إسرائيل تلعب دورا كبيرا بالصراع المتصاعد بين الهند وباكستان

السبت 2 مارس 2019 03:03 ص

اعتبر الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" أن (إسرائيل) تلعب دورا كبيرا في الصراع المتصاعد بين الهند وباكستان، مشيرا إلى أن اشتراك الدولتين في الحرب على الإرهاب -لا سيما الإرهابي الإسلامي- ربما يبدو طبيعيا بالنسبة لدولتين أسستا على التقسيم الاستعماري وأمنهما مهدد من قبل جيرانهما المسلمين.

وقال "فيسك" في تحليل نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إنه "ليس من قبيل الصدفة أن تؤكد الصحافة الهندية حقيقة أن سلاح الجو الهندي قد استخدم قنابل "رافائيل سبايس 2000" الإسرائيلية الصنع في هجومه ضد "إرهابيي" "جيش محمد" داخل باكستان.

وأوضح "فيسك" أنه "على مدى أشهر، ظلت (إسرائيل) تصطف إلى جانب حكومة حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندي في تحالف "معاد للإسلامي"، غير معلن وخطير سياسيا.. في حين أصبحت الهند نفسها الآن أكبر سوق لتجارة الأسلحة الإسرائيلية".

وأشار إلى أن الهند كانت أكبر عميل لـ(إسرائيل) في مجال السلاح في عام 2017، حيث دفعت 530 مليون جنيها إسترلينيا لشراء منظومة "دفاع جوي" إسرائيلية الصنع، وأنظمة رادار وذخيرة، بما في ذلك صواريخ جو – أرض، تم اختبار معظمها أثناء الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وأهداف في سوريا.

ولفت "فيسك" إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارته الأولى للهند العام الماضي والتي أشار فيها إلى الهجمات "الإسلامية" عام 2008 على مومباي التي قُتل فيها حوالي 170 مدنيا.

وقال "نتنياهو": "الهنود والإسرائيليون يعرفون جيدا آلام الهجمات الإرهابية. نحن نتذكر الوحشية المرعبة في مومباي. نحن نصرّ على أسناننا، نحن نقاوم، نحن لا نستسلم أبدا. كان هذا أيضا خطاب حزب بهاراتيا جاناتا".

غير أن العديد من المعلقين الهنود، وفقا للكاتب، حذروا من أن الصهيونية اليمينية والقومية اليمينية في حكم "مودي"، لا ينبغي أن تصبحا حجر الأساس للعلاقة بين الدولتين، وكل منهما قد حاربت -بطرق مختلفة- الإمبراطورية البريطانية.

وأشارت الباحثة المقيمة في بروكسل "شايري مالهوترا"، التي ظهر عملها في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى أن الهند تضم ثالث أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان، أي ما يزيد عن 180 مليون نسمة.

وكتبت في العام الماضي: "العلاقات بين الهند وإسرائيل مؤطرة عادة في إطار التقارب الطبيعي للأفكار بين حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم وحزب الليكود".

كما أشارت "مالهوترا" في "هآرتس": "يبدو أن أكبر مشجعي إسرائيل في الهند هم هندوس الإنترنت الذين يحبون إسرائيل في المقام الأول لكيفية تعاملها مع فلسطين ومحاربتها المسلمين".

وقد أدانت "مالهوترا" الأستاذ في جامعة كارليتون، مطالبات البعض بتحالف "ثلاثي" بين الهند و(إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف "قيسك" أن حجة "مالهوترا" هي أن العلاقة الهندية - الإسرائيلية يجب أن تكون براغماتية أكثر منها أيديولوجية. لكن من الصعب أن نرى كيف لن تتسرب القومية الصهيونية إلى القومية الهندوسية عندما تقدم إسرائيل الكثير من الأسلحة إلى الهند.

وآخر هذه الأسلحة قد استخدمتها الهند، التي تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1992، بالفعل ضد الإسلاميين داخل باكستان.

وأشار الكاتب إلى أن الاشتراك في "الحرب على الإرهاب" -وخاصة "الإرهاب الإسلامي- "قد يبدو طبيعيا بالنسبة لدولتين مبنيتين على تقسيم استعماري يهدد جيرانه المسلمون أمنه، ففي كلتا الحالتين، يكون نضالهم على حق امتلاك أو احتلال الأراضي".

ويختم "فيسك" بأن كلا من (إسرائيل) والهند وباكستان تمتلك أسلحة نووية، وهو سبب وجيه آخر لعدم السماح لفلسطين وكشمير بالترابط معا، ولترك المسلمين في الهند البالغ عددهم 180 مليون نسمة بمفردهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الهند إسرائيل العلاقات الهندية الإسرائيلية جيش محمد باكستان أسلحة توتر هجمات غارات جوية صهيونية هندوس