استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سيرة الهزيمة العربية لما تكتمل فصولاً!

السبت 16 فبراير 2019 08:02 ص

سيرة الهزيمة العربية لما تكتمل فصولاً!

التقدم إلى الخلف مستمر.. ربما لأن النظام العربي يعتبر أن المستقبل خلفنا لا أمامنا!

أين العرب اليوم من احلام وحدتهم او توحدهم في "دولة قادرة تصون ولا تبدد، تحر ولا تهدد"؟!

لم يكن ينقص الا أن تتورط الإمارات مع السعودية في الحرب على اليمن حيث يدمر العمران وأسباب الحياة.

*     *     *

يتقدم التاريخ بالأمم ودولها. ولكنه مع العرب يعود بهم القهقرى.. نحو جاهليتهم الأولى!

فبعد قرن على نهاية الحرب العالمية الأولى التي اسقطت الامبراطورية العثمانية ومعها حليفها القوي، ألمانيا، تقاسم "المنتصرون": بريطانيا وفرنسا والمشروع الأميركي الوافد من باب التحالف معهما، هذه المنطقة العربية، "المشرق" تحديداً.

وهكذا فرضت فرنسا انتدابها على لبنان (مع تعديلات جوهرية على خريطة "المتصرفية" (بضم "الاقضية الاربعة"، أي بيروت والشمال والبقاع والجنوب إلى جبل لبنان، لإقامة الدولة اللبنانية)..ومعه سوريا.

ولقد قاوم السوريون مشروع تقطيع بلادهم إلى "أربع دول"، وتمكنوا – بالثورة - من الحفاظ على كيانهم السياسي، متجرعين مرارة التقسيم واغتيال مشروع الوحدة العربية، أقله في المشرق.

أما العراق فقد نجح البريطانيون في إقامة مملكة هاشمية اعطي عرشها للملك فيصل الاول ابن الشريف حسين (مطلق الرصاصة الأولى إيذانا بقيام (الثورة العربية) من اجل الوحدة والتحرير، تحت رعاية بريطانيا..).

وفي هذا التقاسم فرضت بريطانيا انتدابها على فلسطين، ثم اقتطعت من سوريا "إمارة " الامير عبد الله ابن الشريف حسين، باسم شرقي الاردن.. استباقاً للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، التي سينال منها الامير عبد الله ما يحول "إمارته" إلى مملكة بعاصمتها القدس الشريف.

لم يتأخر العقاب، حيث اغتيل الملك عبد الله عند عتبات المسجد الاقصى، ليرث عرشه نجله الامير طلال الذي اتهم بالجنون، ليوّلى الحفيد الحسين بن طلال وتستمر المملكة حتى العام 1967، حين سوف تسقطها اسرائيل لتضم القدس إلى دولتها.

بعدما كانت المملكة الهاشمية في العراق قد اُسقطت بثورة 14 تموز/ يوليو 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم بالشراكة مع العقيد عبد السلام عارف، وهي شراكة سيسقطها الشيوعيون بتحالفهم مع قاسم حتى العام 1961.. حين اغتيل الاخير في 9 شباط/فبراير عام 1963 وانفرد عارف بحكم دولة متصدعة.

توالت الانقلابات حتى استقر الحكم لصدام حسين بتغطية من خاله احمد حسن البكر، حتى الاحتلال الاميركي في 2003 بعد سلسلة مغامرات قاتلة بدأت بالحرب على إيران وانتهت بغزو الكويت.. فضلاً عن المذابح ضد الاكراد.

مع نهاية ايلول/ سبتمبر من العام 1970 رحل جمال عبد الناصر، مباشرة بعد نجاحه في وقف المذبحة ضد المقاومة الفلسطينية في الاردن. وكان أن انتقلت هذه المقاومة - بأثقالها السياسية والعسكرية - إلى لبنان ، حيث لن تتأخر تداعيات وجودها الثقيل في التحضير لحرب أهلية عربية - دولية في الوطن الصغير المبتلى بالسرطان الطائفي.

ولقد عجل في هذه التداعيات خروج الرئيس المصري انور السادات على الاجماع العربي، وتفرده بزيارة الكيان الاسرائيلي، مصالحاً، وتحدثه أمام الكنيست بتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1977، ثم اندفاعه إلى عقد معاهدة الصلح مع إسرائيل برعاية اميركية مباشرة في كامب ديفيد في 17 ايلول /سبتمبر عام 1978.

