تدفق المساعدات على اليمن والأمم المتحدة تطالب التحالف بنظام سريع للتفتيش

الخميس 14 مايو 2015 04:05 ص

حث منسق العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن التحالف الذي تقوده السعودية على تخفيف نظام التفتيش بما يسمح بدخول سلع إنسانية وتجارية حيوية إلى البلاد، في الوقت الذي تتجه طائرات مساعدات من السعودية والكويت والأنروا إلى اليمن عقب سريان الهدنة.

وقال «يوهانس فان دير كلاوف»، منسق العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن، في إفادة للأمم المتحدة في جنيف من خلال دائرة إذاعية من صنعاء أن استيراد الوقود أمر بالغ الأهمية حتى تعمل مولدات المستشفيات ومضخات المياه والنظام الصحي.

وأضاف فان دير كلاوف «يسفر حظر الأسلحة ونظام التفتيش المترتب عليه عن عدم وصول السلع التجارية سواء عن طريق الجو أو البحر. نظام التفتيش بحاجة إلى تبسيط.. بحاجة لأن يكون أسرع حتى يمكن استئناف استيراد السلع التجارية وأيضا الإنسانية من الوقود في المقام الأول وأيضا الطعام والضروريات التي تدعم الحياة».

وقال إن القتال والمناوشات مستمرة باليمن في مناطق منها عدن وتعز وأن ذلك يعوق الوصول إلى المدنيين رغم بدء هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام يوم الثلاثاء الماضي.

مساعدات

واغتنمت وكالات الإغاثة يوم الخميس فرصة هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام في اليمن لتوسيع نطاق توزيع المساعدات على ملايين السكان المحرومين من الغذاء والوقود والدواء بعد أسابيع من القتال والضربات الجوية.

وأقلعت طائرات تحمل مساعدات من الإمارات العربية المتحدة في طريقها إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين وقد واجهت ضربات جوية دون قتال بري. وقالت الأمم المتحدة إن سفن مساعدات رست في مينائي الحديدة وعدن.

وقال مصدر ملاحي في اليمن إن ثلاث سفن على الأقل محملة بالوقود والقمح رست في الحديدة والمكلا. وأرسلت السعودية ثماني شاحنات محملة بوقود الديزل برا إلى محافظة حضرموت وأرسلت قطر أدوية وأغذية عبر جيبوتي.

وقالت وكالة أنباء سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين إن طائرتين تحملان أدوية وإمدادات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود هبطتا في العاصمة.

وأعلن «الهلال الأحمر» الكويتي، اليوم الخميس، إقلاع طائرة الإغاثة الأولى من قاعدة «عبدالله المبارك» الجوية، الواقعة جنوبي الكويت، متجهة إلى مطار شرورة في جنوبي السعودية، ومنه إلى اليمن.

 وقال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية «أنور الحساوي»، في بيان له الخميس، إن الطائرة تحمل 40 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية لإيصالها إلى المستشفيات في اليمن. وأضاف أنه يرافق المستلزمات الطبية عدد من المتطوعين سيتوجهون إلى الحدود اليمنية، حيث ستتسلمها لجنة الإغاثة اليمنية التي بدورها ستوزعها على المستشفيات في المكلا باليمن.

وأشار «الحساوي» إلى وجود عدد كبير من النازحين في المكلا، مبينا أن المستشفيات تعاني نقصا شديدا في الأدوية والمستلزمات الطبية، موضحا أنه سيتم إرسال مواد غذائية خلال الأيام المقبلة.

وأوضح أن هذه الرحلة تأتي ضمن سلسلة من التحركات التي تقوم بها الجمعية لتقديم العون والإغاثة للأشقاء في اليمن. معربا عن «تقديره للجهود التي تبذلها السلطات السعودية للتنسيق والتعاون لوصول الطائرة اليوم»، مشيرا إلى أن تلك الجهود هي «محل تقدير من الشعب الكويتي».

وأكد «الحساوي» حرص الجمعية على المشاركة في الجهود الإنسانية التي تقوم بها الكويت بتقديم الدعم والمساندة اللازمين للأشقاء في اليمن والذين هم بحاجة ماسة إلى الدواء والغذاء، على حد قوله.

جدير بالذكر أن جمعية «الهلال الأحمر» الكويتي قامت بحملة شعبية في إبريل/نيسان الماضي لجمع التبرعات لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن تضامنا مع الظروف السيئة والخطيرة التي يواجهها الشعب اليمني نتيجة لنقص الدواء والمواد الغذائية.

