن (إسرائيل) تخشى الآن أن تمتلك سوريا في وقت قريب قوتها الصاروخية الدفاعية الخاصة.

ويتجسد هذا الانسجام بين الرياض وموسكو وتل أبيب ضد سوريا وإيران بعد شهر من إعلان الرئيس "ترامب" عن بدء انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وفقا للدورية الفرنسية.

  كلمات مفتاحية

التقارب السعودي الروسي نظام إس-300 الانسحاب الأمريكي من سوريا السعودية روسيا إيران

الملك سلمان يلتقي وزير خارجية روسيا في لقاء مغلق