استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مئوية التعليم في البحرين

الثلاثاء 5 مارس 2019 01:03 ص

مئوية التعليم في البحرين

لم يؤسس الانجليز مدرسة واحدة لإبقاء الناس في جهل وفقر حتى لا ينشأ الوعي الوطني والثقافي لديهم.

بادر أفراد النخبة الميسورة والمتعلمة المحلية بتأسيس ما أمكنهم تأسيسه من المدارس معتمدين على تبرعاتهم.

*     *     *

تحتفل البحرين هذا العام بمرور مئة عام على نشوء التعليم النظامي فيها، حين تأسست قبل قرن بالضبط، أول مدرسة نظامية في البلاد، هي مدرسة الهداية الخليفية للبنين في عام 1919 في مدينة المحرق.

تلاها بعد ذلك تأسيس مدارس نظامية في المنامة العاصمة وفي بعض البلدات خارجها أيضاً، كما هو الحال مع المدرسة التي تعرف اليوم باسم «مدرسة الخميس».

لم يتزامن البدء بتعليم البنات مع افتتاح مدارس لتعليم البنين، لكنه لم يتأخر عنه كثيراً، حيث افتتحت في العام 1928 أول مدرسة للبنات، عرفت باسم مدرسة خديجة الكبرى للبنات.

يستوقفنا في أمر تأسيس التعليم النظامي في البحرين أمران، هما بالمناسبة سمتان طبعتا بدايات التعليم في كل بلدان المنطقة، أو في غالبيتها على الأقل.

الأمر الأول هو أن الانجليز الذين كانوا يبسطون سيطرتهم على بلداننا لم يبادروا إلى تأسيس حتى مدرسة واحدة في هذه البلدان، رغبة منهم في إبقاء أبنائها وبناتها في حالٍ من الجهل والفقر حتى لا ينشأ الوعي الوطني والثقافي فيها.

بل يُروى أن المستشار الذي عيّنه الإنجليز بمثابة ممثل لهم، قال لفتى بحريني أتاه طالباً المساعدة لدراسة الحقوق: «ماذا ستفعل بشهادة الحقوق، البحرين لن تحتاج إلى محامٍ واحد خلال المئة سنة القادمة»!

الحق أن الكنيسة الإصلاحية البروتستنانتية، وفي إطار مساعي التبشير، اتخذت من التعليم مدخلاً لذلك، لكن الملاحظ أنها أخفقت في «تنصير» من استقطبتهم من تلاميذ يومذاك، بالنظر لما جوبه به التبشير من معارضة أهلية واسعة.

أما الأمر الثاني فهو أن النخبة الميسورة والمتعلمة المحلية بمقاييس ذلك الزمن، التي كانت تدرك شحّ الإمكانيات لدى السلطات يومها، لم تنتظر حتى تتوفر لدى الأخيرة الأموال اللازمة لفتح مدارس، وإنما بادر أفراد هذه النخبة أنفسهم بتأسيس ما أمكنهم تأسيسه منها، معتمدين على تبرعاتهم.

وهذا ما كان عليه الحال مع مدرسة الهداية الخليفية ومدارس أخرى تلت تأسيسها، قبل أن تتغير الأوضاع، خاصة مع اكتشاف النفط، حيث توسع نطاق التعليم وأصبح تحت إشراف وإدارة الحكومة.

أعطت البداية المبكرة لنشوء التعليم في البحرين ما عليه اليوم شعبها من وعي، وما عليه مجتمعها من ديناميكية ثقافية.

ويمكن القول، بدرجة كبيرة من الاطمئنان، إن الأمية اختفت أو شارفت على الاختفاء، دون أن يعني ذلك أن منظومة التعليم مثالية بالضرورة، فهي تعاني الصعوبات المعروفة في مختلف البلدان العربية في هذا المجال.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية