يهودية تعيد مقتنيات سرقها والدها من فلسطينيين خلال النكبة

الجمعة 1 مارس 2019 07:03 ص

بعد عقود من التأخير، قامت سيدة يهودية بإعادة مقتنيات سرقها والدها من أحد المنازل الفلسطينية خلال نكبة 1948، وسلمتها لبلدية الطيبة حيث تم إيداعها في متحف المدينة التراثي، وسط احتفاء من المسؤولين الفلسطينيين الذي اعتبروا البادرة "قيمة رمزية كبيرة"، واعترافا بالحقيقة.

وتمت عملية تسليم المقتنيات البيتية في مراسم رمزية، بعدما حضرت سيدة يهودية تعمل كـ"فنانة" وتُدعى "ليؤور"، وهي في السبعينيات من عمرها، وبحوزتها الأغراض التاريخية إلى متحف الطيبة.

وأمام العشرات من أهالي المدينة قالت "ليؤور" إنها "عاشت تحمل هما وأمانة عندها لأناس غُيبوا وطُردوا وقُتلوا"، وهي المقتنيات التي تحصّل عليها والدها الذي عمل ضابطا في جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتها في المنطقة بين حيفا وصفورية المهجرة.

وكان في استقبال السيدة اليهودية، رئيس البلدية "شعاع منصور مصاروة"، ونائبه "عبد الحكيم جبارة"؛ وكذلك مدير المتحف "محمد جبارة"، وعدد من الأهالي.

ونوهت "ليؤور" في كلمتها بحسب صحيفة "القدس العربي"، أنها اتخذت قرارها لكنها عجزت عن إعادتها لأصحابها، فبحثت عن مؤسسة فلسطينية لتسليمها هذه الأغراض، وهي عبارة عن "سجادة وثوب لرجل وأدوات منزلية".

وفي النهاية قررت "ليؤور" أن تسلم هذه المقتنيات لبلدية الطيبة للاحتفاظ بها في "العلية" والمتحف البلدي، مطالبة الأهالي بمسامحة والدها.

وقالت "ليؤور" للإذاعة الإسرائيلية، إنه "كان من الصعب توجيه الأسئلة حول ما جرى لكن بيدنا التاريخ والأغراض نفسها والحديث يدور عن أدوات منزلية منها سجادة كبيرة ومعطف حريري أزرق بقياس صغير وأوان معدنية للسكريات وغيرها من الهدايا والتحف".

وتابعت: "ورثتها من والدي منذ عقود، وقمت بذلك بدافع ضميري فقد شهدت الصدمة التي أصابت والدي نتيجة الحرب وكل الوقت بدت معضلة داخلية حيث نازعتني رغبة بإعادة الأغراض مع نزعة بالاحتفاظ بذكريات والدي".

من جهته، قال رئيس البلدية "شعاع منصور" إن "ما قامت به يدل على كون الطرفين بشر بصرف النظر عن هويتهم القومية والدينية".

وتابع: "أعتقد أن الأغراض المذكورة تتبع إما لقرية صفورية المهجرة قضاء الناصرة أو قرية إجزم المهجرة قضاء حيفا وذلك حسب ملامح الأغراض خاصة أن جدتي من عائلة ماضي من إجزم وكنت أسمعها تتحدث عن مثل هذه المقتنيات في البيوت الفلسطينية قبل النكبة"، بحسب "القدس العربي".

وقال "منصور" إن "الحقيقة انتصرت بعد 7 عقود"، مؤكدا أن هذه الأدوات وهذه اللفتة قيمتها رمزية كبيرة.

وتابع: "هذه المبادرة استثنائية وليست أمرا مفروغ منه أن تعيد أدوات لأصحابها الشرعيين وقد شاهدتها وسمعتها وهي تبكي أمامنا وتقول: شكرا لكم … لقد حررتموني من وجع الضمير فقد كان يثقل علي كأنه صخرة على صدري".

من جهتها قالت المرأة الإسرائيلية إنها حجبت هويتها، خوفا من اعتداء بعض الأوساط اليهودية عليها على خلفية اعتبار ما قامت به نوعا من الخيانة.

يشار إلى أن متحف الطيبة يقوم داخل عمارة مملوكية، وقد توجهت بلدية الطيبة قبل سنوات لحاكم توسكانا في إيطاليا، وقام بمساعدتها ببناء المتحف.

  كلمات مفتاحية

فلسطين يهود مقتنيات النكبة متحف

احتفاء إماراتي بممثلة إسرائيلية خلال افتتاح مدينة ترفيهية بأبوظبي

لإسقاط حق العودة.. إسرائيل تدفن وثائق حول نكبة فلسطين