ولسوف "يعاقِب" الشعب المصري السادات، باغتياله، بعدما كان النظام العربي قد عاقب مصر بنقل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس لفترة انتهت مع اغتيال السادات في 6 تشرين الاول/اكتوبر من العام 1981، فأعيدت إلى القاهرة وكأن المعاهدة والتزامات الصلح قد اغتيلت معه.. وهذا غير صحيح بطبيعة الحال.

كانت تلك بداية عصر جديد: فسرعان ما التحق الملك حسين بمسار السادات، فعقد معادة صلح مع العدو الاسرائيلي في وادي عربه.. ما ضيّق الخناق على منظمة التحرير.

فأقدم محمود عباس على عقد معاهدة مع الاسرائيليين، في أوسلو، تحت الرعاية الاميركية، استولدت "السلطة الفلسطينية" التي سيسمح لها العدو الاسرائيلي بالعودة إلى الداخل الفلسطيني، بغير سلاح، لتكون أسيرته..

وهكذا دخل ياسر عرفات وطوابير من المقاتلين السابقين الأرض المحتلة ليشكلوا "شرطة فلسطين" التي تقوم فعليا بدور حارس للاحتلال من "الارهاب الوطني".

ولم يمر وقت طويل قبل تفجير سوريا، وتعطيل الحياة السياسية في لبنان وترك موقع الرئاسة الأولى شاغراً، في حين تم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسادت الفوضى، بينما قوات الاحتلال الاميركي تهيء لفتنة دائمة في العراق.

وأقطار الخليج تتسابق للاعتراف بإسرائيل، ففتحت عواصم الامارات والبحرين وسلطنة عمان نوافذ خلفية للعلاقات مع العدو القومي في الحاضر والمستقبل.

أين العرب اليوم من احلام وحدتهم او توحدهم في "دولة قادرة تصون ولا تبدد، تحر ولا تهدد"!

إن الوطن العربي ممزق، بعضه يتآمر على البعض الآخر، بل لقد قاتل بعض العرب العراق تحت الراية الاميركية، بذريعة تخليصه من "الطاغية" صدام حسين اثر احتلاله الكويت أوائل التسعينات، ثم أتم الاميركيون احتلال ارض الرافدين في العام 2003.

أما سوريا فكان عليها أن تعيش محاصرة، متوترة، لسنوات، قبل ان تتفجر بالضغوط الدولية والعربية وقصور النظام عن معالجة أمراضه، ليمتد هذا التفجر الذي سرعان ما صار دولياً، لاسيما بعدما دول عربية بينها السعودية في توسيع دائرة النار، معززة بتوظيف الفتنة الطائفية..

وهكذا فتح النظام ابواب سوريا امام "الاصدقاء الروس" الذين جاءوا لنجدته، بعدما كان سبقهم الايرانيون ومعهم "حزب الله" في لبنان..

إن الوطن العربي، الآن، مزق من دول ضعيفة ومسترهنة.. لم يكن ينقص الا أن تتورط دولة الإمارات، التي بلا جيش، مع السعودية في الحرب على اليمن حيث يدمر العمران وسائرأسباب الحياة.. والا أن تنفتح ابواب الدول العربية البعيدة، سلطنة عمان مثلاً، امام رئيس الحكومة الاسرائيلية، بينما يؤكد هذا المحتل أن عواصم عربية أخرى ابدت استعدادها لاستقباله..

وأن يرتكب وزير خارجية لبنان "سقطة" بالحديث عن اسرائيل بلهجة محايدة..

والتقدم إلى الخلف مستمر.. ربما لان النظام العربي يعتبر أن المستقبل خلفنا لا أمامنا!

* طلال سلمان كاتب صحفي قومي مخضرم، مؤسس ورئيس تحرير "السفير" البيروتية.

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية

الأنظمة العربية النظام العربي الحرب العالمية الأولى الهزيمة العربية بريطانيا فرنسا استعمار المشرق المشروع الصهيوني فلسطين معاهدة كامب ديفيد اتفاقية وادي عربة اتفاقية أوسلو السلطة الفلسطينية