موسكو: نرغب في التعاون مع واشنطن لكن «دون محاولة فرض أو إملاء»

الأربعاء 13 مايو 2015 07:05 ص

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، أن موسكو تريد التعاون مع الولايات المتحدة، لكن «دون محاولة فرض أو إملاء»، وذلك تزامنا مع لقاء بين الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ووزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» في مدينة سوتشي.

وقالت الوزارة في بيان لها: «روسيا مستعدة لتعاون بنَّاء مع الولايات المتحدة، لكن هذا التعاون لن يكون ممكنا إلا على قاعدة سليمة وعادلة، دون محاولة فرض أو إملاء».

من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» الثلاثاء، في ختام محادثاته مع نظيره الأمريكي «جون كيري» عن تقارب المواقف بين موسكو وواشنطن حول سبل تسوية الأزمة السورية.

وقال «لافروف» إن «كلا الطرفين على يقين أن العملية السلمية يجب أن يقودها السوريون بأنفسهم، وأن يكون لجميع الجهات المعنية تمثيل في هذه العملية».

وفي السياق نفسه أشار الوزير الروسي إلى أنه، «نظرا للتناقضات داخل المعارضة السورية فإنه من المهم جدا أن يقوم جميع المعنيين الخارجيين الذين لهم نفوذ على هذه الجماعة أو تلك بدفعهم إلى السير باتجاه بدء المفاوضات على أساس بيان جنيف». معربا عن أمله في مواصلة الحوار حول موضوع إشراك المعنيين الخارجيين في عملية التسوية السورية سواء مع الولايات المتحدة أو دول الشرق الأوسط.

وفي تطرقه للتقرير الدولي الأخير حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، أعرب «لافروف» عن موقف موسكو الداعي إلى قيام وحدة خاصة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحري في هذا الموضوع.

وتابع قائلا: «نحن نريد تحقيقا مهنيا نزيها وإثبات الوقائع بصورة مهنية، لمنع تكرار محاولات شاهدناها في أغسطس/آب عام 2014، لاستغلال موضوع المواد الكيميائية كوسيلة ضغط سياسي بل وكمبرر لنوايا استخدام القوة ضد الدولة السورية».

من جانبه، أعرب «جون كيري» الذي عقد في اليوم نفسه لقاء في سوتشي مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، عن امتنانه له لـ«صراحته وشرحه المفصل جدا لموقف موسكو إزاء عدد من القضايا الدولية الملحة».

وأعلن «كيري» أن الولايات المتحدة ترى «تقدما كبيرا» في حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكن «مهاجمة الأبرياء والتطرف العنيف لا يزالان في تصاعد». وأضاف أن واشنطن ما زالت واثقة بأن «سوريا لن تصبح دولة سلام ما لم تجد مشكلاتها حلا لها بطريقة سياسية، وما لم يتم الانتقال السياسي للسلطة». متابعا: «نحن نرى أن انتقال السلطة هذا يجب دعمه، لذلك بحثنا اليوم كيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تعملا سوية حول هذه القضية في الأيام اللاحقة». كما أفاد بأنه اتفق مع نظيره الروسي على «بحث الرؤى الملموسة» و«مواصلة هذا الحوار في الأسابيع المقبلة وبمزيد من الفعالية».

وبحسب الوزير الأمريكي فإن روسيا على الرغم من أنها لا تشارك في التحالف المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية»، فإنها تعتبر «شريكا مهما جدا في مكافحة التطرف العنيف على النطاق العالمي».

وأكد «كيري» وحدة الدولتين في توجههما إلى مكافحة «الدولة الإسلامية» وإرغامه على مغادرة العراق وسوريا «كي لا يكون تهديدا لنا».

وفي تعليقه على نتائج محادثاته مع «لافروف» حول ملف طهران النووي وصف «كيري» روسيا والولايات المتحدة بـ«الدولتين المتحالفتين» في السعي إلى عقد «اتفاقات جيدة» بشأن البرنامج النووي الإيراني وتطبيقها. وقال إن «الوحدة بين موسكو وواشنطن في هذا الموضوع تعد مفتاحا لذلك».

