إثيوبيا وآبي أحمد.. تحولات سياسية مذهلة وإنجازات اقتصادية

الثلاثاء 5 مارس 2019 08:03 ص

"الأشهر العشرة الأولى لآبي أحمد في المنصب كانت مذهلة بحسب معيار أي زعيم في جميع أنحاء العالم"..

هكذا لخصت "فايننشال تايمز" الوضع في إثيوبيا، وسط إشارات لافتة تفيد بتحول البلد الأفريقي إلى نموذج مبهر في التحول السياسي والإنجاز الاقتصادي.

البلد الذي يضم أكثر من 80 مجموعة عرقية، وعانى صراعات سياسية عميقة، وخلافات حادة مع دول الجوار، وفي وقت قريب كان مرتعا للمجاعة، ينطلق بخطى متسارعة، من اقتصاد صغير بقيمة 8 مليارات دولار في مطلع القرن إلى اقتصاد بقيمة 80 مليار دولار، متجاوزا كينيا باعتباره أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا.

وتنقل الصحيفة عن أستاذ السياسات الاقتصادية في كلية بلافاتنيك الحكومية في جامعة أكسفورد "ستيفان ديركون"، قوله: "إن المهمة التاريخية التي يضطلع بها آبي (رئيس الوزراء الإثيوبي) تتمثل في استكمال التحول الاقتصادي الذي بدأه ميلس زيناوي (رئيس الوزراء الراحل)".

إن كانت المعجزة استغرقت في كوريا الجنوبية 25 عاما كي تتحقق، بحسب ما يقول، "فقد أنهت إثيوبيا نصف طريقها نحو المعجزة".

أدوار عدة

ومنذ توليه منصب رئيس الوزراء في أبريل/نيسان الماضي، تناوب "آبي" اللعب ما بين أدوار المصلح البسيط، والرجل الصعب، والزعيم الحالم، وفق الصحيفة، التي سلطت الضوء على التغييرات التي أجراها، أصغر زعيم في أفريقيا في عمر 42 عاما.

خلال شهور،  أشرف على أسرع عملية تحرير سياسي في تاريخ إثيوبيا الذي يزيد على ألفي عام، تصالح مع إريتريا؛ وأفرج عن 60 ألف سجين سياسي، ورفع الحظر عن الجماعات المعارضة التي كانت تعد منظمات إرهابية فيما مضى؛ وباتت النساء تمثل نصف مجلس وزرائه. 

كذلك تعهد بإجراء انتخابات حرة في عام 2020 وجعل أحد ناشطي المعارضة البارزين رئيسا للجنة الانتخابية، وحول البلد الذي كانت فيه جواسيس الحكومة في كل مكان، واحة للحرية.

يقول ضابط مخابرات الجيش السابق ومهندس البرمجيات: "هذا نموذج أولي لإثيوبيا الجديدة، فعلت كثيرا من الأشياء العظيمة مقارنة بكثير من الزعماء، لكنني لم أفعل 1% مما أحلم به".

وتعلق المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة "بلين ساهيلو"، بالقول: "إنه يقول أكثر الأشياء التي يصعب تصديقها، ومن ثم ينتهي به الأمر بفعلها".

"من نواح عديدة، آبي هو صدمة للنظام، ما زلت أنتظر رؤية ما إذا كانت البلاد تستطيع تحمل هذا القدر من التغيير في مثل هذه الفترة القصيرة، وما إذا كانت هذه الأفعال لديها استراتيجية متابعة مدروسة" بحسب "ساهيلو".

شعبية كبيرة

ويحظى "آبي" بشعبية واسعة النطاق، ولا سيما في العاصمة، لكنه واجه محاولة اغتيال، وفي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شق فريق من صغار الضباط طريقهم إلى المجمع مطالبين بإيصال صوتهم.

يقول "آبي": "أظهرت لهم أنني كنت جنديا، وقلت لهم، إن صدر عنكم أي تصرف خاطئ، فلا يمكنكم قتلي قبل أن أقتل 5 أو 6 منكم".

وتقول الصحيفة، إن رئيس الوزراء الإثيوبي، يريد الانتقال إلى نظام رئاسي يجري خلاله انتخاب الزعماء بشكل مباشر، بدلا من العملية الحالية غير المباشرة التي تتم من خلال برلمان يسيطر عليه حزب الجبهة الديمقراطية الثورية.

كما يطمح إلى تعزيز فكرة "إثيوبيا الكبرى" مقدما الكثير من المواعظ حول "وحدة الأمة والاعتزاز الوطني"، وسط امتعاض من الذين يمارسون الضغوط من أجل السيادة الذاتية في مناطقهم. 

ويأمل "آبي" في تأمين السلام من خلال الإقناع، وليس من خلال التهدئة العسكرية، قائلا: "السلام السلبي أمر ممكن طالما كان لديك جيش قوي، نحن في اتجاهنا نحو تحقيق سلام إيجابي".

ومن وجهة نظره، فإن التوترات ستتلاشى إذا استمر الاقتصاد في التوسع، حسب قوله: "عندما تحقق النمو، لا يبقى لديك متسع من الوقت لتلك القضايا الطائفية".

وينتهج "آبي أحمد" نهجا نحو الخصخصة الناجحة لقطاع الاتصالات، وقطاعي الطاقة والشحن البحري، إضافة إلى معامل تكرير السكر، والأكثر إثارة للجدل، الخطوط الجوية الوطنية الناجحة التي عملت على تحويل أديس أبابا إلى مركز قاري نشط. 

يقول "زيميديني نيجاتو"، مصرفي إثيوبي، إن "التحدي الأكبر الذي يواجهه آبي ليس في السياسة، بل في توفير الوظائف، بالدرجة الأولى".

تنقل عنه الصحيفة قوله إنه "سيغادر المنصب سعيدا إن رفضه الشعب، أنا متأكد أنني لن أمكث هنا إلى الأبد. لا أعرف متى، لكنني أريد مغادرة هذا المنصب".

لكن يتابع حلمه: "سأحظى بشعبية كبيرة إن تمكنت من تخليص ما يراوح بين 60 و70 مليون شخص من الفقر، إن استطعت فعل ذلك، سواء كنت أحب ذلك الأمر أم لا، فسأحظى بشعبية كبيرة بين أفراد الشعب".

ووفق صندوق النقد الدولي، يأتي الاقتصاد الإثيوبي في مصاف الاقتصادات الأسرع نموا بالعالم، ويُعد من ناحية أخرى الأسرع نموا على مستوى القارة الأفريقية.

وعقب استقالة رئيس الوزراء "هيلاميريام ديسيلين" منتصف فبراير/شباط الماضي، تولى "آبي أحمد" رئاسة الحكومة بدلا عنه، ليسطر تاريخا جديدا لهذا البلد.

المصدر | الخليج الجديد + فايننشال تايمز

  كلمات مفتاحية

إثيوبيا آبي أحمد الاقتصاد الإثيوبي إريتريا هايليماريام ديسالين

أمير قطر يستقبل رئيس وزراء إثيوبيا الثلاثاء

أمير قطر ورئيس الوزراء الإثيوبي يبحثان العلاقات الثنائية