هاجم قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، اللواء "قاسم سليماني"، السعودية، محذرا باكستان من الدخول في مواجهة مع "جارتها" إيران بسبب أموال الرياض، وتوعد بالانتقام لقتلى تفجير سيستان وبلوشستان الأخير.
وفي كلمة له بإحدى الفعاليات المحلية، الخميس، قال "سليماني": إن "الوهابية هي سبب الخلاف والتفرقة وسفك الدماء في المنطقة"، حسبما نقلت عنه وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري الإيراني.
واستطرد "الوهابية دمرت باسم داعش بلدين عربيين (العراق وسوريا) وحملتهما خسائر بأكثر من نصف تريليون دولار، وقتل مئات الآلاف من الأبرياء في هذين البلدين وتم تفجير أكثر من 3 آلاف مسجد، لكن إيران سارعت لحماية هذين البلدين وقضت على هذه العاصفة المسمومة قبل وصولها إلى حدود إيران".
وأشار "سليماني" إلى أن "الأموال السعودية تؤثر في الداخل الباكستاني وهدفهم هو تدمير هذا البلد"، محذرا الشعب الباكستاني بقوله "عليه أن يكون متيقظاً، وأن لا تسمح الحكومة ولا الجيش في هذا البلد لأموال السعودية أن تضعها في مواجهة مع جيرانها".
وأردف "باكستان بلد صديق لنا ولا يجب على أحد أن يختبر إيران، نحن لا نهدد، بل نتحدث إليكم من مبدأ الصداقة ونقول لكم لا يجب أن تتحول أرض باكستان إلى مكان لإلحاق الضرر بالدول الإقليمية ومنها إيران والهند وأفغانستان".
وتشهد العلاقات السعودية الباكستانية تقاربا متزايدا في الفترة الأخيرة، توج بزيارة ولي العهد إسلام آباد الأسبوع الجاري في مستهل جولة آسيوية، وقع خلالها اتفاقيات اقتصادية بين الرياض وإسلام آباد باستثمارات سعودية تبلغ 20 مليار دولار.
وتأت تلك التصريحات وسط تصاعد حدة الخطاب الإيراني تجاه الرياض مؤخرا، عقب التفجير الذي استهدف حافلة لعناصر الحرس الثوري في 13 فبراير/ شباط الجاري، في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرقي البلاد)، والذي أسفر عن سقوط 27 قتيلا، بالتزامن مع احتفالات إيران بالذكرى الـ40 للثورة الإسلامية.
واتهمت طهران إرهابيين قادمين من باكستان بتنفيذ الهجوم، كما اتهمت السعودية بتمويلهم.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الباكستاني "شاه محمود قريشي"، الإثنين، في إسلام آباد، استنكر وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، "عادل الجبير" توجيه إيران اتهاما لباكستان بالضلوع في هجوم زاهدان، دون أن يعلق على اتهام مماثل من طهران للمملكة.
وقال "الجبير": "مثل هذه الاتهامات مستغربة من جانب إيران التي طالما حرضت على الإرهاب وتمارسه في الدول الأخرى مثل اليمن وسوريا، وتأوي إرهابيي تنظيم القاعدة على أراضيها".