وفي سياق متصل اعترف «كيري» بأن توريدات منظومات «إس-300» الروسية إلى إيران لا تعتبر خرقا للقانون الدولي.

الأزمة الأوكرانية

وتناول كلا الوزيرين موضوع الأزمة الأوكرانية باعتبارها موضوعا لا يزال عدد من جوانبه محط خلاف بين موسكو واشنطن.

وأكد «سيرغي لافروف» أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على استخدام نفوذ كل من روسيا والولايات المتحدة على طرفي النزاع في أوكرانيا لحثهما على تنفيذ بنود اتفاقات مينسك بشأن تسوية هذه الأزمة. وأعلن «لافروف» عن اتفاقه مع «كيري» حول خطر محاولات «العودة إلى سيناريو استخدام القوة في أوكرانيا»، مؤكدا أن صيغ التسوية وأشكالها قد تكون متنوعة.

وأضاف أنه في حال التنفيذ الكامل لهذه الاتفاقات يبدأ رفع العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وحذر «كيري» ضمنيا الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» من شن أي عملية عسكرية في جنوب شرق البلاد.

وذكرت الوزارة في بيان لها أن الوزيرين أجريا «محادثات مطولة وصريحة حول دائرة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المتبادل»، ركز «لافروف» خلالها على أن موسكو غير مسؤولة عن الأزمة الراهنة في علاقاتها مع واشنطن، وأن «روسيا مستعدة لتعاون بناء مع الولايات المتحدة سواء على المستوى الثنائي أو على الساحة الدولية، حيث تتحمل دولتانا المسؤولية الخاصة عن الأمن والاستقرار في العالم. لكن التعاون غير ممكن سوى على أساس النزاهة والمساعاة، بعيدا عن محاولات الإملاء والإرغام».

وتابعت الوزارة في البيان أن الوزيرين الروسي والأمريكي بحثا بصورة مفصلة قضايا الشرق الأوسط، وأشارا في هذا السياق إلى ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إطلاق حوار متكامل بين دمشق والمعارضة السورية.

كما أولى الطرفان اهتماما خاصة بالتهديدات الناجمة عن تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي استولى على مناطق واسعة من الأراضي سوريا والعراق وليبيا، فيما جدد «سيرغي لافروف» أهمية التخلي عن المعايير المزدوجة في التعاطي مع الإرهابيين. متطرقين إلى الوضع في اليمن، حيث أضيف إلى المواجهة الداخلية «تأثير عسكري خارجي وخيمة العواقب على المنطقة بأسرها».

كما ذكر البيان أن الوزيرين بحثا بعض «مسائل الأجندة الثنائية والحوار بين البلدين في مجال مراقبة الأسلحة».

وأجرى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لقاء مع «كيري» في سوتشي، حضره «سيرغي لافروف» أيضا، ويعد هذا الاجتماع أول لقاء شخصي بين «بوتين» ومسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وكتب «كيري» وسط اللقاء على صفحته في «تويتر»، إن محاثاته مع الرئيس «بوتين» و«لافروف» حول القضايا المحورية بما فيها المفاوضات حول إيران وسوريا وأوكرانيا «كانت صريحة». وأضاف أنه من المهم الحفاظ على خطوط التواصل بين الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الذي نقوم فيه بحل قضايا عالمية.

  كلمات مفتاحية

روسيا أمريكا كيري بوتين

روسيا تتوقع زيادة معاناتها الاقتصادية خلال 2015 في ظل استمرار العقوبات الدولية

كيف سينعكس الاتفاق النووي «الأمريكي - الإيراني» على روسيا ؟

«سعود الفيصل»: روسيا تقترح حلولا وتنتقد المآسي وهي جزء من مشكلة سوريا

«المونيتور»: التوترات تتصاعد بين السعودية وروسيا

«أوباما» يعترف: خفض أسعار النفط «قرار سياسي» لإضعاف روسيا