المعونة السعودية أكبر مساعد معلن عنها لليمن

وفي ذات السياق، تعدّ المساعدة السعودية أكبر مساعدة إنسانية معلنة حتى الآن بلغت 274 مليون دولار أميركي، كانت الأمم المتحدة قد طلبتها في منتصف الشهر الماضي. ويلفت أحد مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن إلى أن الحكومة السعودية اشترطت ضرورة استهدافها الاحتياجات المنقذة للحياة وخدمات الحماية في مجالات الغذاء وتغذية الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى توفير مياه الشرب ومستلزمات النظافة والخدمات التي من شأنها حماية المدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء والفئات المهمشة.

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي عن تخصيص مساعدات بقيمة 68 مليون دولار للاحتياجات الإنسانية.

وفي شمال اليمن قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالات الإغاثة بدأت توزيع الغذاء على 33 ألف شخص والدواء على المستشفيات ومستلزمات النظافة الشخصية على اللاجئين.

كما أعلن برنامج الأغذية العالمي أول أمس، إطلاق مشروع «المعونات الغذائية الطارئة» لإطعام أكثر من 750 ألف متضرر من النزاع في اليمن في خلال الهدنة الإنسانية.

وأشار البرنامج إلى وصول سفينة إلى ميناء الحديدة تحمل 250 ألف لتر من الوقود والإمدادات اللازمة لمنظمات إنسانية أخرى، في حين وصلت سفينة أخرى إلى المياه الدولية تحمل 120 ألف لتر إضافية من الوقود. وتمثل الشحنتان 15% من الاحتياجات الشهرية من الوقود اللازمة للعمليات الإنسانية.

فترة الهدنة لا تكفي

وبحسب المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، تعدّ محافظات عدن والضالع ولحج من المناطق الأكثر تضررا بسبب طول فترة الحصار التي تعدّت أربعين يوما وسط اشتباكات مسلحة وانعدام الخدمات الأساسية وقطع الطرقات، بينما عانت محافظة صعدة في أقصى الشمال كثيراً نتيجة كثافة الضربات الجوية ونزوح معظم سكانها إلى محافظات مجاورة.

وكان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن «يوهانس فان دير كلاو» قد علّق قائلاً إن فترة الهدنة المعلنة من أجل تمكين المنظمات الإنسانية من تسيير عمليات الإغاثة، غير كافية للقيام بواجبها. وطالب بتمديدها حتى تأتي تلك العمليات أكثر شمولية وفعالية، داعياً أطراف الصراع إلى احترام حياة المدنيين وحمايتهم وحماية موظفي الإغاثة في أثناء عملهم.

تجدر الإشارة إلى أن المنظمات المختلفة لم تتمكّن في الفترة السابقة من تقييم احتياجات المتضررين من الحرب وتقديم الخدمات لهم، بسبب انعدام الأمن في كل المناطق وفقدان الوقود اللازم لتنقل فرق الإغاثة. لذا كان الموظفون الدوليون يعملون في مكاتب في خارج اليمن، بينما كان يعمل معظم الموظفين المحليين من منازلهم، في حين راحت قلّة من المنظمات الدولية والمحلية تخاطر بالعمل في الميدان.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، تمكنت منظمات الإغاثة من إحصاء ما يزيد على 330 ألف نازح حتى منتصف الشهر الماضي، إلا أنه ما من إحصائيات محدّثة وسط تزايد وتيرة النزوح، خصوصاً في مدن صعدة وتعز وصنعاء. 

إلى ذلك تفيد المعلومات بأن ثمّة حاجة كبيرة لدى هؤلاء المتضررين إلى مساعدات غذائية ومياه وصرف صحي ومستلزمات إيواء من قبيل الخيم وغاز الطبخ وغيرها.

  كلمات مفتاحية

اليمن الهدنة الإنسانية هدنة اليمن المساعدات الخليجية

«التحالف العربي» يؤكد التزامه ضبط النفس رغم خرق «الحوثيين» للهدنة في عدة مدن

الحوثيون يوافقون على «الهدنة الإنسانية» ويطالبون باستئناف الحوار برعاية أممية

«الجبير» يعلن عن خطة لتعليق الغارات الجوية بمناطق في اليمن للسماح بإيصال المساعدات

أوكسفام: الحرب والحصار يهددان اليمن بكارثة إنسانية

الأمم المتحدة: الصراع يدفع اليمن نحو كارثة إنسانية

رغم سريان الهدنة: استمرار المعارك في اليمن ومقتل 10 أشخاص على الأقل

سفينة مساعدات إماراتية تصل إلى ميناء عدن

سفينة مساعدات إيرانية تصل إلى خليج عدن رغم التحذيرات الأمريكية

«هيومن رايتس ووتش»: الحوثيون يرسلون الأطفال في اليمن إلى القتال

اليمن يواجه نقصا في الطعام مع بطء وصول المساعدات

الصليب الأحمر: اليمن يواجه كارثة إن لم يحصل على مساعدات حيوية